08/05/2012 - 03:06

شيماء بنت التاسعة.. / عدي محاميد

شيماء بنت التاسعة تحب الحلوى والبيتزا والخبيزة، وتعي القليل من فوائدها وأضرارها.. ولا تدرك ما هي الحركات النسوية ونضالها، الديمقراطية وتأثيرها على الشعوب، الفرق الفكريّ والسلوكي بين الذكر والأنثى، ودور اللافتات في إفساد الشعوب أخلاقيًّا.

شيماء بنت التاسعة.. / عدي محاميد

 

شيماء بنت التاسعة تحب الحلوى والبيتزا والخبيزة، وتعي القليل من فوائدها وأضرارها..

ولا تدرك ما هي  الحركات النسوية ونضالها، الديمقراطية وتأثيرها على الشعوب، الفرق الفكريّ والسلوكي بين الذكر والأنثى، ودور اللافتات في إفساد الشعوب أخلاقيًّا.

شيماء بنت التاسعة تحلم أن تكون عارضة أزياء، لكنها عدلت عن رأيها لا لبدانتها، بل خوفًا من أن تُقلب منظومة الأخلاق العقيمة.. تحلم كذلك أن تكون مغنية رابٍ أو إنشادٍ، لكنها تخشى على صوتها من التلف وعلى ذكورية المجتمع المنتجة.. تحلم أن تكون نادلة في أحد مقاهينا العربية المحترمة، تقدّم الشاي والقهوة، لكن مزاجيتها غلبتها فقررت التنازل عن هذا كي لا تُزج بعقول الناس بين زجاجات النبيذ التي تصارع اللاوجود!
لكنها تدرك جيّدًا أن الحلم حقٌّ لها لا عليها!

شيماء بنت التاسعة تحرم من النزهة لوحدها، لا توجسًا من الضياع، بل لأن أبناء الحي الذكور يحق لهم ما لا يحق لغيرهم في الشتم والاستفزاز، فتهمس في أذان أمها: "أفضل مشاهدة التلفاز"..

تصرّ ألا تتزوج لا كرهًا بالإرهاق والمسؤوليات المتراكمة بعد الإنجاب، بل باتت تظن رجلها المستقبليّ صاحب ولهٍ عظيم بخربشة اللافتات، فخافت على "براويز" البيت والصور!

لكنها تدرك جيّدًا أن الاختيار حقٌّ لها لا عليها!

شيماء بنت التاسعة تقرأ كل يوم من كتاب وتغني أغنية، لكن لحظها العجيب قرأت صباحًا آياتٍ من الذكر الحكيم ولخصت يومها الشتويّ "بغيبتَك نزل الشتي".. تبكي من وراء عدسات نظاراتها الملونة بشكل فاقع حين أيقنت أن صورة الشيخ لا تساوي أي إعلانٍ فيه جسدت مرأة لا تقزيمًا لشيخ، بل لحبها بأن تكون كيانًا مستقلًّا!

لكنها تدرك أن التفكير واتخاذ القرار حقٌّ لها لا عليها!

**

شيماء شخصيةٌ متمرّدةٌ غالبًا، لم تتمرد على كاتبها هنا، لا لضعفٍ فيها، بل لتجذّر الإحباط!

التعليقات