10/05/2014 - 12:19

لا تجزعي يا أمي../ الأسير كريم يونس (سجن هداريم)

لا تغضبي يا أمي لم يعد في رماد الغيم لي أمل... ولا حتى شتاء ولم يبق في زنزانتي سوى علبة دواء... فآثرت كأس المر مره أخرى... واخترت العطاء فلماذا هذا الشؤم في زمن الفداء؟!...

لا تجزعي يا أمي../ الأسير كريم يونس (سجن هداريم)

لا تجزعي ولا تأبهي يا أمي ولا تبالي
فقد وعدتك بأن أصمد
لا لأني على الصبر مغصوب
بل لأن في الصمود نضال
فلا تبالي يا أمي
سأصمد وأحمل حقيبة صمودي، وإن ثقلت..
سأحملها...
سأحملها وأحمل معها عزة قيادتنا...
والكرامة...
سأحملها ووزن الأرض والمستوطنات فيها وخارطة الحدود...
وأتسلق جبال كرامتنا...
وأشرب من بحر عزتنا
وأحفر في الصخر لي محراباً
وأشعل لي شمعتي الأخيرة
وأجدد احلامي....
لعلي أوشك من جديد؟!

******

لا تقلقي يا أمي حتى وإن عاد الظلام
ثلاثون شمعة خبت وزادت دياجير القتام
عاد الظلام وإن كنا على وشك
كنا على وشك الحديقة، مثل فراشات السلام
كنا على وشك.....
لولا الكرامة...
جاءت تموج وبصوتها هدير راية عزتنا
والقيادة... آه القيادة !
فاستنفرت واستيقظت من سبات فجأة
وأشعلت مصابيح النجوم
قالت تعيش وتبقى
لم يبق من الليل، غير الغيوم
تأبى الشجاعة أن تأتي بموعدها
وتضيع...
وتضيع في تيه المحافل الدولية والضغوط الداخلية
وردود أفعال الخصوم

****

لا تجزعي يا أمي...
سأعود إلى قبري....
وأحضن زنزانتي
وأشعل قنديل ذاكرتي
وأغوص في بحر أحلامي القديمة...
علني أجد الطريق

*****

لا تبالي
لست وحدي من ينتظر
لست وحدي من ينكسر
لست وحدي في بلاد لا تعتبر
فهذه بلاد لم يعد فيها حنين
وهذه قيادة لا تكترث زرد السلاسل والقيود
وطول السنين
لكن صوتي وحده في هذه الأرجاء يسمعني
والقبور...
والموتى يحنون لأحلامي وكل الناس
أصغرهم، أكبرهم.... إلا الملك
إلا الملك لا يأبه لأسماء وأشلاء
نصارع الموتى بالموت... وتصرخ
وسيبقى المرضى وجمر النوم والسنوات
جرح يؤرق صدرنا
فأنظر
أنظر إلينا فإن سافرت
أو تركتنا ننزف ونفقد حلمنا
متنا انتحاراً
فاكترث
وابق مكانك
كي تفسر للسراب جوع ثلاثين أسيراً
وهم حسرى على أمل
ينأى بنفسه عنهم....
ويكتب التاريخ....
شهداء
واهمس لنفسك...
علك تجد الأخطاء في جيش يقاتل نفسه...
ولا ينتظر
واعرف عدوك
من صديق... يشاور الأعداء
ويثير زوبعة، بوقت قاتل
ثلاثون شمعة خبت
من رياح ضلت طريقها بفعل فاعل
هبت جنوباً...
وكأن الأرض وغزه بملح البحر... تغرق
والفارس المغوار يسمعها...
وينسى...
ثلاثين عاماً وغريق يستغيث

****

لا تغضبي يا أمي
لم يعد في رماد الغيم لي أمل...
ولا حتى شتاء
ولم يبق في زنزانتي سوى علبة دواء...
فآثرت كأس المر مره أخرى...
واخترت العطاء
فلماذا هذا الشؤم في زمن الفداء؟!...

****

لا تجزعي يا أمي...
فالأشهر التسعة، لم تك سوى حلم...
حلمناه......
وسراب من أمل...
كان أقوى من يقين...
سمعناه
ومن عهد... تلقيناه
ومن وعد... انتظرناه
فلماذا كل هذا الشؤم في زمن الفداء؟!
ولماذا كل هذا الحزن في زمن الوفاء؟!
لا تجزعي يا أمي ولا تحزني ولا تبالي
فقد وعدتك... بأن أصمد.

التعليقات