03/01/2015 - 12:47

دكتورة... / جوان صفدي

تفتح صفحة جديدة وتحاول... تنتظر أصابعها الأوامر من عقلها لتكتب شيئا في رثائك، لا يكتبه أحد سواها. فلا أحد سواها يشعر بغيابك في كل لحظة تمرّ

دكتورة... / جوان صفدي

ربما اليوم، بعد أن مرّت سنة بطول أيّامها ولياليها... بدونك، ربّما اليوم تقوى ياسمين على الكتابة.

تفتح صفحة جديدة وتحاول... تنتظر أصابعها الأوامر من عقلها لتكتب شيئا في رثائك، لا يكتبه أحد سواها. فلا أحد سواها يشعر بغيابك في كل لحظة تمرّ.  

لا تقدر... تستعين بصديق. تستعين بي.  لكن كيف لأحد أن يحرّر مشاعرها من حبسها، ويطلقها على متن كلمات منظومة، إن لم تكن هي قادرة على ذلك؟ هي من رافقتك ووقفت على يمينك طوال المشوار. مشوار عطاء سخيّ لم يقطعه سوى موت الجسد. ذلك الحدث الجلل الذي زلزل عالم كلّ مَن حولك.

أنا لا أنسى وقوفك إلى جانبي في أصعب فترة في حياتي، وكيف لم تبخلي عليّ بالدعم المعنويّ أو المادّي، لكن معرفتي الشخصيّة بك لم تكن بهذا العمق. بعد رحيلك، انضممت إلى طاقم الجمعيّة وعملت مع ياسمين في نفس الغرفة بضعة شهور، كانت كافية لأحسّ بكبر المصاب في قلبها. كم تحبّك وتستذكرك في كل سرّاء وضرّاء. أقرأ لها ما كتبت حتّى الآن، لأرى إن كان يعبّر عمّا فيها. أجدها غارقة في دموعها. هكذا هي كلّما رفعتك في البال. تتأمّل فضاء الغرفة بعينين دامعتين، كأنها تتأكّد من الواقع الجديد.

لم يعد شيء على حاله؛ شغلها تغيّر، الناس يتبدّلون من حولها، حتى مكاتب الجمعيّة انتقلت إلى غير مدينة. هي باقية هنا، تسير على هداك. وأنت باقية فيها، ساكنة في غرفة الأيّام الجميلة. 

التعليقات