14/09/2023 - 17:57

 لِمَنْ شَكْوايَ أَرْفَعُها

سَمِعْتُ المَوْتَ موَّالًا لمُنْتَحِبِ، بهِ الانسانُ "أرْقامًا" وَقد مُهِرَتْ، جوانِبهُ بختمِ الدَّمِ  والّلَهَبِ 

 لِمَنْ شَكْوايَ أَرْفَعُها

(Getty)

لِمَنْ شَكْوايَ أرْفَعُها...
لغيرِ اللهِ خائبَةً…
وَلَمْ تَصِبِ
أَأَرْفَعُها لِمَنْ يَتَضاحَكونَ هُنا
بلا سَبَبِ
سُكارى يَمْضَغُونَ القاتَ بالقَشَبِ (١)

وقد ضَحِكُوا بقَهْقَةٍ بلا معنى
وَقد ذهبوا مَعَ الأرْياحِ والسُّحُبِ

وعصْرُ الجَهْلِ مجبولٌ بصندوقٍ
بلا عَجَبِ
ببطحاءِ.. أبي جَهْلٍ
وساحاتِ أبي لَهَبِ

فوا عجبي !
سَمِعْتُ المَوْتَ موَّالًا لمُنْتَحِبِ
بهِ الانسانُ "أرْقامًا" وَقد مُهِرَتْ
جوانِبهُ بختمِ الدَّمِ والّلَهَبِ

عصاباتٌ… جماعاتٌ مُحصَّنةٌ
تبيعُ المَوْتَ بارودًا إلى العَرَبِ

تَمَطّى الليلُ واسْتَرْخَتْ ستائرُهُ
وكانَ الليلُ للأحلامِ والسَّهْراتِ
والأقمارِ والشُّهُبِ

فَصارَ اللَيْلُ في أيام حاضِرِنا
ميادينًا وأوكارَ الخفافيشِ

شبابٌ مَسَّهُمْ عَطَبٌ
بإدمانٍ وتحْشيشِ

وقدْ جعَلوا حياتَهُمُ أكاذيبًا
مُطَعَّمَةً بتدْليسٍ
وأوْهامٍ وَتَغْشيشِ

وقد ألْقَوْا بأنفُسِهمْ
عبيدًا للشياطينِ
بِفِلْسٍ أوْ بإثنيْنِ ..
برُخْصِ الذُّلِ بَقْشِيشِ

***
لِمَنْ عَتَبي
أُقَدِّمُهُ
لقلبٍ فاصَ أحزانًا ولَمْ يَهَبِ

لِمَنْ لَوْمي أُقَدِّمُهُ
لأهلي أمْ لمفعولٍ
مِنَ الأقْدارِ والحُقَبِ

لِمَنْ لومي أُوجِّههُ
لدَمْعِ الأمِّ ثاكِلَةً..
بها وَجَعي
إلى أهلي وآبائي
وهُمْ في هيْجِ أو غَضَبِ

مُصابٌ قالَ قَوْلَتهُ
لِمَنْ شكوايَ أرْفَعُها ؟
بظلِّ النَّارِ والوَصَبِ (٣)
لموتٍ غير مُسْتَمِعِ
لإخواني ومجتمعي

لِمَنْ شكوايَ أرفَعُها ؟
لمسؤولينَ
قَدْ رَضِعُوا
حليبَ المَكْرِ في دَوْلَهْ
بأقبيةٍ إذا مُلِئتُ بمظلومينَ
في جوْلةْ

بها الأشرارُ أحرارُ
بمدرسةٍ هي الدَّوْلةْ

فتزْرَعُ في ثناياها
حقولًا نَبْتُها قَتَلَةْ

سِقايتها دماءُ النَّاسِ يوميًا
فأينَ فَخامَةُ الدَّوْلَةْ ؟ ؟!!!

علامَ الرقصُ يا هذا ؟
أترقُصُ رقْصَةَ المذبوحِ في ساحاتِ
مُغْتَصِبِ !
بسيفٍ لاهبٍ غَضِبِ

بإجرامٍ لَهُ دَوْلةْ
نموتُ بكلِّ يومٍ مرَّتينِ وتارةً مَرَّةْ
واجهزةٌ وَأفْعَاها
تبخُ السُّمَ في الجَرَّةْ
فهل تَدْري ؟
بأنَّ الصَّمتَ في طَيّاتهِ ثوْرةْ


***
لمن عتبي
أُقدِّمُهُ ؟
وكلُّ النَّاس في بلدي
لَهُمْ عتبٌ… بهِمْ غضبٌ
لَهُمْ حَسَبُ
وَيسْألُ لَيْلَهُ دَوْمًا
لِمَا يا ليلُ لَمْ تغِبِ ؟

أما أُعْيِيتَ يا لَيْلِي
مِنَ القتلى مِنَ الجرحى
مِنَ الويلاتِ والتَّعَبِ

فَهلْ تدرونَ يا عَرَبُ
بأنَّ الليلَ مُنقلبٌ
بشمسٍ.. نورُهُ أزليُّ من ذَهَبِ


تفسير:
ا- القشَب: السُّم
٢- الوصب : الألم

التعليقات