اتبعوا المثل القائل : "درهم وقاية خير من قنطار علاج"، نحن نعيش في زمن يتدفق فيه ويصل لحد الإشباع كل شيء وأكثر بل يستفيض، هكذا غدونا في زمن " المزاودة" مثلما نوه البروفيسور رفعت صفدي بالنسبة للأكل الشره الذي يزيد عن حاجة الإنسان له وبالتالي يختزن على شكل دهنيات وسكريات وبروتينات في الكبد مما يؤدي إلى تدهن الكبد، بناء عليه نقول : "كل شيء زاد عن حده نقص".
في لقائنا مع البروفيسور رفعت صفدي مدير أقسام الكبد في مستشفى هداسا عين كارم في القدس ومستشفى العائلة المقدسة في الناصرة، هو محاضر جامعي في المجال ويشغل عدة مناصب إدارية في هيئات وجمعيات عديدة تعنى بالجهاز الهضمي والكبد في البلاد والخارج حيث له الباع الطويل والناجح في البحوث وإجراء عمليات زراعة الكبد والجهاز الهضمي، تحدثنا عن الكبد، وهو من أهم أعضاء الجسم حيوية. هنالك أمراض للكبد عامة وأمراض أخرى تحدث مع الأطفال الشي الذي يتطلب حذر الأهل واهتمامهم في حماية هذا العضو المركزي وهذا من أجل الوقاية والحماية والانتباه واتباع نهج حياة ونظام أكل صحيين بما فيه ممارسة الرياضة لمنع تطور ضرر الكبد. قبل حدوثه للكبد.
الكبد، هل هو مصفاة الجسم فقط؟
- للكبد وظائف متعددة، فهو موجود في البطن من الجهة العلوية اليمنى، والمصفاة مفروض أن تكون في الأسفل لكي تصفي، لذلك هو ليس فقط مصفاة وإنما له عدة وظائف أخرى متعددة ومهمة وحيوية للجسم، ومنها التصفية والتفكيك والبناء والتخزين والمناعة الخاصة التي تسمى الوديه. فالكبد يستقطب الدَّم القادم من شتى أنحاء الأمعاء والطحال، والذي يحمل كلّ ما تم امتصاصه في الجسم، وفي الكبد يمر الدَّم في كل مراحله الوظائفية ويرجع من الجهة الأخرى رجوعا للقلب.
ما يتم هناك:
1- تكرير وامتصاص المواد التي تؤكل، من دهون، سكر، نشويات وبروتينات، فالكبد مشترك في أخذ كل العناصر اللازمة للجسم من فيتامينات وعناصر حيوية.
2- هو يخزن الزائد والفائض من المواد الداخلة، فيصنع من السكر القصير سلسلة طويلة ما يشبه المسبحة ويخزنها بشكل جليكوجين، والدهون القصيرة (متعددة المصادر) يحولها لدهون ثلاثية ويخزنها، لهذا الكبد مشترك في عملية موازنة السكر في الدم وليس فقط البنكرياس من يفعل هذا، فهو يخزن الزائد ويفككه حين الحاجة، كما هو الأمر مع الدهنيات المخزنة، فممكن تفكيكها في حالات الجوع للسعرات الحرارية.
3- هو أيضا منتج للبروتينات ألحيويه لوظائف خلايا الكبد و خلايا الجسم عامة. كثير من بروتينات مصل الدَّم هي من إنتاج الكبد، و منها الالبومين القادر على شحن مواد مختلفه في الجسم و المحافظ على ضغط "أُنكوطي" في الأوعية ألدموية فيحافظ على مكوث الماء داخلها و يمنع تسربها إلى ألأنسجة و الفراغات ألجوفيه ألجسميه. هو منتج لبروتينات عديده هامه لتخثر الدم. كما ان الكبد مسؤول بشكل مباشر عن تفكيك البروتينات و التخلص من الأمونيا عن طريق دافعة الأوريا منه ألى الكليتين. وبناء عليه للكبد وظائف:
- بنائية
- وظائف تكريرية
- قلب المادة التي تدخل إليه لشكل آخر وإعادتها للدم، فيضخ الماء و يخرجها عن طريق البول، أو يخرجها للمرارة ثم للأمعاء ليتخلص الجسم منها عن طريق البراز.
- له وظيفة مهمة فهو ينتج أملاح المرارة التي تساعد في الهضم. بالذات هضم الدهون الفيتامينات الذائبة في الدهون ADEK.
أهم ما يميز الكبد:
- هو عضو متجدد يستطيع تجديد نفسه بسرعة خلال 6 أسابيع
- إذا تم استئصال قطعة من الكبد فيقوم الكبد بتجديد نفسه.
- يمكن زراعة قطعة من الكبد في كبد إنسان آخر، فنرى أن الكبد في الجسم الآخر يجدد نفسه، وخلال 6 أسابيع يصل إلى الحجم الطبيعي له.
إذا الكبد من أهم الأعضاء الموجودة في الجسم والأكثر حيوية.
ما هي طرق الوقاية لحماية الكبد و المحافظة على سلامته؟ و نصائح للأهل للمحافظة على الكبد منذ الصغر بالنسبة لأولادهم؟
- الوقاية هي وقاية عامة لكل الجسم وأعضاء الجسم:
يجب توجيه الأولاد لاتباع 3 أسس مهمة لحمايتهم:
1- تناول كل العناصر الغذائية المتجانسة دون الإكثار من أي عنصر منها، إن كان دهون أو بروتينات أو سكريات. الاهتمام بالنوعية الصحية، التقليل من التسالي والمقالي، و استخدام الخضار والفواكه.
2- تعويدهم على اتباع أسلوب الاكتفاء بالكميات اللازمة، "ما يكفي يكفي"، الأكل دون شره و عدم الأكل دون وعي و فوق طاقة الأولاد.
3- ممارسة الرياضة و الفعاليات المختلفة لمدة لا تقل عن نصف ساعة 3 مرات في الأسبوع. الرياضة من أجل الرياضة في أي نوع يرغبه الأطفال مثل الأيروبيك وألعاب القوى المختلفة، لأن الأولاد اليوم لا يمارسون الحركة بل يقبعون على الآلات و الشاشات.
يجب الحذر و التنبيه
- يجب أن يعي الأهل لمشكلة شبابية منتشرة و خطرة في جيل المراهقة، و حب تنفيخ العضلات و تفتيلها و هذا ليس سيئا. لكن يرافقه التوصيات للأكل الغير سليم للشباب، فنراهم يأكلون و يشربون البروتينات بكثافة، مما يؤدي لانتفاخ الكبد لديهم و الى اساءه للكلى، فالأكل يجب أن يكون لهؤلاء شاملا و فيه كل المواد الغذائية وقاية لأجسامهم مستقبلا.
- الأكل الخطأ كماً و كيفاً و عدم ممارسة الرياضة يؤدبان إلى تدهن الكبد الذي نلحظه يبدأ من جيل الصغر، فان 15% من الأطفال لديهم تدهن كبد نتيجة عدم انتباه الأهل للأكل أو إحضار ما هو "طيب"، هذا يشكل خطرا على المدى البعيد للإنسان و ليس بالضرورة في المراحل الأولى لحياته، و على المدى القريب إنما لاحقا.
ماذا يعني تدهن الكبد؟
الأكل الزائد عند الإنسان يؤدي إلى التدهن، حين يأخذ الجسم حاجته من مواد، و الباقي يخزن في داخل خلايا الكبد فيؤدي إلى التدهن.
"المزاودة" في الطعام تتحول إلى "دهون" مما يحث الالتهابات ألمؤديه الى تراكم ألياف داعمه. لكن تراكم ألألياف على مدار السنين تتحول لما يسمَّ "تشمع الكبد". فان ألتشمع المتفاقم يتلف وظائف الكبد أعلاه و يؤدي إلى تهديد للحياه. هذه الألياف ألمؤدية إلى ألتشمُّع من شأنها أيضا أن تتحول إلى درنات سرطانية في الكبد مستقبلا.
للوقاية لمن لديهم تليف متقدم في الكبد:
- يجب متابعة ذلك بفحص "الأولتراساوند" كل 6 أشهر لكي نشخص تحولات سرطانيه مبكره و لمنحها العلاجات الشافيه كليا في هذه المراحل.
- نسبة الألياف عالية يجب مراقبتها بفحص بسيط لإنزيمات الكبد (ALT & AST) و صفائح الدم (PLT) بشكل مستمر من خلال فحص الدَّم الدوري البسيط. وبالإمكان التوصل لأي شخص لوحده لمعرفة نسبة الألياف عن طريق معادلة FIP-4، التي تلائم بين نسبة الإنزيمات وجيل الإنسان وتُظهر النتيجة للتليف. (ممكن وجودها بواسطة الإنترنيت): https://www.hepatitisc.uw.edu/page/clinical-calculators/fib
بالنسبة لفيروس الكورونا والكبد:
الإنسان الذي يصاب بتدخن الكبد، و بالذات اذا تفاقم الى تليف الكبد المتقدم، فهو أكثر عرضة من غيره للأغراض ألصعبه عند الإصابة بفيروس الكورونا. أما عن التطعيم لفيروس الكورونا، فإن النتيجة ألمصداقية مرتقب ان تضح مقنعا في الأقل بعد إجراءات تستغرق حتى 3 سنوات. و ذلك حتى يجري تجريبها وإثبات نجاعتها، فعاليتها و سلامتها.
Fibrosis-4 (FIB-4) Calculator - Clinical Calculators - Hepatitis C Online)
(hepatitisc.uw.edu
فيروسات الكبد، ما هي:
- فيروسات الكبد المعروفة، A B C D E. فان النوعان A & E ينتقلان عن طريق أفرازه الى البراز لدى المصاب في المرض و يتم انتقاله عن طريق الفم للأحرين بمجرد عدم غسل ألأيدى بعد الحمام. هادان يؤدبان الى مرض حاد عابر من دون تهديد التهاب مزمن. نوع A شبه اختفى منذ برامج التطعيم العامه لمواليد ١٩٩٧ و صاعدا. اما النوع E فهو قليل جدا في بلادنا، فيكثر في الشرق ألأفضي. اما باقي الفيروسات B C D فهم يهددون حمل الفيروس المستمر بعد الحالة ألحاده. مما يؤدي الى التهاب مزمن في الكبد و يتلوه ألتليف المتراكم حتى التشمع. هنالك تطعيمات للنوعين A & B. بالإضافة لتطعيم النوع A المذكور أعلاه، فان برنامج التطعيم العالمي الشامل للنوع B ابتدأ لدى كافة مواليد سنة ١٩٩٢ فصاعدا. الامر الذي خوصا هذه العدوى بشكل جدير. الأمر في بالغ ألأهميه لدى المجتمع العربي حيث ان النوع B يتواجد لدى 2% من مواليد قبل سنة ١٩٩٢. صقالي ذلك، تتوفر لدينا ألأدويه الناجعة جدا لفيروس B التي تبطل فعاليته، و للفيروس C التي تقضي عليه كليا. و بالتالي، هذه الأادويه كفيله لمنع التفاقمات في الكبد ألناجمه من الفيروس بما فيه ألتشمع و السرطان.
- هنالك أمراض كبد معروفة للأطفال، أمراض وراثية مختلفة، أو مشاكل مثل ترسبات سامة أو أمراض مختلفة، أو معادن تترسب في الكبد مثل النحاس و الحديد او ترسبات أخرى، ولكن تلك أمراض نادرة ويوجد علاج لكل مرض من أمراض الكبد هذه. لكما تتوفر علاجات ناجعه حتى في حال سرطان الكبد الأولى، الذي يبدأ من الكبد، فالاكتشاف المبكر له و الوقاية المبكرة ممكن أن يتم شفاء المريض منه نهائيا.
زراعة الكبد:
بالنسبة لزراعة الكبد، تجرى 70-80 عملية زراعة كبد في البلاد، في السنة ولكن حاجتنا اليوم ل -100 عملية، أي يوجد 20 يموتون جراء النقص في الأعضاء والمتبرعين في كل المستشفيات، والزراعة تتم بعد أن يؤخذ الكبد من متبرع بأعضائه وهو في حالة موت الدماغ ولا يزال قلبه ينبض. لذلك ندعو الجميع للتبرع بالأعضاء بعد الوفاة لأن ذلك من شأنه أن يتقد عدة مرضى آخرين ينتظرون بين الحياة والموت. من الجدير بالذكر، ان حاجيات مجتمعنا العربي لزراعة الأعضاء تفوق بكثير من تبرعات مجتمعنا للأعضاء وفقا لمعطيات المركز القومي لزراعة الأعضاء في وزارة ألضجة.
أجرت اللقاء سوسن غطاس موقع والدية برعاية عرب 48
التعليقات