القدس تعلن تضامنها مع المناضل العربي والمفكر القومي د.عزمي بشارة../ يونس العموري

-

القدس تعلن تضامنها مع المناضل العربي والمفكر القومي د.عزمي بشارة../ يونس العموري
كما هي عادتها كانت القدس يوم أمس على موعد مع واحد من أبنائها الذي لطالما تغنى بها وعشق أسوارها وتجول بأزقتها وحواريها وعبق من تاريخها وعايش أزماتها وسكن احياءها فسكنته بدورها بعقله ووجدانه...
جاء صوت القدس هذه المرة بمبادرة من شبكة المنظمات الأهلية والائتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق المقدسيين، في اللقاء التضامني مع د.عزمي بشارة، تحت عنوان "قضية الإنسان.. قضية الوطن".

وكما هي القدس تعلن دائما تحديها ونصرة من ينصرها فقد تحدت الجبروت الإسرائيلي.. وكان لقاء الأحبة والمناضلين والقابضين على الجمر وعلى الحقيقة بأن القدس لا تقبل القسمة على إثنين وستبقى عربية أبية عصية على الاحتلال... وهاهي تسمع صوتها وتحتضن ابنها د.عزمي بشارة من خلال لقاء الكلمة الفكرية الحرة المناهضة للفكرة الصهيونية والمقاومة لسياسات العزل والتهويد والأسرلة والخنق لعاصمة الدولة الفلسطينية....

وقبل بدء هذا اللقاء، والذي عقد في المسرح الوطني الفلسطيني "الحكواتي"، استدعت الشرطة الإسرائيلية مدير المسرح السيد جمال غوشه، مهددة إياه بإلغاء هذا اللقاء، كما هددت باقتحام المسرح في حال تم التعرض لإسرائيل.

هذا وقد قامت الشرطة أيضاً باستدعاء الأستاذ عبد اللطيف غيث، وهو أحد المتحدثين في اللقاء، واحتجزته في مقر الشرطة الإسرائيلية في المسكوبية في القدس، ومنعته من حضور اللقاء وإلقاء كلمته.

وكان اللقاء قد أُفتتح بالوقوف دقيقة صمت واجلال على أرواح الشهداء....

في البداية تحدث د.أحمد المسلماني، مدير عام لجان العمل الصحي، والذي قد أدار اللقاء حيث قال
إن هذا اللقاء يأتي للتضامن مع واحد من أبرز المفكرين العرب الذي نهلنا جميعا افرادا ومؤسسات من فكره العروبي القومي التقدمي، والذي أضاف لهذا الفكر الكثير من الإغناء، حيث أشاع فكر بشارة ثقافة النصر كبديل لثقافة الهزيمة التي ظلت مسيطرة على الخطاب العربي لعقود طويلة.. وأشاع ثقافة الديمقراطية في الإطار القومي العروبي التحرري.... وأشاع ثقافة الوحدة والتعددية في الإطار القومي التقدمي....)..

وأوضح المحامي رياض أنيس، عضو المكتب السياسي للتجمع، أبعاد وخفايا فبركة الملفات الأمنية ضد د. بشارة، موضحا حقيقة التهم الموجه اليه وأبعادها القانونية ومسيرة د. بشارة مع المحاكم والتحقيقات الإسرائيلية منذ العام 1996 وحقيقة هذه التهم، مفندا المراحل التي مرت بها ملاحقات الأجهزة الأمنية للتجمع وخلفية الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذه الملاحقات... واعتبر أنيس أن التهم هذه المرة تختلف بالشكل والمضمون من حيث الأبعاد الأمنية لها، والتي تم فبركتها بمقاييس أمنية من الطراز الأول، الأمر سيؤدي حتما الى زج د. بشارة في السجون الإسرائيلية، مستغربا الدعوات الصادرة من صغار الساسة العرب والتي تدعو الى أن يقوم بشارة بتسليم نفسه للسلطات الإسرائيلية.. وقال إن هذه الدعوات تصب في خدمة الهدف الإسرائيلي الأساسي والمتمثلة بإغتيال عزمي بشارة سياسا.. كما أوضح المحامي أنيس حقيقة ملاحقات الأجهزة الأمنية للتجمع على خلفية أطروحاته العروبية والمواطنية.

وفي نهاية مداخلة أنيس شرح حقيقة التهم الأمنية المفبركة ضد بشارة، وأجاب على تساؤل لماذا اليوم توجه هكذا تهم... معتبرا أن السبب الحقيقي يكمن في أن المؤسسة الإسرائيلية السياسية والأمنية تبحث عن كبش فداء على الساحة الفلسطينية العربية لإخافاقها وفشلها في تحقيق نتائج عدوان تموز على لبنان....

رئيس مؤسسة باسيا د.مهدي عبد الهادي استهل مداخلته بتقديم الإعتذار للدكتور عزمي بشارة كون هذا اللقاء ينعقد في ظل حضور العشرات من أبناء القدس بسبب ظروف القدس المعلومة والمعروفة والتي تحاصرها إجراءات العزل والتهويد والأسرلة، معتبرا أن إقدام الأجهزة الأمنية على محاولة عرقلة هذا اللقاء يأتي كحلقة من حلاقات عزل القدس عن محيطها العربي الفلسطيني... ووجه نداء لبشارة مؤكدا أن القدس بشبابها وشيبها معه ومع نضالاته...

واستعرض د.مهدي فكر د. بشارة وتأثيراته على الفكرة الصهوينية القائمة على الأساس العنصري التي تعاني من عدة أزمات في الظرف الراهن، معتبرا أن فكر د. بشارة قد جاء في ظل هذه الأزمات التي تعاني منها المدارس الصهوينية التقليدية، ليكشف ويعري فكر بشارة حقيقة الفكر الصهيوني ومدارسه... ولفت عبد الهادي إلى أن بشارة قد اعتمد إعمال العقل والتفكير في أطروحاته الفكرية في مواجة الفكرة الصهيونية... حيث قال بهذا السياق ( ...إنه وعند استعراض مسيرة عزمي بشارة النضالية والفكرية والغناء الفكري للمفكر بشارة عائد لإعمال العقل وليس للنقل أو ما شابه...) كما استعرض رؤية بشارة للواقع السياسي العربي والفلسطيني في ظل الظرف الراهن، وضرورة التركيز على أطروحاته، خاصة فيما يتعلق بالمبادرة العربية معتبرا أن ثمة تشويه للقضية الفلسطينية ولإخلاقيات القضية الفلسطينية... وقد ختم د. مهدي عبد الهادي بضرورة التواصل مع بشارة على أساس الإنتماء الفلسطيني الوطني القومي على أساس وحدوي واحد....

وبدوره توجه عوض عبد الفتاح، السكرتير العام للتجمع الوطني الديمقراطي، بالشكر للقائمين على هذا اللقاء، مؤكدا على ضرورة أن يعي الشارع العربي والفلسطيني وتحديدا المقدسي لماهية الدور الذي تقوم به المؤسسة الإسرائيلية ضد د.عزمي بشارة على وجه الخصوص وضد التجمع وعرب الداخل على وجه العموم، معتبرا أنه لولا حجم التحدي في منهج وفكر بشارة والتجمع لما أقدمت المؤسسة الإسرائيلية على مطاردة بشارة والتجمع، وهذا التحدي قد تجلى بإشاعة الفكر التقدمي القومي العربي في الوسط الوطني بالداخل الفلسطيني، الأمر الذي أنقذ الحركة الوطنية في مناطق ال 48 من أزمات عديدة كانت تعاني منها ومن عدم مقدرتها في مرحلة معينة على الإجابة على العديد من التساؤلات التي شكلت تحديات فعلية وحقيقية للفعل الوطني في الداخل... موضحا أن هذا الفكر قد أنقذ جماهير الداخل من سياسة التهافت على الأحزاب الصهيونية، والتي كانت تلقى الكثير من الرواج في الوسط العربي الفلسطيني في الداخل....
كما استعرض عبد الفتاح طبيعة وحقيقة جماهير الداخل بالظرف الراهن في ظل فكر بشارة والتجمع، والتي نضجت واتسعت مفاهيمها بالكم والنوع.... كما كشف عبد الفتاح عن أن اليسار الصهيوني هو من يحمل لواء التحريض ضد بشارة والتجمع في حملته المسعورة، لكون بشارة والتجمع قد كشفا التناقض ما بين الدولة اليهودية والديمقراطية المزيفة والتي ظلت مخبأة لعقود طويلة....

المحامي حسين ابو حسين أجاب على العديد من الاستفسارات التي يطرحها الكثيرون حول قضية بشارة، فيما يتعلق بتسليم نفسه للقضاء الإسرائيلي، مشيراً إلى أننا نعي ونفهم حقيقة القضاء في إسرائيل والمحاكم الإسرائيلية.. مستغربا بذات الوقت هكذا دعوات ....

وقد تحدث د. عزمي بشارة عبر الهاتف إلى المتضامنين معه حيث وجه الشكر لهم... وللقدس التي تعلن تضامنها دائما مع النضال والفعل النضالي، مستذكرا بذات الوقت ذكرياته بالقدس وماذا تشكل هذه المدينة في وجدانه وأفكاره، ولها معزتها الخاصة حيث سكن وعائلته وتعلم فيها... وقد أوضح بشارة أن القضية ليست تضامنية بقدر ما هو لقاء المناضلين والمكافحين ضد الاحتلال وفكرته على اعتبار أن القدس هي من يجب أن نتضامن معها ومع مناضليها... إلا أن ما نواجهه اليوم مختلف بالشكل والمضمون، حيث الحملة الإسرائيلية المسمومة والمسعورة ضد الجماهير العربية والفكر العروبي التقدمي التحرري المناهض للفكرة الصهيونية العنصرية ذاتها، وهذا ما يشكل الخطر الأساسي والرئيسي على الفكرة الصهيونية.

كما استعرض بشارة السياسات الإسرائيلية وارتباطاتها الإقليمية وقضايا حق العودة والمواطنة ومناهضة الفكرة الصهيونية، ولهذه الأسباب تأتي ملاحقة مثقف سياسي يعمل بالشأن العام. وأوضح بشارة حقيقة فبركة الملفات الأمنية وأبعادها وتغير قواعد اللعبة وقوانينها، الأمر الذي استدعى ويستدعي إجراء الكثير من المراجعات، مستغربا بذات الوقت الدعوات إلى تسليم النفس الى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، الأمر الذي يتنافى والتقاليد النضالية الفلسطينية السائدة بالوسط الكفاحي الفلسطيني ككل...

كما تحدث عبد الرحمن أبو عرفة مدير الملتقى الفكري العربي موجها التحية لعائلة وزوجة المناضل بشارة. وأخيرا تحدثت الناشطة الإجتماعية سامية خوري معلنة تضامنها مع فكر ونضال د.عزمي بشارة....

التعليقات