في ذكرى ميلاد عبد الناصر: "اللجان والروابط الشعبية" تستضيف د.عزمي بشارة في عشائها السنوي

في ذكرى  ميلاد عبد الناصر:
استضاف تجمع اللجان والروابط الشعبية أمس الأول في حفل عشائه السنوي المناضل والمفكر العربي د.عزمي بشارة بحضور الرئيسين حسين الحسيني ورشيد الصلح ، الوزير المستقيل يعقوب الصراف، والنائبين د. بيار دكاش وحسن يعقوب، ووزراء ونواب سابقين، وممثلين عن التيار الوطني الحر وحزب الله، وفاعليات سياسية وحزبية ودينية وديبلوماسية واجتماعية وثقافية واعلامية ونقابية، في فندق الكومودور.

بعد كلمة ترحيبية لعريفة الحفل عضو التجمع رحاب مكحل، تحدث منسق عام التجمع معن بشور مؤكداً أن اللقاء الذي ينعقد في الذكرى التسعين لميلاد القائد العربي الكبير جمال عبد الناصر هو للتذكير بجملة المبادئ والأهداف التي حملها وكافح من أجلها طيلة حياته القصيرة حتى استشهاده.

واعتبر أن "اللقاء ببشارة هو لقاء حول رجل كبير من رجالات الأمة، لا تكمن أهميته في فكره النير، وفي نضاله الدؤوب وفي مواقفه الشجاعة، وانما بشكل خاص بتجسيده الحي لعروبة فلسطين، خصوصاً فلسطين المغتصبة عام 1948 والتي لم تستطع السنوات الستون من أعمال الصهينة والقهر والاضطهاد والحصار والتمييز وتشويه مناهج التعليم من أن تفصل بين أهلها وبين عروبتهم فعبروا بصمودهم عن قوة العروبة في الأمة".

وأشار الى أن الأمة في فلسطين والعراق ولبنان تختصر مشهد المقاومة والممانعة والاعتراض وتضيء تداعياته وتفاعلاته الممتدة في كل جهات الدنيا، متحدثاً عن المشهد الذليل المتكرر هذه الأيام في طريقة استقبال بعض المسؤولين العرب للرئيس الأميركي جورج بوش، متناسين أن هذه الزيارة تهدف الى مصادرة الفائض النقدي النفطي، والى التحريض ضد ايران، والى تكريس الاغتصاب الصهيوني عبر إسقاط حق العودة، والى تبرير المجازر الاسرائيلية عبر مهاجمة الارهاب.

وتوقف بشور امام القضية الاجتماعية ومخاطر انفجارها، مشدداً على أنها في صلب القضية الوطنية، وأمام محنة أهل مخيم نهر البارد داعياً الى اعمار سريع للمخيم، مستغرباً اقحام السياسة في الفن في قضية مشاركة السيدة فيروز في حفل غنائي في دمشق.

كما توقف أمام قضية الضباط الأربعة الموقوفين، وأمام التوقيع على مرسوم تسليم الشخصية العراقية البارزة مظهر الخربيط وتسليم ابن شقيق الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بشار سبعاوي ابراهيم معتبراً أن هذه سابقة لم يعرفها تاريخ لبنان الحديث.

ولفت بشارة في كلمته الى أنه ليس هناك بلد في العالم مثل لبنان يضطر فيه المتحدث الى تغيير موضوع كلامه ثلاث مرات في اليوم نتيجة ما يحصل. وقال: «دعوتي اليوم للحديث في ذكرى ميلاد الرئيس جمال عبد الناصر تحتم التحدث عن الثوابت المتعلقة بالموضوع العربي والهوية العربية، مع التحفظ أننا لا نقدس الشخصيات. ولا نعتقد أن عبد الناصر كان مفكراً أو فيلسوفاً، من هنا تكمن أهميته ولا نحن في تنافس حول التقديس، انما هو قائد سياسي فذ وهام في بلد هام، وما زال محتفظاً براهنية».

وقال: «نحن نعلم أن لدينا حسابا مفتوحا من النقد الذاتي مع التيار القومي العربي، واذا لم نقم به، فأنا أعتقد لن نستطيع أن نرتفع الى مستوى المسؤولية في ما يتعلق بالتحديات التي تطرحها قضية قومية غير مفتوحة، هي قضية أكبر شعب في العصر الحديث، لم يحقق حتى الآن حق تقرير مصيره الا وهو الأمة العربية»، لافتاً الى أن الأمر وصل حد الاسفاف في اعادة الاعتبار لما كان قبل عبد الناصر من خلال المسلسلات التلفزيونية، واعادة الاعتبار لامتيازات الاقطاع والملكية، والتشكيك بالقضايا والمنجزات الأساسية للتجربة الناصرية.

وأكد بشارة أن أهمية عبد الناصر تكمن في أنه أدرك سريعاً أن انجاز مهمات التحرير تقتضي معركة على المستوى الخارجي مع اسرائيل والولايات المتحدة التي لم تكن عدواً لمصر وحدها، ومعركة داخلية مع التخلف والتمييز الاجتماعي، مشدداً على أن الهوية الوطنية غير قادرة أن تحل محل الهوية العربية ولن تنجح في ذلك، ومشيراً الى أن الدول العربية لم تقم دول مواطنين ولا أقامت قوميات.

وشدد على أهمية أن يدرك التيار القومي في هذه المرحلة ضرورة التنظيم مقابل الكاريزما والخطاب، وأهمية الفكر مقابل السجال، وأهمية طرح البرنامج القطري لكل بلد، وأهمية المصالحة مع الخيار الديموقراطي مع ادراك أهمية ربط الخطاب القومي بالخطاب الديموقراطي.

كما تحدث عن زيارة بوش لفلسطين وبعض الدول العربية، مشيراً الى أن هذه الزيارة حدد موعدها الرئيس الأميركي، وهو اختار الدول في إطار منطق وموقف.

ودعا القيادة الفلسطينية للعودة الى الحوار الوطني، محذراً من أسلوب ايجاد البدائل لمنظمة التحرير في الضفة والقطاع. كما أمل أن تحصل مراجعة علنية عند التيار الاسلامي الفلسطيني لبعض الأخطاء التي حصلت، مذكراً بأن المعتدى عليه هو الشعب الفلسطيني الذي عبر عن ارادته في الانتخابات.

التعليقات