مهرجان تضامني مع الدكتور عزمي بشارة نظمه حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان

-

 مهرجان تضامني مع الدكتور عزمي بشارة نظمه حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان
نظم حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني، في العاصمة الأردنية، عمان، قبل حوالي أسبوعين، مهرجانا جماهيريا تضامنيا مع د. عزمي بشارة وقضيته.

وأقيم المهرجان في مقر حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني، تحت شعار " كل التضامن مع المناضل القومي عزمي بشارة والشعب العربي الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948".

وأكد المهرجان على الدور القومي للدكتور عزمي بشارة وعلى الدور الوطني والقومي الذي جسدته جماهير الشعب العربي الفلسطيني في المناطق المحتلة عام 1948"

حضر المهرجان عدد كبير من الشخصيات الوطنية، في مقدمتهم رئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري ورئيس الوزراء الأردني السابق أحمد عبيدات والدكتور هاني خصاونه وزير الإعلام الأسبق والمهندس ليث شبيلات نقيب المهندسين السابق والأستاذ حاكم الفايز رئيس لجنة التعبئة الوطنية للدفاع عن العراق والنائب السابق توجان فيصل وعدد من الأمناء العامين لأحزاب المعارضة وجمهور كبير من مؤيدي ومناصري قضية الدكتور عزمي بشارة .

وتحدث في المهرجان كل من
_الدكتور سعيد ذياب الأمين العام للحزب
_النائب الدكتور ممدوح العبادي رئيس كتلة التجمع الديقراطي النيابية
_ الكاتب الصحفي الأستاذ نواف الزرو
_ الدكتور طارق الكيالي الأمين العام لحزب جبهة العمل القومي
_ الأستاذ هاني الدحلة رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان

وأداره الأستاذ محفوظ جابر عضو اللجنة المركزية لحزب الوحدة الشعبية .
نلتقي وإياكم في هذا المهرجان لنعلن دعمنا وتأييدنا للمناضل القومي الدكتور عزمي بشارة ، الذي يتعرض إلى هجمة شرسة تديرها وتقودها الدوائر الأمنية والسياسية والإعلامية الصهيونية ، هذه الهجمة ليست الأولى بل سبقها هجمات متكررة وكان آخرها عام 2002 ، هذه الهجمة وهذه القضية ليست قضيةً فردية ، بل هي قضية شعب يواجه سياسات الإلغاء ومحاولات التغييب والتهميش .. شعب يناضل للتعبير عن ذاته وحقوقه التاريخية وعن هويته الوطنية والقومية ، نحن في جوهر الأمر حينما نتضامن مع المناضل عزمي بشارة نتضامن مع الشعب الفلسطيني .

لقد تجلى جهد عزمي بشارة في استنهاض الهوية الوطنية الفلسطينية والانتماء القومي العربي وساهم في توحيد الجهد الفلسطيني ووقف مسار الانتماء للأحزاب الصهيونية .
إننا نعتقد أن جهد عزمي بشارة وجهد إخوانه من القوى الوطنية والإسلامية في استنهاض وتعزيز الانتماء الوطني بدا واضحاً في القدرة على استثمار المحطات البارزة في حياة الشعب الفلسطيني وفلسطينيي عام 48 بالتحديد .

إننا نعتقد أن استهداف عزمي بشارة يأتي في سياق معركة ثلاثية الأبعاد يتعرض لها الشعب الفلسطيني رسمها العدو الصهيوني بدقة متناهية ؛
البُعد الأول : يتمثل باستهداف فلسطينيي الشتات لقطع الطريق على نضالهم من أجل العودة ، وذلك من خلال العديد من مشاريع التوطين وليس آخرها إلا المبادرة العربية التي تستهدف من خلال شعار مضلـل ( تفعيل المبادرة ) الالتفاف على شعار تعديل المبادرة التي طالبت به كونداليزا رايس ، بحيث يصبح التفعيل هو السعي لتوطين اللاجئين وإجهاض روح التمسك بحق العودة من خلال كل السبل الممكنة والمتاحـة .
البُعد الثاني : قطع الطريق على قيام دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة والتي يشكل قيامها بلا شك تثبياً للهوية الفلسطينية والكيانية الفلسطينية .
والبُعد الثالث في معركتها هو الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 48 بقصد قطع الطريق على سعيهم الدائم وحركتهم الدؤوبة لتثبيت هويتهم وانتماءهم العربي .
.. ومن هنا ، فإننا نعتقد أن الهجمة لن تتوقف والاستهداف لن يتوقف عند حدود عزمي بشـارة ، بل سيطال حزبه ( التجمع الوطني الديمقراطـي ) والأحزاب الأخرى والوجود الفلسطيني ، ويستطيع الراصد للأحداث والأبحاث الإسرائيلية ووسائل إعلامهم ، من إدراك حجم القلق الذي ينتابه للحفاظ على يهودية دولتهم من تنامي دور العامل الديمغرافي أولاً والانتماء الوطني ثانياً للفلسطينيين .

عزمي بشارة رجل فكر وسياسة ومناضل وهو بلا شك علامة فارقة في الحياة السياسية الفلسطينية .. وبلا شك فإن له مؤيدوه وله معارضوه ، ولكنه بالرغم من كل هذا يستحق منا الدعم والمساندة .
إن إلصاق التهم ضد المناضل والمفكر عزمي بشارة ليس موجهاً له كشخص بل لمحاربة النهوض الوطني والقومي الفلسطيني بين عرب فلسطين المحتلة عام 48 وإن من أهم عناصر هذا النهوض هو وجود شخص كمفكر عربي وقومي ووطني اسمه عزمي بشارة .

إنهم يريدون من خلال استهدافه أن يحاربو هذا المجتمع الناهض والناشط والمقاوم ارتباطاً بالظرف الراهن الآن في المنطقة العربية بعد تراجع شعار رايس لتشكيل الشرق الأوسط الجديد تحت ضربات المقاومة اللبنانية والتي أوصلت أولمرت إلى الحضيض وبعد سقوط بوش والمحافظين الجدد في المستنقع العراقي إثر ضربات المقاومة الوطنية الباسلة في العراق ، علينا أن نأخذ من قضية عزمي بشارة في هذا الظرف بالذات عنواناً وطنياً عاماً وشاملاً لحق العودة وإعادة حق العودة إلى أولوية الحقوق الفلسطينية وفي هذه المناسبة أطلب من قيادة حزب الوحدة الشعبية أن تتقدم بمبادرة وطنية لتشكيل لجنة وطنية من النواب والنقباء والأحزاب والشخصيات الوطنية المستقلة لدعم وتأييد المناضل عزمي بشـارة تحـت عنـوان " العودة حق للجميع " .
لا يمكننا أن نقرأ هذه الحملة الصهيونية المسعورة على الدكتور عزمي بشارة إلا في سياقها الصراعي التاريخي والإستراتيجي هناك على امتداد مساحة فلسطين المحتلة عام 48 ما بين نحو مليون ونصف عربي يشكلون شوكة صعبة في الحلق الصهيوني ، وما بين دولة الاحتلال التي ليست فقط لا تستطيع تحملهم وإنما تعمل على إقصائهم وتهميشهم وترحيلهم .
واستعرض الأستاذ نواف آراء ومواقف بعض الساسة الصهاينة وما كتبوه وما صرحوا به حول ما مثله الدكتور عزمي بشارة من مواقف وما شكله من رمزية وطنية لعرب فلسطين المحتلة عام 48 .

وأكد أن قضية الدكتور عزمي بشارة وحدت صفوف الفلسطنيين في الداخل ولم تعد قضيته قضية شخصية وإنما قضية رمز وطني يريدون أن يوجهوا عبره درساً لعرب 48 ليردعونهم حتى عن مجرد التفكير ليس فقط بوثيقة الرؤية الاستقلالية وإنما أيضاً بـ " دولة لكل مواطنيها " التي يترتب عليها تقديم حقوق مواطنة متساوية لعرب 48 ، الأمر الذي ليس في وارد المؤسسة السياسية والأمنية الصهيونية على الإطلاق فهم أي عرب 48 يشكلون خطراً إستراتيجياً بالنسبة لهم ، ولذلك فإن الصراع على الهوية والوجود والحقوق سيبقى كما هو واضح مفتوحاً .
في ظل الواقع الذي تضافرت على خلقه واستمراره قوى عالمية ومحلية وأنظمة عربية ضعيفة لا تملك أي مجال للرفض والمقاومة ، واجه الشعب العربي الفلسطيني مأساة اللجوء والتشرد والنكبة وهبَّ لمقاومة الاحتلال الصهيوني وظهر في أراضي فلسطين المحتلة عام 48 توجه جديد لمقاومة الاحتلال عن طريق المناداة بالهوية العربية الفلسطينية بدل شعار الإندماج في الكيان الصهيوني الذي كان يرفعه بعض العرب هناك ...

واستطاع عدد من الشخصيات العربية في مناطق 48 وفي مقدمتهم عزمي بشارة أن يقودوا هذا التيار وأن يجعلوه تياراً قوياً قلب المعادلة وخلق للكيان الصهيوني مشكلة لم يكن يحسب لها حساب ، ورغم أننا لا نحبذ دخوله في كنيست الكيان الصهيوني .. إلا أن ذلك لا يمنعنا من تكريم عزمي بشارة لأن الذهب يظل ذهباً والنصر دائماً حليف الشعوب الصامدة في أوطانها المناضلة ضد الاحتلال والإستبداد المدافعه عن حقوقها وأوطانها .

اليوم نقف هنا لا للتضامن مع المناضل السياسي الفلسطيني الدكتور عزمي بشارة فحسب ، بل لكي نمحص ونتفحص أبعاد هذه الهجمة ودلالاتها ، نقف لنتلمس حجم الهجمة الصهيونية على شعبنا وأهلنا في المحتل من فلسطين عام 1948 .

إن الهجوم على عزمي بشارة يأتي تتويجاً لمسلسل طويل منذ تاريخ الاحتلال الصهيوني لفلسطين ، ولكنه بدأ هذه الأيام محموماً أكثر بعد أن بات الصهاينة يرون في فلسطينيي ألـ 48 تهديداً إستراتيجياً ويعتبرونهم الأخطر على كيانهم المسخ ، وقد بدأت الحملة الأخيرة بالشيخ المناضل رائد صلاح قائد الحركة الإسلامية بتهمة تبييض الأموال واللقاء بعميل أجنبي وحكم عليه بالسجن ثلاثون شهراً ، ثم اعتقال الأمين العام لحركة أبناء البلد المناضل محمد أسعد كناعنه والحكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات وعلى أخيه المناضل عشر سنوات والغريب أن تهمتهما تتشابه مع تهمة الشيخ رائد صلاح وهي لقاء عميل أجنبي ثم ..

التعليقات