عزمي بشارة.. أينما ولّيت وجهك.. أنت شوكة في حلوقهم../ يوسف الشرقاوي

عزمي بشارة.. أينما ولّيت وجهك.. أنت شوكة في حلوقهم../ يوسف الشرقاوي
أعجبني قول مأثور لرئيس أميركي سابق يقول فيه أنه قبل أن نحرر العبيد، علينا أن نحرر المستعبِدين للبشر من ثقافة استعباد البشر. هذا القول المأثور للرئيس ابراهام لينكون ويجب أن يتعلمه قادة الكيان العنصري الصهيوني.

د.عزمي بشارة، كان دائما عندما يحاضر بالمثقفين، كان يردد أن العبد فقط هو من يحلو له أن يَستعبد البشر أما الحر فلن يقبل على نفسه استعباد البشر.

العداء العنصري الصهيوني للدكتور بشارة ولسكان الأرض الأصليين قديم بقدم الاحتلال لفلسطين، لأن لا أحد يستطيع أن ينسي الشعب الفلسطيني ماضيه لأن الحاضر الذي يعيشه يعتبر جسرا يوصله بالماضي، هذا الحاضر المشرق الذي يمثله أهلنا في الداخل المحتل، بقيادة حركته الوطنية، والذي يعتبر حزب التجمع الوطني الديمقراطي بقيادة الدكتور عزمي بشارة حزبا متميزا وطليعيا في نضال الفلسطينيين المقيمين في الداخل.

استقالة الدكتور عزمي بشارة، نوقشت بجديه في السابق في أطر حزب التجمع الديمقراطي، قبل نشر هذا الخبر في صحيفة متهمة من الأوساط العربية بالداخل بعلاقتها الوطيدة مع أجهزة الأمن الإسرائيلية، وكانت الاستقالة بمثابة تغيير إداري بثقافة حزب التجمع، لإفساح المجال أمام عضو آخر من الحزب لتبوؤ مكان الدكتور بشارة، لأن من وجهه نظر أعضاء الحزب وأصدقاء الحزب أينما كان مكان تواجدهم داخل وخارج فلسطين يعتبرون أن عزمي بشارة تجاوز حيز عضو عربي في الكنيست الإسرائيلي، لان الدكتور وهذه بحكم تحليلي السياسي المتواضع مفكر عربي قومي مرموق يرقى إلى مصاف مفكري الأمة، فهو يمتلك مقدرة متميزة في دمج السياسة بالفلسفة بديالكتيك يصعب على قادة الكيان العنصري الصهيوني فهمه.. فهو المفكر والسياسي والروائي والأديب والمثقف الإنساني، الذي لا يروق لقادة الكيان تقبله لأنه النقيض الحقيقي لمشروع الاضطهاد العنصري والذي هو جذر الفكر الصهيوني المتغطرس، المحتل لفلسطين.

فمن خلال طرحه أننا نريد دوله لجميع مواطنيها واختراق حاجز الصمت على يهودية الدولة وان للعرب سكان البلاد الأصليين حقوق، وهم ليسوا لجسر الفجوة بين الأحزاب العربية والأحزاب الصهيونية في الانتخابات، وهم ليسوا مهاجرين إلى الدولة وهم ليسوا أكياس رمل للدفاع عن صهيونية الأحزاب الإسرائيلية.

بل وذهب الدكتور إلى ابعد من ذلك إذ اعتبر أن ليس من حق دولة الاحتلال أن تحدد للعرب في الداخل من هم أعداؤهم ومن هم أصدقاؤهم، لأن العرب في الداخل يرفضون أن يساقوا كقطيع أغنام حسب أهواء قادة الكيان الصهيوني العنصري.

فمن هنا قامت أجهزة الأمن الإسرائيلية بتلفيق ملف للدكتور عزمي يعتبر الملف الأخطر في حياته، بل ذهب غلاة التطرف في الكيان الصهيوني أمثال بنيامين نتنياهو وتساحي هنغبي وليبرمان إلى تهديده بالتصفية وتحريض المستوطنين عليه وعلى عائلته وتصوير منزله في حيفا. وكان قد سبق هذا الملف الأمني المفبرك أن أعلن قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأن العرب في الداخل هم عبارة عن قنبلة موقوتة داخل الدولة وأن عزمي بشارة شوكه في حلقهم (تصريح لمسؤول الشاباك الإسرائيلي، بل وذهب البعض أن قال إن إسرائيل قد قررت وما على الدكتور عزمي إلا יن يقرر مستقبله، ويجب فك حزب التجمع الديمقراطي حزب عزمي بشارة ويجب على النواب العرب أن يخضعوا لاختبار الولاء لإسرائيل.

عزمي بشارة يعتبر بنظر قادة الكيان هو من كشف زيف وكذب ديمقراطية إسرائيل وجاهر بهذا القول عندما كان يصرح لا نريد ديمقراطيتكم خذوها وارحلوا، وهو القادر على حشد العرب في الداخل تحت شعار دوله لجميع مواطنيها، هذا الشعار الذي شكل زلزالا داخل المجتمع الإسرائيلي، وهو من كتب عن الأدب الصهيوني والثقافة الصهيونية، وسبر غور الفكر الصهيوني، بل ونبش التاريخ فوق رأس الصهيونية، وكان صائبا عندما وقعت وثيقة جنيف والتي أقرت بيهودية دولة إسرائيل أن هذه اخطر وثيقة توقع تمس جوهر القضية الفلسطينية.

أجهزة الأمن الإسرائيلية سوف تركز في المستقبل على ثلاث حلقات لضرب ظاهرة عزمي بشارة؛ الدائرة الأولى استهداف عزمي شخصيا، الدائرة الثانية حزب التجمع، الدائرة الثالثة كتله حزب التجمع البرلمانية داخل الكنيست.

عزمي بشارة ظاهرة متنامية داخل مجتمع العرب في الداخل بل وأصبح ينتشر إلى ما هو ابعد من ذلك، وهو بفلسفته شرح كيف أن العرب عندما اعترفوا بشرعيه إسرائيل في الوجود إنما أعطوها الحق في اغتصاب ارض فلسطين، من خلال إضفاء ألصبغه اليهودية على دولة إسرائيل، ومن هنا قد تلجأ إسرائيل إلى استغلال (هذا الحق) بترحيل العرب والقيام بعمليه ترانسفير لهم، وخاصة بعد حرب لبنان في تموز الماضي وضع مستقبل دولة إسرائيل على المحك.

عزمي بشارة وحزب التجمع هما من يقررا متى سيعود الدكتور إلى الوطن، لا غيرهما. وأتمنى أن لا يستفز الدكتور عزمي وأن لا يستفز حزب التجمع ويقرر العودة السريعة للدكتور لأن أجهزة الأمن بانتظاره.

الدكتور عزمي مهندس في السياسة وهو يعرف متى يفجر الأحداث بوجه إسرائيل، لأن إسرائيل غيرت قواعد اللعبه، وهو قادر كذلك على تغيير قاعد اللعب.

ولولا أصدقاء الدكتور عزمي ومحبيه لكان الدكتور في وضع أصعب من ذلك. الدكتور عزمي وحزب التجمع صمدوا في السابق أمام العواصف وسيصمدون لأن خيارهم الأوحد هو الصمود، ومن يدري قد يكون الدكتور عزمي في المستقبل المهاتما غاندي، أو مارتن لوثر كينغ، أو نيلسون مانديلا!!!

التعليقات