يديعوت أحرونوت" تصنع لغزاً اسمه "لغز بشارة" وتبحث عن حل..

-

يديعوت أحرونوت
"عاصفة في أعقاب خطاب الحرب الذي ألقاه عزمي بشارة... سيتم التحقيق مع بشارة حول لقائه مع قادة الإرهاب في سورية.. النائب بشارة يطالب بتوسيع حيز المقاومة ضد إسرائيل.. المستشار القضائي: من المحتمل أن يكون بشارة قد تجاوز الخط الأحمر.. النائب بشارة التقى الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق.. سوف يتم التحقيق مع بشارة بشبهة تقديم المساعدة للعدو أثناء الحرب".. بهذه العناوين المغرضة رصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عددها الصادر اليوم في سياق استحضارها لما كانت قد نشرته في السابق في الفترة الممتدة بين حزيران/ يونيو 2001 إلى أيلول/ سبتمبر 2006.

ويأتي استحضار هذه العناوين في إطار الحملة الإعلامية المتأججة منذ أيام، والتي لم تنزل د.عزمي بشارة من عناوينها الرئيسية، سواء في الصحف المحلية أو العبرية أو المواقع الألكترونية، والتي تتراوح لغتها بين التحليل والتأويل والتقويل والتلفيق والاتهام والتحريض..

ورغم أن الصحيفة (يديعوت أحرونوت) قالت في عنوانها الرئيسي إنه خرج من البلاد بمعرفة السلطات ويمكث في الأردن ويرفض التعقيب على الأنباء التي تتردد بشأن استقالته، كما نقلت عمن وصفتهم بالمقربين منه قولهم أنه ينوي العودة والتحدث عن كل شيء، إلا أنها أوردت هذه الأنباء في سياق "لغز بشارة" والذي لا يمكن وصفه (السياق) إلا بالتحريضي والخطير.

فتحت عنوان "بشارة يؤيد المقاومة العنيفة"، استعرض روني شاكيد، مراسل الصحيفة للشؤون العربية، تاريخ د.بشارة بدءاً من نشاطه السياسي في المرحلة الثانوية وتشكيل اللجنة القطرية للطلاب الثانويين العرب، ونشاطه في الحزب الشيوعي، ثم تأسيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي. ويتابع شاكيد:

"يعتبر بشارة حامل لواء القومية الفلسطينية. عارض اتفاق أوسلو، ويدعو إلى وحدة عربية، ويطالب بجعل دولة إسرائيل دولة لجميع مواطنيها، ما يعني إلغاء كافة الرموز اليهودية والصهيونية للدولة. وقد عبر عن تأييده لسورية والتقى بالرئيس السوري. وطالب العالم العربي بإبقاء الصراع قائماً مع إسرائيل، وأيد بشكل واضح تنفيذ عمليات عنيفة ضد إسرائيل. وخلال زيارته إلى سورية شارك في حفل تأبين الرئيس السوري حافظ الأسد، والتي حضرها أيضاً حسن نصر الله، وطالب بشارة الفلسطينيين بمواصلة المقاومة ضد إسرائيل. ولهذا السبب رفضت لجنة الانتخابات ترشيحه للكنيست، إلا أن المحكمة العليا صادقت على ذلك".

كما كتب شاكيد تحت عنوان "لغز بشارة" الذي أنشأه بنفسه، وأخذ يجتهد في البحث عن حل للغز. وتحت العنوان الثانوي "النائب بشارة غادر البلاد بشكل مفاجئ"، كتب أن د.بشارة اصطدم بالسلطات عدة مرات في السابق.

وتركز شاكيد بسفر بشارة بدون أي تصريح إلى دول "عدوة" مثل سورية ولبنان. كما لفت إلى التحقيق الذي أجري معه قبل 5 سنوات بشبهة ارتكاب مخالفة "تقديم مساعدة للعدو أثناء الحرب" في اجتماع شارك فيه قادة "الإرهاب"، على حد قوله.

كما أشار إلى التحقيق الذي أجري مع النائب بشارة في أيلول/ سبتمبر الماضي، حيث طلب المستشار القضائي للحكومة، ميني مزوز، من الشرطة فتح تحقيق جنائي ضد النائب د.بشارة والنائبين د.جمال زحالقة وواصل طه، في أعقاب زيارتهم إلى سورية ولبنان.

ونقلت الصحيفة عن المحامي سعيد نفاع، عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي، والمرشح الرابع في قائمة التجمع للكنيست، قوله إن موضوع استقالة د.بشارة مطروح منذ مدة في مؤسسات الحزب، ولا يوجد قرار في هذا الشأن حتى الآن. وفي الوقت نفسه أكد أنه لا يحلم بعضوية الكنيست، ولكن إذا اضطر لاستبدال النائب بشارة فسيقوم بذلك. كما أشارت الصحيفة إلى أن نفاع هو أحد رافضي الخدمة العسكرية المفروضة على العرب الدروز، وأنه كان قد سجن في الماضي بسبب رفضه للتجند للجيش، وأشارت أيضاً إلى كونه أحد مؤسسي "ميثاق المعروفيين الأحرار" الذي يعمل على تعزيز الانتماء القومي العربي للدروز.

وفي الصفحة نفسها يكتب إيتان غليكمان نقلاً عمن وصفهم بالمقربين من بشارة، أن الأخير كعادته في كل سنة يحتفل مع عائلته بعيد الفصح في الأردن..

ولم تغفل الصحيفة أن تشير إلى الشارع الذي يسكن فيه في حيفا، كما قامت بنشر صورة المنزل الذي يقيم فيه..

التعليقات