06/06/2014 - 17:49

رسالة من رافض الخدمة العسكرية عنان شاهين

إعلموا أنني ابن جيل يعرف تاريخه جيّدًا ومشروع غسل الدماغ الذي تحاولون تنفيذه لن ينجح فنحن نملك طاقاتٍ شبابيّة واعدة تعرف تمامًا كيف تمضي بمجتمعنا العربي الى المستقبل ومستقبلنا نحن الذين نحدده ونخططه وننفذه وفق ما يملي علينا ضميرنا وتاريخنا الثائر ولستم أنتم يا سادة الحرب مَن يحدد ملامح هذا المستقبل.

رسالة من رافض الخدمة العسكرية عنان شاهين

 وسط تزايد الرفض الحاسم، المبدئي والضميري للتجنُّدِ في صفوف الجيش الإسرائيلي المفروض على العرب الفلسطينيين الدروز، ووسط تعمُّد السلطات الإسرائيلية عدم إظاهر قضية الرفض كظاهرةٍ تزداد وتكبُر بل وتتمرد على فارضيها، ها هو عنان شاهين ابنُ مدينة شفاعمرو يعلن بشكل قاطعٍ رفضه المبدئي للإنضمام لجيش الإحتلال الإسرائيلي، الذي ينبعُ من وعيٍّ ومعرفةٍ بتاريخ شعبنا الفلسطينيّ، نتركُ لكم الرسالة التي بعثَ بها لـ "عـ٤٨رب"، شارحًا ومُفصِّلًا  موقفهُ الواضح في هذه القضية.

"أنا عنان شاهين، شاب من مدينة شفاعمرو وأبلغ من العمر 18 عامًا.

تلقيتُ من جيشكم طلب إستدعاء للخدمة الإجباريّة المفروضة على أبناء طائفتي العربيّة الدرزيّة ووفق أمركم الظالم يجب عليّ أن أمثل في معسكركم الغاشم في تاريخ 21.7.2014.

أعلمكم بهذه الرسالة الموجّهة إليكم عبر الإعلام أني لن أفعل ولن أتجنّد في جيش الإحتلال بل سأرفض المثول لهذا الأمر الظالم الذي فرضتموه على أبناء طائفتي عام 1956 بواسطة مؤامرة كريهة سعت ولا تزال تسعى الى زرع الفتنة الطائفية في صفوف مجتمعنا العربي الفلسطيني والتي حاولت ولا تزال تحاول أن تخرج العرب الدروز من سياق تاريخهم العربي المناضل المدافع عن الحق ضد الظلم والظالمين.

وعليه أنا أرفض خدمة جيشكم من منطلقات وطنيّة قوميّة ضميريّة إنسانيّة فأنا من أحفاد عطوفة القائد سلطان باشا الأطرش الثائر على الظلم والطغيان وإنّي أعلم حدّ اليقين أنّ تجنّد أخوتي العرب الدروز الإجباري في جيشكم لا يُرضي عظامه الطاهرة وبسبب هذا التجنيد يتقلّب الباشا في قبره ليل نهار.

إنْ كنتم يا سادة الحرب فرضتم على أبناء طائفتي الكريمة المعطاءة أمر التجنيد الإجباري في عام 1956 فقد فعلتم ذلك هادفين كسر شوكة الدروز التي لطالما كانت عبر التاريخ شوكة عالقة في حلق الإستعمار والإحتلال والظلم والظالمين وقد فرضتم علينا التجنيد لأنّكم خفتم من هذه الطائفة الخلاّقة التي وقفت للإستعمار الفرنسي بالمرصاد كما وقفت على ثوابتها عند النكبة وتصدّت للزحف الصهيوني الذي هجّر أكثر من 500 قريّة عربية فلسطينيّة وأوّلها كانت قرية درزيّة.

إعلموا أنني ابن جيل يعرف تاريخه جيّدًا ومشروع غسل الدماغ الذي تحاولون تنفيذه لن ينجح فنحن نملك طاقاتٍ شبابيّة واعدة تعرف تمامًا كيف تمضي بمجتمعنا العربي الى المستقبل ومستقبلنا نحن الذين نحدده ونخططه وننفذه وفق ما يملي علينا ضميرنا وتاريخنا الثائر ولستم أنتم يا سادة الحرب مَن يحدد ملامح هذا المستقبل.

إن الترهيب وإخافة الأجيال الصاعدة وتهديدها أنّها إذا لم تتجند في صفوف جيش الإحتلال سوف تواجه المشاكل ولن تنجح في هذه الدولة لا يدلّ إلا على إنعدام ديمقراطيتكم وعلى ضعفكم وعدم قدرتكم على إقناع الشباب أن يتجنّدوا إلاّ بالتهديد والعربدة.

أنتم وزبانيتكم تشيعون بين الشباب العرب الدروز أنّ خدمة الدولة هي واجب ديني، وهذا الكلام غير صحيح جملة وتفصيلًا  فإنّ من واجبنا الديني أن نخدم الأرض التي نحيا عليها لا الدولة التي صادرت أكثر من 90 % من أراضنا. لم يبق لنا أرض لنخدمها كما يفرض علينا الدين بسببكم وتريدونني أن أقوم بمشاركتكم في احتلال أرض أبناء شعبنا العربي الفلسطيني. أحقًا تظنون أني سأفعل؟

إنّ عقيدتي وضميري وعروبتي وإنسانيتي وتاريخي الثائر على الظلم لا يسمحون لي أن أنصاع لأمر التجنيد الجائر الذي تفرضونه علينا غصباً وقهراً وعليه فأنا لا أخاف من سجنكم الذي تتوعدون به الرافضين بل أرى أن دخولي السجن هو واجب أقوم به أمام ديني ومجتمعي وشعبي العربي الفلسطيني.

إعلموا يا قادة الحرب أنني ابن الجيل الذي سيسقط كل مخططات التجنيد وعلى رأسها التجنيد الإجباري المفروض زوراً، قهراً وبهتاناً على العرب الدروز وإنني أوجّه لكم هذه الرسالة معلناً على الملأ أني من الرافضين وأناشد أخوتي العرب الدروز الشباب ألا يرضخوا وألا يطيعوا أوامر التجنيد الظالمة.

كما أعلمكم أنّي قمت بالإنضمام رسمياً الى حراك “أرفض، شعبك بيحميك” الشبابي الثائر المميّز الذي قام بكسر عزلكم لقضيّة التجنيد في الطائفة الدرزيّة والذي يعمل ولأوّل مرّة في تاريخ نضال العرب في البلاد بلا مرجعيّة حزبيّة ولا طائفية ولا أبويّة، بل نحن شباب من كلّ الطوائف العربية الفلسطينيّة وقد اجتمعنا معاً كي نسقط التجنيد الإجباري وسوف نفعل.

أطالبكم بإعفائي من هذه الخدمة الجائرة وبإبطال هذا التجنيد الإجباري، إنّ إجبار الدروز على الخدمة في الجيش هو جريمة بحق العرب الدروز والعرب بشكل عام وقد تدّعون زورًا أنّ الدروز يريدون الخدمة، فإن كنتم واثقين في ذلك فإننا في “أرفض، شعبك بيحميك” نتحداكم أن تبطلوا التجنيد الإجباري وأن تحوّلوه الى إختياري، وعندها سترون أن العرب الدروز سيختارون الذهاب الى الجامعات وخدمة مجتمعهم مكان خدمة الجيش والإحتلال.

نعم لإسقاط كافة مخططات التجنيد!

عضو حراك “أرفض، شعبك يحميك”

رافض التجنيد الإجباري

عنان شاهين"

التعليقات