17/10/2014 - 14:55

أجنحة النجاح/ لؤي وتد

حلمت دائماً بالطيران بمعناه الرمزي، أن أتعلم موضوعًا معينًا وأحلق في سمائه وأنجح بتخطي حدوده، وهكذا تبلورت لدي الحاجة إلى الـ أ.ج.ن.ح.ـة كفكرة بديلة لمفتاح النجاح

 أجنحة النجاح/ لؤي وتد
عزيزي الطالب الجديد، تحية طيبة وبعد،
اسمح لي بتهنئتك بحرارة لقبولك كزميل في حرم الدراسات العليا، خطوة شخصية بسيطة لربما، لكن كلانا يعلم أن ثمارها كفاكهة الجنة. في هذه الخطوة أنت تقوم بدخول عالم من الإمكانيات اللانهائية التي قد تبلور مستقبلك وتزرعه ورود عطرة، بهمّتك وأجنحتك ستنول رائحتها.
أتذكر نفسي في بداية طريقي، أتفقد كل زاوية ممكنة من هذا العالم الجديد، وأبحث بكل مكان عن مفتاح نجاح يسهل علي الطريق، أربكوني حين قالوا لغة مختلفة وبيئة مختلفة، إلا أنني أصررت على تمالك نفسي وتخطي هذه الفترة، حتى دون ذلك المفتاح.
عزيزي الطالب الجديد، ليس هناك مفتاح للنجاح، ولكن هناك أ.ج.ن.ح.ـة قد تساعدك على الطيران.
حلمت دائماً بالطيران بمعناه الرمزي، أن أتعلم موضوعًا معينًا وأحلق في سمائه وأنجح بتخطي حدوده، وهكذا تبلورت لدي الحاجة إلى الـ أ.ج.ن.ح.ـة كفكرة بديلة لمفتاح النجاح.
فاسمح لي بأن أعرضها عليك ببساطة واختصار.
بداية عليك الحصول على حرف الـ'أ' – الـ'إصرار':
الإصرار هو كلمة يعتبرها البعض مرادفة للعناد إلا أنها تمثل الطرف الإيجابي من العناد، على الطالب الجامعي الإصرار والتشديد على محاولته مرة تلو الأخرى، قد يواجه صعوبة في المرة الأولى، والثانية وحتى في الثالثة، إلا أن نجاحه يعتمد على مدى إصراره على المحاولة، عندما يكون لدى الطالب إيمان بهدف معين فيجب عليه أن يصر على التجربة حتى ينجح فيها.
طبعاً الكثير منا يأخذ العناد كصفة يتشبث بها، إلا أن الفرق بين الاثنين هو أن في العناد، الطالب يقرر أن يعيد المحاولة مرة تلو الأخرى دون الإيمان بإمكانيته على النجاح، أو الإيمان بالهدف الذي يحاول تحقيقه، في هذه الحالة يسمى عناد.
بعد الإصرار، نحتاج إلى حرف الـ'ج' – الـ'جرأة':
أيضاً لهذه الكلمة هناك مرادفة قد يلتبس البعض معها وهي الوقاحة، إلا أن الجرأة هي عامل مركزي في نجاح الطالب العربي خاصة في الجامعة، الطالب العربي يحضر إلى الجامعة مع رهبة كبيرة من هذا العالم الآخر، وعندما يقابل المحاضر الأجنبي تزيد رهبته، قد لا يوافقني البعض على هذا التفسير إلا أن مما لا شك فيه أن الطالب العربي هو أقل الطلاب سؤالاً في قاعة المحاضرات، وأقل طالب يستغل الساعات المخصصة لدى كل محاضر للأسئلة. في كل الجامعات، لدى المحاضر ساعات منفردة عن ساعات المحاضرة، يكون في حاضر من أجل تلقي أسئلة الطلاب.
 مدى فهم الطالب العربي للمادة المطروحة في المحاضرة تزداد بنسبة عالية جداً عندما يشعر الطالب بالأمان ويتجرأ على تقديم استفساراته للمحاضر، لكن الجرأة لا تتمثل فقط بتوجيه السؤال للمحاضر، إنما كذلك للمعيد وللطالب الزميل، نصيحة لك زميلي العزيز أن تستغل كل فرصة أمامك للسؤال عندما تواجه أي تساؤل، لا تخجل، ولا تدع سؤالك في ذهنك، فقد يعطل عليك فهم المادة في المستقبل وقد يكون جزء مركزي من فهم المادة السابقة.
الجرأة في السؤال تؤدي بنا إلى حرف الـ'ن' – الـ'نشاط'.
النشاط عامل مركزي في نجاح وفشل الكثيرين، لن أطيل الحديث عن النشاط، لكن علي أن أوضح لكم أمراً مركزيًا في الحياة الجامعية، الطالب الجامعي هو طالب مع مسؤولية كاملة تجاه مجرى ونمط حياته، أي أن مسؤوليته التامة أن يقرر أبسط القرارات، مثل ساعة النوم وساعة الاستيقاظ، ساعة الدراسة وساعة الاستراحة. لذلك يهمل الكثير من الطلاب الجامعيين حضور الكثير من المحاضرات بسبب توقيتها في ساعات الصباح، في الكثير من المحاضرات ليس هناك واجب حضور فالحضور غير إجباري، وقد تكون في الساعة الثامنة أو في الساعة العاشرة صباحاً، وللأسف الشديد، يقرر الكثير من الطلاب الاستغناء عن الحضور وتعويض المادة لاحقاً، إلا أن الوعد بتعويض المادة هو استهتار كبير بالمحاضرة والمحاضر، وهذا يؤدي إلى زيادة صعوبتها بدرجات عالية من ناحية نفسية بشكل عام، لهذا أعزائي، إن كان النجاح هدفكم، فأنصحكم بشدة، على الأقل في السنة الأولى، حضور جميع المحاضرات، حتى محاضرات الساعة الثامنة صباحاً.
الحرف التالي هو حرف الـ'ح' – 'حب الاستطلاع'
يستهتر الكثيرون بهذا العامل إلا أنه بنظري، العامل المركزي في الفرق بين النجاح والتفوق، أو كما نقول بين الـ60 والـ95. صحيح أنك بحاجة إلى علامة 60 لكي 'تنجح' وتتخطى مادة معينة، إلا أنني أشك أن أحدنا تقدم إلى التعليم العالي من أجل 'النجاح' المحدود. كلنا نحلم بالتفوق والمنافسة على أعلى المعدلات، ولهذا الهدف ما لنا إلا أن نتخطى كذلك المادة المطلوبة ونتعلم أن نحبها ونبحثها، مراكز التعليم العالي هي مراكز أبحاث أولاً ثم مراكز تدريس.
 ولكي ينجح أي شخص في مثل هذه المراكز عليه أن يوسع آفاقه في مجاله ويبحث عن ما وراء المطلوب في المادة. النجاح في عالمنا هو التميز ولكي نتميز يجب أن نكون في الطليعة، أي أن نبحث مادتنا بعمق وندرسها من خلال حبنا لها، حب الاستطلاع هو عامل مركزي للتميز في أي مادة ندرسها، فهو بالضبط ما يصنع الإبداع.
بعد أن جمعنا معظم أجنحة النجاح، بقي لنا حرف واحد، في اسمه معنى ومغزى وجوده، التاء المربوطة - 'ـة'، أي ذلك العامل الذي يربط كل ما سبق معاً ويلخص لنا كل هذا بكلمة واحدة وهي 'المثابرة'.
المثابرة هي كلمة السر في كل ما نفعل، يكلمونا بشعارات كثيرة حول تنظيم الوقت واستثماره واستغلاله، الا أنه لا معنى لأي شيء من هذا دون المثابرة، تلك الاستمرارية بما نفعل، هي أصعب عقبة يمكن أن نمر بها والتغلب عليها يعني التغلب على النفس، حتى لو نظمنا وقتنا للسنة القريبة، فما فائدة ذلك ان لم نواظب على التقيد به؟ بكوني طالبًا جامعيًا أعلم مدى صعوبة المثابرة والمواظبة والمداومة، إلا أنني أعلم كذلك أن نتيجتها هي هدفي.
 المثابرة هي أن أفي بالوعود التي أقطعها على نفسي، وأثق بشكل تام، بأنني أستطيع أن أستمر في هذا الطريق الذي بدأته، الطريق نحو النجاح، الطريق نحو التميز.
لكي أنجح علي أن اتمالك نفسي وأتغلب على كل عقبة ممكن أن تقف أمامي وأكمل في الطريق، مرة تلو الأخرى، مثابراً على ذلك، مستغلاً 'أ' إصراري، و'ج' جرأئتي، و'ن' نشاطي، 'ح' حب استطلاعي، وفقط هكذا يمكننا التغلب على الطبيعة، وتنمية أجنحة تأخذني إلى سماء النجاح. لم يعد الطيران هبة حصرية للعصافير، فقد تعلمه الانسان أخيراً، وتعلم كيف يصل إلى أبعد المسافات.
 فأطلقوا أجنحتكم زملائي، وحلقوا نحو أهدافكم.
مع كامل حبي وثقتي بكم.
 

تطبيقات المواصلات العامة للهواتف الذكية

تطبيقات المواصلات العامة للهواتف الذكية

16/10/2014
السنة الأولى في الجامعة، صعوبات وتحديات/ عمّار أبو قنديل

السنة الأولى في الجامعة، صعوبات وتحديات/ عمّار أبو قنديل

16/10/2014
أول يوم في الجامعة

أول يوم في الجامعة

16/10/2014
فصل 140 طالب طب عربيا في مولدوفا

فصل 140 طالب طب عربيا في مولدوفا

10/11/2016
الطالب العربي والحياة الجامعية تحديات وصعوبات

الطالب العربي والحياة الجامعية تحديات وصعوبات

03/11/2014
عَ الجامعة: ملف خاص لمناسبة افتتاح العام الدراسي الجديد

عَ الجامعة: ملف خاص لمناسبة افتتاح العام الدراسي الجديد

27/10/2016
الطلاب العرب في الجامعات والكليات الإسرائيلية بالأرقام

الطلاب العرب في الجامعات والكليات الإسرائيلية بالأرقام

22/10/2014
الريتالين: أعراض ومخاطر

الريتالين: أعراض ومخاطر

07/11/2016
التخنيون يرفع سقف قبول الطلاب العرب

التخنيون يرفع سقف قبول الطلاب العرب

30/10/2016
طالب جامعة سنة أولى؟ نصائح وتعليمات للنجاح

طالب جامعة سنة أولى؟ نصائح وتعليمات للنجاح

08/11/2016
الجامعة ليست مصنعًا للشهادات، هي مصنع الشخصيات ورافعي المجتمع/ حنا بشارة

الجامعة ليست مصنعًا للشهادات، هي مصنع الشخصيات ورافعي المجتمع/ حنا بشارة

17/10/2014
طلاب الجامعة العربية الأميركية: آمال وتحديات

طلاب الجامعة العربية الأميركية: آمال وتحديات

07/11/2016
طريقك السريع للجامعة بالمواصلات العامة

طريقك السريع للجامعة بالمواصلات العامة

16/10/2014
توصيات مهنية للطلاب الجدد بالجامعات

توصيات مهنية للطلاب الجدد بالجامعات

27/10/2016
أريج خطيب: تركت الطب لصالح البيولوجيا

أريج خطيب: تركت الطب لصالح البيولوجيا

01/11/2016
التوصل لتفاهمات في أزمة الطلاب العرب في رومانيا

التوصل لتفاهمات في أزمة الطلاب العرب في رومانيا

17/10/2016
5 توصيات للسنة الجامعية الأولى

5 توصيات للسنة الجامعية الأولى

26/10/2016
توصيات للتغذية السليمة للطلاب الجامعيين/ د. محمد علوان

توصيات للتغذية السليمة للطلاب الجامعيين/ د. محمد علوان

31/10/2014
صالات اللياقة ومساحات الرياضة المفتوحة لطلاب الجامعات

صالات اللياقة ومساحات الرياضة المفتوحة لطلاب الجامعات

17/10/2014
بين الإطار التعليمي التقليدي والحياة الأكاديمية/ نغم غنطوس

بين الإطار التعليمي التقليدي والحياة الأكاديمية/ نغم غنطوس

20/10/2014
التدريب والعمل الشاق هما سر نجاح طالب الموسيقى/ رقية عابد

التدريب والعمل الشاق هما سر نجاح طالب الموسيقى/ رقية عابد

20/10/2014
القدس، خيال الأكاديميا وحقيقة التناقض/ حلا مرشود

القدس، خيال الأكاديميا وحقيقة التناقض/ حلا مرشود

16/10/2014
سنة أولى سياسة..

سنة أولى سياسة..

22/10/2014
نصائح للطلاب: تنظيم الوقت لمكافحة الإجهاد

نصائح للطلاب: تنظيم الوقت لمكافحة الإجهاد

16/08/2016
طاقم التعليم في المشتركة: ندعو لتذليل العقبات أمام الجامعيين العرب

طاقم التعليم في المشتركة: ندعو لتذليل العقبات أمام الجامعيين العرب

22/10/2017
310565 طالبا وطالبة يفتتحون الدراسة الأكاديمية بالبلاد

310565 طالبا وطالبة يفتتحون الدراسة الأكاديمية بالبلاد

30/10/2016

التعليقات