01/02/2016 - 15:14

النينجا في غزة.. أنقاض البيوت تبني أحلام الشباب

بخفة عالية، يقفز الشاب الفلسطيني أحمد سمّور، بالهواء مرتديا ملابس سوداء، وممتشقا سيفه المعدني، في محاولة لإبراز مهاراته أمام رفاقه.

النينجا في غزة.. أنقاض البيوت تبني أحلام الشباب

بخفة عالية، يقفز الشاب الفلسطيني أحمد سمّور، بالهواء مرتديا ملابس سوداء، وممتشقا سيفه المعدني، في محاولة لإبراز مهاراته أمام رفاقه.

ويحاكي سمّور، البالغ من العمر 21 عاما، في حركاته القتالية، مقاتلي النينجا، الذين يشتهرون بلياقتهم العالية، ورشاقتهم الكبيرة.

ويمارس سمور مع أصدقائه فنون قتال النينجا، على أنقاض المنازل التي دمرتها إسرائيل، خلال حربها الأخيرة على قطاع غزة.

ويقول الشاب صاحب القامة الطويلة، لوكالة الأناضول التركية: 'فنون قتال النينجا لا يمكن لأحد تعلمها في أيام قليلة، فهي تستغرق شهورا حتى يتقن الشخص كافة الحركات بشكل جيد دون أي مشاكل'.

ويضيف: 'بدأت ممارسة هذا النوع من فنون القتال منذ كان عمري ثمانية أعوام، حيث تعرفت عليها عن طريق الإنترنت، واكتشفت نفسي قادرا على إتقان كافة الحركات في غضون عدة شهور'.

وبعد الانتهاء من المبارزة بالسيف مع زميله، الذي يدافع عن نفسه بعصا طويلة سوداء اللون، تقدم سمور قائلاً: 'نحن فريق نمتلك قدرات عالية ونمارس فنون الدفاع عن النفس من خلال قتال النينجا'.

ويضيف: 'نلتقي كل يومين أو ثلاثة أيام خلال الأسبوع، لمدة لا تتجاوز ثلاثة ساعات من أجل التدريب على تمارين جديدة كل يوم'.

ويتابع: 'الفريق يزيد عدده ويتطور أدائه بشكل كبير'. ويقول: 'بدأت اللعب لوحدي، قبل عدة سنوات، ولكن نشري للصور على مواقع التواصل الاجتماعي أثناء ممارستي للفنون القتالية، أدى إلى تواصل الكثير من الراغبين للانضمام للفريق معي، لـيصبح عددنا 10 أعضاء محترفين، أصغرهم لا يتجاوز 13عام'.

من جانبه، يقول عبد الحليم عايش، (22 عام)، إنه يمارس النينجا منذ شهرين. ويقول: 'خضعت لتدريبات عنيفة تجاوزت أغلبها، والآن امتلك العديد من المهارات'. ويضيف عايش: 'نحن نخرج للمرح بعيدا عما خلفه الحصار الاسرائيلي، من أزمات عديدة تعصف بالقطاع منذ 10 أعوام'. وفرضت اسرائيل حصارا على قطاع غزة، عقب نجاح حركة 'حماس' التي تعتبرها 'منظمة إرهابية' في الانتخابات التشريعية في كانون الثاني/يناير 2006.

ويشير عايش، إلى أن قتال النينجا، يتطلب 'خفة ومهارة، وتوازن، ومرونة عالية ودقة؛ وسرعة بديهة'.

ويمارس الفريق تدريباته بواسطة معدات وأدوات قتالية، كالسيوف والعصي، والنيران، وأسلحة حادة صغيرة، كالمخالب اليدوية، والنجوم الحديدية الحادة، والمسامير.

كما يتوشحون بلثام أسود، ويتقنون المشي على الأسطح والجدران القائمة، والزجاج والوقوف على إصبعين.

ويوضح العضو الأصغر في الفريق، عمر أبو ناصر (13 عام) أنهم يهدفون إلى تكوين فريق لإجراء عروض عالمية داخل فلسطين وخارجها والمشاركة في مسابقات دولية.

ويقول ناصر: 'نحن نأمل أن يكون هناك دعم وتطوير لتلك الفنون القتالية التي تشهد إقبال كبير عليها من قبل الشباب'. ويضيف: 'تلك الفنون، نمارسها للتفريغ عن أنفسنا، في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والذي يفتقد لأندية رياضية خاصة بالفنون القتالية المختصة بقتال النينجا'. وتعد النينجا، من أنواع الفنون القتالية اليابانية، التي ظهرت في القرن الخامس. 

التعليقات