12/04/2016 - 10:54

المؤتمر الوطني الـ5 للمقاطعة: 10 سنوات من التحدي

تحت شعار 10 سنوات من البناء والتحدي والإنجاز في عزل نظام إسرائيل الاستعماري والعنصري، نظّمت اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة، وهي أوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني وتقود حركة المقاطعة العالمية (BDS)، مؤتمرها الخامس في مقر الهلال الأحمر

المؤتمر الوطني الـ5 للمقاطعة: 10 سنوات من التحدي

(أ.ف.ب)

بمشاركة ما يقارب الألف شخص من مختلف القوى السياسية والأطر الشعبية والنقابية والأهلية الفلسطينية في الوطن والشتات، وبرعاية الشعب الفلسطيني وأحرار العالم، عُقِد يوم السبت 9 نيسان/أبريل، المؤتمر الوطني الخامس لحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، في جو مفعم بالتفاؤل والاحتفال والتحدي والنقد البنّاء لمسيرة الحركة منذ انطلاقتها في العام 2005.

تحت شعار "10 سنوات من البناء والتحدي والإنجاز في عزل نظام إسرائيل الاستعماري والعنصري"، نظّمت اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة، وهي أوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني وتقود حركة المقاطعة العالمية (BDS)، مؤتمرها الخامس في مقر الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة البيرة.

تحدثت في المؤتمر شخصيات عالمية وعربية ومحلية، من ضمنها ضيف الشرف (عبر الفيديو)، أحمد كاثرادا، القيادي الجنوب أفريقي ورفيق نلسون مانديلا، والذي قال: "قد يبدو الطريق كئيبًا، ولكن في أعتم أيامنا في جنوب أفريقيا تمسكنا بالأمل بأنّ الانسانيّة سوف تنتصر. على الفلسطينيّين وحلفائهم الوقوف بثبات خلال مطالبتهم بالعدالة والحرية".

ترأس د. ممدوح العكر، من المفوضية المستقلة لحقوق الإنسان، الجلسة الافتتاحية، مشيدًا بالرؤية والاستراتيجية الفعالة لحركة المقاطعة BDS. وتحدث في الجلسة عن سكرتاريا اللجنة الوطنية للمقاطعة نصفت الخفش الذي قال: "يُعَدُّ المؤتمر محطةً مهمة على صعيد تطوير حركة المقاطعة في ظلِّ الهجمة غير المسبوقة التي تَشُنّها إسرائيل ومجموعات الضغط العالمية التابعة لها على الحركة ونشطائها، بعد أن صنفتها كـ"تهديد استراتيجي". فقد وصل جنون وهلع الحكومة الإسرائيلية من تصاعد تأثير BDS على نظام الاحتلال والاستعمار-العنصري والأبارتهايد الإسرائيلي حدَّ توجيه وزير المخابرات في حكومة الاحتلال تهديدًا لقادة الحركة بالـ ‘الإعدام المَدَنيّ المُوَجّه’".

وعن القوى الوطنية والإسلامية، قدم عباس زكي كلمة حماسية طالب فيها المستوى الرسمي "بتوفير الدعم لحركة المقاطعة، التي أثبتت أنها من أهم المبادرات الكفاحية لشعبنا".

ممثلًا عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، تحدث د. واصل أبو يوسف مثمنًا جهود وإنجازات حركة BDS ومؤكدًا على تمسك المنظمة "بحق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس".

وعن اللجنة التحضيرية للمؤتمر، قال د. مصطفى البرغوثي: "أصبحت BDS أكبر من أن تتمكن وسائل القمع الإسرائيلية من إخمادها، فالحركة باتت مع باقي أشكال المقاومة الشعبية تشكل جزءًا رئيسيًا من الاستراتيجية الوطنية البديلة".

وشارك في الجلسة عبر الفيديو جورج مافريكوس، الأمين العام للاتحاد العالمي لنقابات العمال، والذي أكد على وقوف جزء كبير من الحركة العمالية العالمية مع حقوق الشعب الفلسطيني وحركة المقاطعة.

كما قرأ عضو المجلس التشريعي جمال حويل كلمة من الأسير المناضل مروان البرغوثي جاء فيها: "على شعبنا بكل قواه وأفراده الانخراط في هذا الجهد الوطني الهام وتقديم نموذج في أوسع حملة مقاطعة لإسرائيل سياسيا وأمنيا واقتصاديا وفي شتى المجالات. وعلى المستوى الرسمي الفلسطيني أن يتبنى في خطابه وموقفه حركة المقاطعة بدل خطاب الاستجداء الذي لا يليق بحقوق وتاريخ وكفاح وتضحيات وكرامة فلسطين وشعبها".

وقرأت الأسيرة المحررة لينا خطّاب كلمة من الأسير المناضل أحمد سعدات قال فيها: "تحية ملؤها التأييد والدعم لجهودكم الوطنية التحررية والتكاتف والتعاضد معها... تحية لما أنجزتم حتى الآن من إنجازات كبيرة ومهمة على صعيد مقاطعة ‘إسرائيل’ وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها على طريق عزل نظامها الاستعماري العنصري وصولًا إلى تفكيكه أسوة بنظام الأبارتهايد البائد [في جنوب أفريقيا]".

وشاركت في المؤتمر شخصيات نقابية وشعبية فلسطينية، من قطاع غزة وأراضي 1948 والضفة الفلسطينية، بما فيها القدس، ومن مخيمات اللجوء في لبنان، لتعكس السمة الرئيسية لحركة المقاطعة كتحالف عريض يسعى لتحقيق الحقوق غير القابلة للتصرف لكل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.

يُذكر أن مشاركة قطاعي المرأة والشباب في المؤتمر كانت ملفتة، إذ مثلا سويًا ما يفوق 75% من المشاركين، مما عكس الروح الشبابية والانتشار الاجتماعي لحركة المقاطعة في أوساط الشعب الفلسطيني. تعقيبًا على ذلك، قالت ماجدة المصري، منسقة الحملة النسائية لمقاطعة البضائع الإسرائيلية: "إن دور المرأة الفلسطينية في المقاطعة هو دور رائد وأساسي في تطهير بيوتنا من كل المنتجات الإسرائيلية وتشجيع المنتج الوطني". وقالت هيثم عرار، عن الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية: "استطعنا أن نحقق اختراقات هامة مؤحرًا على صعيد دعم الأطر النسوية العالمية لنداء المقاطعة BDS".

كما شارك عبر الفيديو ناشطون مركزيون في حركة المقاطعة من جنوب أفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا والولايات المتحدة، ليعرضوا أمام الجمهور خلاصة تجاربهم ونجاحاتهم والتحديات الرئيسية التي يوجهونها.

تعليقًا على ما أسماها "الحرب الإسرائيلية اليائسة على حركة المقاطعة BDS"، قال محمود النواجعة، المنسق العام للجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة: "تتخذ حرب إسرائيل على الحركة أشكالًا عدة، استخباراتية ودعائية وسياسية وقانونية، بالذات في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، حيث تتواطأ حكومات هذه الدول مع الاحتلال لدرجة قمع حرية التعبير والحقوق المدنية لمواطنيها المتضامنين مع نضال الشعب الفلسطيني. يعكس هذا القمع والترهيب فشل إسرائيل على مدى العقد الفائت في إحباط نمو تأثير الحركة الثقافي وحتى الاقتصادي".

وعلّق جمال جمعة، عضو سكرتاريا اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة: "للتصدي للهجمة الإسرائيلية، ندعو إلى تصعيد المقاطعة محليًا وعربيًا وعالميًا ومناهضة التطبيع بأشكاله، ونكرّر الدعوة للضغط على المستوى الرسمي لتنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير والداعية لفكِّ الارتباط مع الاحتلال من خلالِ وقفِ ما يُسمّى بـ"التنسيق الأمني" والتحلل من التبعية الاقتصادية التي كرّسها بروتوكول باريس الاقتصادي".

من جهتها قالت فلسطين دويكات، عضو اللجنة التوجيهية للحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل: "عَكَسَ المؤتمر الالتفاف الشعبي الفلسطيني الهائل حول حركة المقاطعة كشكل رئيسي من أشكال المقاومة الشعبية. ويُعدّ هذا الاحتضان الشعبي أهم ركائز نجاح BDS عالميًا في عزل نظام الاحتلال والأبارتهايد الإسرائيلي".

وقالت حنين أبو سعدى، عضو سكرتاريا اللجنة الوطنية للمقاطعة: "إن انتشار حركة BDS في المجتمع المدني العالمي، بالذات بين الكنائس والنقابات العمالية وأوساط الأكاديميين والمثقفين والطلبة والحركات الاجتماعية، واليهود المعادين للصهيونية والمتضامنين مع حقوق شعبنا، يشكل ركنًا هامًا في استراتيجية الحركة القائمة على بناء القوة من القاعدة إلى القمة وصولًا للتأثير على أصحاب القرار وفرض العقوبات على إسرائيل".

وختم نصفت الخفّش: "نستلهمُ في حركةِ المقاطعة قولَ شاعرِنا الراحل محمود درويش، "حاصر حصارك". كلما ازداد حصارُهم، كلما ضاعفنا جهودنا لعزل نظامهم الاستعماري ومؤسساتهم المتواطئة. إننا ننجح بسبب وَحدتِنا واستراتيجيتِنا المؤثرة ورسالتِنا الأخلاقية السامية. سنناضل حتى ننال حريتنا وعودتنا ونستعيد كرامتنا".

 

التعليقات