30/10/2016 - 17:49

يافا: المدرسة الثانوية الشاملة ترثي المغدورة هدى أبو سراري

لا تزال مدينة يافا بمنطقة الساحل، تلعق جراحها في أعقاب مقتل ابنتها هدى أبو سراري (36 عامًا) متأثرة بجراحها الخطيرة الناتجة عن تعرضها لجريمة طعن

يافا: المدرسة الثانوية الشاملة ترثي المغدورة هدى أبو سراري

لا تزال مدينة يافا بمنطقة الساحل، تلعق جراحها في أعقاب مقتل ابنتها هدى أبو سراري (36 عامًا) متأثرة بجراحها الخطيرة الناتجة عن تعرضها لجريمة طعن.

كما تخيم أجواء من الحزن والألم الشديدين على المدرسة الثانوية الشاملة، التي عملت بها المرحومة كسكرتارية لسنوات عدة، حيث عرفت بتعاملها الدؤوب مع الهيئة التدريسية والطلاب على حد سواء.

ونظمت المدرسة منذ اليوم الأول على وقوع الجريمة، فعاليات توعوية حيال ظاهرة العنف والإجرام وخصوصًا ضد النساء، من خلال حصص توعوية للطلاب وتعليق ملصقات ويافطات منددة بظاهرة العنف على جدران المدرسة.

إلى ذلك، لم تنتظم الدراسة في المدرسة كالمعتاد، وكان الحداد سيد الموقف حيال الجريمة التي هزت مشاعر الهيئة التدريسية والطلاب.

وأكدت المدرسة رفضها واستنكارها الشديدين لاستفحال العنف والجريمة في المجتمع العربي بالآونة الأخيرة، لا سيما ظاهرة العنف ضد النساء، مشددة على أنها ستعمل جاهدة للحد من هذه الظاهرة وزرع الأخلاق والتسامح في نفوس الطلاب.

وفي رسالة رثاء صدرت عن المدرسة، جاء فيها 'الحمدُ للهِ حَمْدًا نَتجاوزُ بهِ ضيقَ الأَرضِ إِلى سِعَةِ السّماءِ، فَتُحلّقُ في سَماءِ الْحَمْدِ مَعَ الحامدينَ الأَوفياءِ، فَنَطْلُبُ مِنَ الرحمنِ صَبْرًا عَلى كُلِّ بَلاءٍ، ونشكرُهُ على ما أَغْدَقَ مِنَ الخَيْرِ والنّعماءِ وَتُرْفَعُ عِندهُ مَنازِلُ الصّدّيقينَ والشُّهداءِ فَالْحمدُ لله'.

ومضت في بيانها 'بسم الله الرحمن الرحيم، يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي، صدق الله العظيم'.

وتابعت 'بقلوبٍ مُؤمنةٍ راضيةٍ بقضاءِ اللهِ وَقدرهِ، وَدّعْنا نحنُ عائلةُ الشاملةِ فقيدتنا وَابنتنا واخْتنا هدى أبو سراري لِتُزَفَّ روحُها الطاهرةُ إِلى بارئِها في رداءٍ مُخْمَليٍّ إلى جنّاتِ الخُلدِ، اختاه! عرفناكِ عزيزتنا في دماثةِ الأخلاقِ، وعهدناكِ في مِحَن الزّمانِ وَمَصائِبِه صَبورة سـَكوتة على مَظَالِمِةِ وكيدِ الأَيّامِ، لقد كُنْتِ باسمةً في حياتِكِ، وقويةً بالرَّغمِ مِمَّا كُنْتِ تعانين'.

وأضافت 'كنتِ ويؤلمُ قلوبنا أن نذكرَكِ بفعلٍ ماضٍ إِنسانةً تُديرينَ أمورَ عملِكِ بِجَدارةٍ وعقلٍ وَوفاءٍ يا عزيزتنا أم محمد، كنت سليمةَ  القلبِ والنّفسِ يا اختاه، نقيَّةً بِتعامُلِكِ مَعَ القريبِ والبعيدِ، صَارعْتِ المصاعبَ وَلَمْ يَقْوَ عليك اليأسُ، أَحَبَّكِ وقَدَّرَكِ كُلُّ مَنْ تَعامَلْتِ مَعَهمْ، فَذَرَفَتْ عيونُ الطلابِ دَمًا، وتمزَّقَتْ قُلوبُ المُعَلِّمين والعاملينَ حُزْنًا لِفُقْداَنِكِ، رَحَلت'.

وأكملت 'نَحْملُ لكِ يا اختاه باقاتِ رِثاءٍ، وهلْ ينفعُ البكاءُ اختاهُ بَعْدَ الفراقِ، فراقٌ حَضَنَّاهُ مُجْبَرينَ والدَّمْعُ مِنَ المُقلةِ يَجْرِي، أَيّتُها الرُّوحُ الطيبةُ ليسَ لَنا بعدَ الحَرْفِ، وَبَعْدَ الدَّمْعِ قولٌ ولا وصيَّةٌ، وَلَسْنا مِمَّن يُتْقنونَ تَقْديمَ العزاءِ فَمَنْ يُقَدِّمُ لَنا نَحْنُ لِفُقْدانِكِ العزاء'.

وأردفت 'نُوَدِّعُكِ وداعَ اخْتٍ عزيزةٍ فَقَدْناها، لا نَعْلَمُ كيفَ نُرْثيها، فَمَهما خُطَّتِ الأَقلامُ، لنْ نستطيعَ التعبيرَ عَنْ عَظيمِ حُبِّنا وَتقديرِنا لكِ، ولنْ نوفيَكِ وَلوْ القليل مِنْ حَقِّكِ الذي سُلِبْتِ مِنْهُ بِحَياتِكِ، لَكِنَّنا أَمامَ حقيقةٍ لا مفرَّ منها وَلا يَسْلَمُ مِنْهَا أَحَدٌ، وهيَ طَريقُ الآباءِ والأجدادِ ،  لكنّ الذِّكْرَى تَبْقَى أَبَدَ الدَّهْرِ،  وَسَتَبقَى ذِكْرَى الْحَمْد، وابْتِسَامَةُ الرِّضَى بِفَمِكِ، والحزنُ والأسى المُتَطايِرُ مِنْ عينيْكِ، وَلَعَلَّ عَزاءَنا بِأَنَّكِ بِضِيافَةِ رَحْمنٍ رَحيمٍ، علاّم الغُيوبِ، يعلمُ مَا تُخْفِي الصّدورِ، ربٌّ كريمٌ لا يُظْلَمُ عندَهُ أحَدٌ'.

ورددت 'نقولُ لكِ غَالِيَتنا، آنَ وداعُكِ إِلى أَنْ نَلقاكِ بإذْنِ اللهِ، فسّلامٌ على روحِكِ يا هدى، سّلامُ على قَلْبٍ نَبَضَ بِالوَجَعِ ولم يَنقَبِض، سّلامُ على عَينٍ بكِتْ في السِّرِّ، وَلَمْ يَرَها أَحَدٌ إِلاّ الله، سّلامُ على الكَلامِ العَالقِ في مَشانِقِ البَوح ولم يَسّمعْه أحدٌ، سّلامٌ عَلى تَلكَ الرّوحِ المَكلومةِ المَصلوبةِ في جِذع الصمت، سّلامٌ عَلى مَنْ كانَتْ مَوجوعٍةً وَلَمْ يَشّعرْ بِها أحدٌ، السّلامُ ثُّم السّلامُ عَلى روحِكِ يا هدى، فقدْ ابْتَسَمْتِ والألم يَنخُرُ أَعْمَاقَكِ، وَلَمْ تَشْكي، إِنَّا لله وإِنّا إِليه ِراجعون'.

وأنهت 'كلُّ مَنْ ذَهبَ وَتَيَقَّنَ أَنَّه بَينَ أَيْدِي رَبِّهِ، يُصاحِبُهُ العَدْلُ ليسَ كَمَا نحنُ هُنا بِهذِهِ الأَرضِ بلْ يَحْكُمُنا شيء آخرَ لا يَعرفُ هَذا المعنى، فَلْيَرْحَمكِ اللهُ أيَّتُها الغائِبةُ الحاضِرةُ، ولأنكِ إنسانةٌ دمثةُ الأخلاقِ مسامحةٌ في أَشَدّ قُوَّتِكِ تَخَلَّدَتْ صِفاتُكِ في قلوبِ كُلِّ مَنْ تَعَرَّفَ عليكِ فَلنْ تَغيبي عَنِ الطَّيْفِ، فَيا سماءُ احفظيها، ويا أرضُ احميها، ويا نجومُ أحرسيها، ونسألُ ممَّن رَفعَ السماءَ بغيرِ عَمَدٍ،  للمرحومة أم محمد الفردوسَ الأعْلى، وأَنْ يُبْدِلَها دَارًا خيرا من دارِها وأهلاً خيرًا من أهلِها، وأَن يحتسبَها من شهداءِ الآخرةِ، وأنْ يُحييَها في أَفْئِدَتِنا عَلَى مَدَى الدُّهورِ، إِنّا لله وإنّا إليهِ راجعون، ولا حَوْلَ وَلا قُوّةَ الّا باللهِ'.

اقرأ/ي أيضًا | اليوم: يافا تنتفض بمسيرة "لا للعنف ضد النساء"

التعليقات