13/10/2017 - 11:27

جولة لمشاركات مشروع "نساء على درب العودة" في حطين

نظمت جمعية "كيان"- تنظيم نِسوي و"جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين" جولة في قرية حطين المهجرة، شارك فيها العشرات من أهالي قرية مجد الكروم، وذلك ضمن إطار مشروع "نساء على درب العودة" المُشترك بين الجمعيتين.

جولة لمشاركات مشروع

نظمت جمعية "كيان"- تنظيم نِسوي و"جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين"، السبت الماضي، جولة في قرية حطين المهجرة، شارك فيها العشرات من أهالي قرية مجد الكروم، وذلك ضمن إطار مشروع "نساء على درب العودة" المُشترك بين الجمعيتين.

في بداية الجولة، قدّم مركز المشاريع في جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، محمد كيال، مداخلة طويلة عن "النكبة والتهجير وسياسية التطهير العرقي التي نفذتها الحركة الصهيونية والجيش الإسرائيلي بهدف تغيير الواقع الديمغرافي في فلسطين، والتي شملت احتلال وتهجير وهدم 531 قرية فلسطينية وتهجير سكان 11 مدينة عربية فلسطينية، بحيث أصبح ثلثا الشعب الفلسطيني في عداد اللاجئين والمهجرين".

وذكر كيال أنه "خلال الأعوام 1947 -1950 جرى تهجير وترحيل 850 ألف فلسطيني وأن عمليات التهجير طالت عدة مدن فلسطينية لا زالت قائمة حتى اليوم مثل الناصرة وشفاعمرو، وطالت قرى أخرى ما تزال موجودة مثل مجد الكروم وشعب وترشيحا وغيرها".

وأكد كيال أن "الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة فرضت الحكم العسكري خلال الفترة بين 1948 – 1966، وأن الجيش الإسرائيلي استغل هذه الفترة التي قيدت حرية تنقل العرب من أجل هدم القرى العربية والأحياء في المدن الفلسطينية ومنع الفلسطينيين من العودة إلى قراهم ومدنهم، وأن الحكومات الإسرائيلية سنت قوانين عنصرية خلال عشرات السنين من أجل شرعنة الاستيلاء على الأراضي العربية، ونتيجة لهذه السياسة، سياسة سلب الأراضي، أصبح العرب مالكين لأقل من 2.5% من الأراضي في دولة إسرائيل، علما بأنهم يشكلون حوالي 20% من السكان في البلاد وأنهم هم السكان الأصليون فيها وأنهم كانوا المالكين للغالبية الساحقة من أراضي فلسطين".

وخلال الجولة على أرض حطين، قدم عضو الهيئة الإدارية في جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، طارق شبايطة، شرحا وافيا عن تاريخ القرية والحياة فيها قبل النكبة، وذكر أن "حطين كانت قرية غنية، فيها مياه وافرة، وأن أهل حطين كانوا يسوّقون بضائعهم ومنتوجاتهم في مدينة طبريا المجاورة، وأن بيوتها كانت عامرة ومبنية من الحجر، وأن القوات الإسرائيلية احتلت القرية في تموز عام 1948 وهدمت جميع بيوتها ولم يبق فيها إلا مبنى واحدا وهو الجامع، إضافة إلى مقبرة القرية المهملة".

وقال شبايطة عن قريته حطين: "كنت جنينا في رحم أمي في فترة احتلال القرية التي لم أعش فيها، ولكن حطين تسكن في داخلي، وحطين بالنسبة لي هي الوطن".

بدورها، قالت سهام شبايطة كناعنة، شقيقة طارق وهي من مواليد عام 1941، إنها لا تزال تتذكر جميع مباني ومعالم حطين، وأوضحت بلهجتها العاميّة: "بتذكر شوارعها المبلطة وأشجارها وكرومها، والناس اللي كانت مبسوطة فيها، أنا بتذكر يوم احتلال القرية ويوم طلعونا من البلد ورحلة العذاب في فلسطين ولبنان وعودتنا إلى عرابة وعيلبون".

وقالت مركزة المشروع من قبل "كيان"، منى محاجنة، إن "اللقاء ما بين النساء في مشروع "نساء على درب العودة" وأصحاب المكان الأصلانيين قادر على أن يعكس مدى تجذّر حلم العودة في نفوس الأجيال، حتى تلك التي لم تعايش النكبة. المشروع من المُفترض أن يؤهل مجموعات نسائية بعد مرحلة تدريب مكثفة وتثقيف متواصلة على العمل لتنشيط وتعزيز خطاب العودة من خلال تنظيم عدة فعاليات وأنشطة تخاطب كافة الأجيال، عليه هذا اللقاء مع سكان المكان ورغبتهم في العودة، حتى بعد عشرات السنوات، يساهم بشكل كبير في نقل الصورة وحجم الرغبة لدى المهجرين في استرداد بيوتهم، مؤكدين أن مقولة "الأبناء ينسون" مغالطة وغير صحيحة".

وأضافت أن المشروع يعمل على تأهيل وتدريب نساء نحو تعزيز مشاركتهن في الحيّز السياسي، وهذه الجولة تساهم بشكل كبير في رفع الوعي السياسي للنساء وتثبيت دورهن في الحفاظ على قضايانا الوطنية".

وختمت محاجنة بالقول إنه "من المهم الإِشارة إلى أن الجولة لاقت تفاعلا كبيرًا بين المشاركات. إحدى المشاركات لخصت هذا التفاعل بجملة "لمسنا منهم مدى الشوق والحنين لأرض الوطن".

يذكر أن قرية حطين اشتهرت بكونها ساحة المعركة الفاصلة التي دارت بين قوات صلاح الدين الأيوبي والصليبيين في تموز 1187 م، وبعدها شرعت قوات صلاح الدين بفتح البلاد وتوجت انتصاراتها بتحرير بيت المقدس في العام نفسه.

التعليقات