01/05/2019 - 22:09

جامعة كمبردج تبحث مدى استفادتها من العبودية عبر التاريخ

بدأت جامعة كمبردج دراسة أكاديمية من المتوقع أن تستغرق عامين ستبحث فيها مدى استفادتها من تجارة العبيد عبر المحيط الأطلسي، وما إذا كانت منحها الدراسية قد عززت أسلوب التفكير الذي يكرس التمييز على أساس العرق في عهد الاستعمار البريطاني.

جامعة كمبردج تبحث مدى استفادتها من العبودية عبر التاريخ

توضيحية (Pixabay)

بدأت جامعة كمبردج دراسة أكاديمية من المتوقع أن تستغرق عامين ستبحث فيها مدى استفادتها من تجارة العبيد عبر المحيط الأطلسي، وما إذا كانت منحها الدراسية قد عززت أسلوب التفكير الذي يكرس التمييز على أساس العرق في عهد الاستعمار البريطاني.

ويعتبر الاستعباد أحد أكبر عمليات الترحيل القسري التي عرفها التاريخ، إذ كان يجري مبادلة الأسلحة والبارود من أوروبا بملايين الأفارقة الذين كانوا يُنقلون عبر المحيط الأطلسي إلى الأميركتين ويتم استعبادهم. وكانت السفن تعود إلى أوروبا محملة بالسكر والقطن والتبغ.

وفي هذه العمليات تم انتزاع نحو 17 مليون أفريقي من الرجال والنساء والأطفال من أسرهم وتقييدهم بالأغلال في واحدة من أكثر الأعمال التجارية وحشية في العالم في الفترة من القرن الخامس عشر إلى القرن التاسع عشر. ومات الكثيرون في ظروف قاسية.

بينما الناجون فتحملوا حياة القهر في مزارع السكر والتبغ والقطن.

وقد ألغت بريطانيا تجارة العبيد عبر الأطلسي في عام 1807 لكن الإلغاء الكامل للعبودية لم يأت إلا بعد جيل آخر.

وصرّح رئيس مجموعة استشارية من ثمانية أفراد تشرف على دراسة جامعة كمبردج مارتن ميليت، أنه ليس من الواضح ما الذي سيسفر عنه التحقيق، لكن من المنطقي افتراض أن كمبردج قد استفادت من تجارة العبيد.

وأضاف ميليت وهو أستاذ في الآثار متخصص في آثار بريطانيا الرومانية "من المنطقي افتراض أن الجامعة، مثل العديد من المؤسسات البريطانية الكبرى في العهد الاستعماري، قد استفادت بشكل مباشر أو غير مباشر من ممارسات ذلك العصر وأسهمت فيها".

وقال إن "المزايا ربما كانت مالية أو على شكل منافع أخرى. لكن اللجنة مهتمة فقط بالأسلوب الذي ساعد به الباحثون في الجامعة في تشكيل الرأي العام والرأي السياسي، بدعم وتعزيز والتشكيك في بعض الأحيان في التوجهات العنصرية التي استهجنت في القرن 21".

ويجري التحقيق باحثان حاصلان على شهادة الدكتوراه في مركز الدراسات الأفريقية، ويتطرق البحث للمزايا والروابط التاريخية مع تجارة الناس الذين تم استعبادهم.

ولم يعلن بعد ما هو الإجراء الذي يمكن أن تتخذه الجامعة إذا ثبت أنها استفادت من العبودية أو عملت على دعمها.

وصرّح نائب رئيس الجامعة ستيفن توبي "لا يمكننا تغيير الماضي، لكن ينبغي في الوقت نفسه ألا نتنصل منه".

التعليقات