10/07/2019 - 13:43

جمعية الثقافة العربية تختتم مشروع "جوار في الطبيعة"

اختتمت جمعية الثقافة العربية، مؤخرًا، المشروع التربوي "جوار في الطبيعة" بالتعاون مع لنا خاسكية الذي امتد على مدار خمسة أشهر من شباط/ فبراير حتى حزيران/ يونيو.

جمعية الثقافة العربية تختتم مشروع

اختتمت جمعية الثقافة العربية، مؤخرًا، المشروع التربوي "جوار في الطبيعة" بالتعاون مع لنا خاسكية الذي امتد على مدار خمسة أشهر من شباط/ فبراير حتى حزيران/ يونيو.

وتضمن المشروع لقاءً أسبوعيًا للأطفال ولقاءً شهريًا للكبار في دير راهبات الوردية في مدينة حيفا.

و"جوار في الطبيعة" هو برنامج فلسفي تربوي للأطفال والعاملات/ين في مجال التّعلّم والتعليم، يسعى إلى تطوير المفاهيم التربويّة من خلال عمليّة بحث وتفكيك مفاهيم ومصطلحات شتّى وبلورتها من جديد، وتزويد الأطفال بأمور عدّة يفتقدونها في المدرسة؛ ومنها: فن التفكير، فن الإنصات الدقيق والحوار الطيّب.

وقام الأطفال في إطار البرنامج (أعمار 6-12 سنة) بإنشاء حديقة خضراوات، ولعبوا تحت السّماء الزرقاء؛ فيما قرأ العاملات والعاملون النّصوص الفلسفيّة والتّربويّة لأجل التّفكير والنّقاش الجماعيّ للخطو نحو تكوين فكر تربويّ مستقل ومبدع.

وقالت صاحبة فكرة "جوار في الطبيعة"، لنا خاسكية، عن تجربتها في تقديم البرنامج: "ما يميز جوار في الطبيعة هو تواجد الأطفال في مساحة مفتوحة يزينها الأخضر ويغطيها الأزرق بسمائه. وكانت الطبيعة لنا مكان عمل وتأمل. راقبنا بتمعن وفضول وتعلمنا. وقمنا بالعمل في الأرض عبر زراعة الخضراوات والاعتناء بها طيلة 5 شهور".

وأضافت: "الأهم أننا عشنا بصورة حية حياة المجاورة الذي يشير إليها منير فاشة في كتاباته التربوية، فاستعدنا وخلقنا كأفراد وكمجموعة علاقتنا بالبيئة من حولنا ومعنا. مجاورتنا لأنفسنا وللأصدقاء في أرض دير الوردية في حيفا تميزت بحالة بحث حسية وعقلية مستمرة نبعت من اهتمامات الأطفال، ليجتهد كل منهم وكمجوعة في خلق المعاني وليس استهلاكها لنتناقش فيها لتعميق فهمنا عن الحياة وبهذا نخفف الإحساس بالغربة والاغتراب، أمران قد يميزان بحدة الواقع الذي نعيش به على الصعيد السياسي والاجتماعي والفردي".

وأكدت خاسكية: "شكلت لنا 'أرضنا' على حد تعبير الأطفال الذين شعروا بالانتماء للمكان والمجموعة، بمثابة حي/ حارة يسكنه الأهالي الصغار ويعملون ويلعبون ويتأملون به والأهم يحبونه. من الصعب جدا تفسير ما هو جوار في الطبيعة. فالحديث هنا ليس عن نموذج واحد يتنقل من مجموعة لأخرى كما يحدث الآن في مدارسنا عبر تطبيق مناهج التعليم دون مراعاة لكينونة الطفل وحاجاته والضرورة في التواصل مع وما حوله. وإنما جوار هو فعل حب لطفل، اسمه نبيل، يختار بشكل مستقل التسلق على الشجرة لالتقاط حبة البرتقالة وليس ضربها بالعصا خوفًا من إلحاق الأذى للشجرة. جوار هو مساحة تتساوى فيها أنفسنا دون تنافس ودون معايير خارجية تعرفنا بحسب ما قد حققناه أو لم نحققه (الفشل والنجاح) وبهذا بدأنا بخلق نسيج اجتماعي بيننا يعتمد على رؤيتنا لأنفسنا كمجموعة تنمو ككائن عضوي حي عبر تفاعلات داخل المجاورة ومع الطبيعة من حولها دون وسيط خارجي (سلطة المعلم أو منهاج)، فعملنا بحرية ومسؤولية في الأرض ولعبنا وتعلمنا الكثير عن أنفسنا وعن أسس الزراعة من خلال السؤال وليس الجواب".

وأشارت إلى أنه "من خلال السؤال النابع من عقل وحس الطفل تكمن له/ا الفرصة في التحرر بفكره/ا وخياله/ا والتعبير عنه دون رهبة. كسؤال شمس، عمره 8 سنوات والذي سأل 'كيف بإمكان شيء صغير كبذرة أن تحقق شيئا كبيرا فتنمو لتحقق أمرا كبيرا؟" أو سؤال مجدل، عمرها 6 سنوات عن السبب لزراعة نبتة الشيح خارج إطار مسكب الزراعة. كانت لنا أسئلة الأطفال مصدر إلهام ونقطة بداية لخوض نقاشات فلسفية جاءت ليس بهدف دعم فكرة أو رأي وإنما لتحسين وتعميق الفهم عن الذات والحياة والإصغاء للآراء والأصدقاء عبر مواجهة الأفكار والمعتقدات من خلال تكونهم كمجموعة بحث، وكانت لنا الطبيعة مصدر إلهام نتعلم منه. مثال لذلك حين قمنا بتنبيت البذور في كاسات الزراعة وبعدها أردنا نقلها للزراعة في الأرض. وحين محاولتهم لإخراجها تكسرت سيقان الأشتال في أياديهم، وفي ذات اليوم حين جلسنا في المجلس الدائري تحت ظلال شجرة الزيتون وحين سألتهم عن أسباب عدم إصغائنا الواحد للآخر؟ أشار طارق إلى أنه منفعل من المكان وحقيقة تناوله لخضراوات زرعها هو، وأما شمس فنبّه إلى أن عدم إصغائنا الواحد للآخر يشبه محاولتنا لزراعة الأشتال. لم ننتبه بأن سيقانها ضعيفة فكسرناها. وحين لا نصغي للآخر في الدائرة، ربما نضايق من يتحدث".

 

التعليقات