11/04/2020 - 23:12

الخليل: طفل يتبرّع بالخبز للمحتاجين في ظلّ كورونا

بادر طفل في الحادية عشرة من عمره، في قرية الصرة، جنوبيّ غرب مدينة الخليل حديثًا، دخل الطفل إلى مخبز القرية الرئيسي، واشترى 100 رغيف خبز، ووضع صندوقيّ الخبز، في منطقة عادة ما تكون مكتظة بالمارة، وكتب أعلاهما بخط عريض "هي

الخليل: طفل يتبرّع بالخبز للمحتاجين في ظلّ كورونا

(أ ب أ)

بادر طفل في الحادية عشرة من عمره، في قرية الصرة، جنوبيّ غرب مدينة الخليل حديثًا، للتبرّع بالخبز للمحتاجين، إذ اشترى الطفل 100 رغيف خبز من المخبز الرئيسي بالقرية، ووضع صندوقي الخبز، في منطقة عادة ما تكون مكتظة بالمارة، وكتب أعلاهما بخط عريض "هي للمحتاج دون مقابل.. خذ حاجتك وانصرف، واترك لغيرك حاجته"، وغادر المكان.

وبدأت حملات ومبادرات العطاء الفردية أو الجماعية مؤخرًا، مع ظهور فيروس كورونا في أراضي السلطة الفلسطينيّة، لتعزيز صمود المواطنين، خاصة الأسر الفقيرة، في ظل حالة الطوارئ والإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها الحكومة للحدّ من انتشار الفيروس.

وأخبر بعض الأفراد مالك المخبز، حسين محمد المشارقة بالحادثة، ليعود إلى كاميرات التسجيل للتعرف على هوية الطفل، لكنه لم يستطع التعرف على ملامحه، وبقي يسأل في المحيط عنه دون جدوى، فلم يستطع أحد رؤيته عند دخوله المخبز سوى من يعملون فيه، لذا بقيت هويته مجهولة.

وقال المشارقة إنّه "فوجئت بفعل الطفل، دخل إلى المخبز ودفع ثمن ما اشتراه وخرج دون أن يتفوه بكلمة، حتى إنني لم اعرفه، وفضولي دفعني للعودة إلى تسجيل كاميرات المراقبة، للتعرّف عليهِ لكني لم أستطع، ومن يعملون برفقتي في المخبز ومن يجاوروننا لم يستطيعوا التعرف عليه أيضًا، لكن يكفي أن نقول إن هذه هي مكارم الأخلاق التي يجب علينا أن نزرعها في أطفالنا".

وأضاف أنه "استوقفني الموقف وغمرني شعور من الفرح أنا ومن حولي، ولو كنت أعلم أنه سيقوم بذلك لقدمت له الخبز دون مقابل، أو بثمن أقل من التسعيرة".

وأشار إلى أن "وباء كورونا هز العالم بأسره، لذا لا بد أن نخرج منه بكثير من العبر، ومنذ بداية انتشاره ونحن نشهد فضائل في شعبنا وتراحم، كل منا يبحث عن فقراء ليعطيهم ويقدم لهم ما يستطيع، يتفقد حال أحبته وجيرانه وأهل بلده، المحبة والإخاء بين الناس في هذه الظروف العصيبة".

وتابع المشارقة أنه "رغم أنني مدرس متقاعد في اللغة العربية، إلا أن هذا الطفل علمني وعلم كل من سمع عنه، درس في الحياة والعطاء والقيم". مضيفًا أن " الفضائل لا تحتاج لكاميرات وعدسات تصوير، هي بين العبد وربه أجمل، لتبقى بعيدة عن الرياء والنفاق".

وقامَ المشارقة باقتطاع مقطع فيديو قصير من كاميرات المراقبة يوضح ما قام به الطفل، ونشره على صفحتهِ الشخصية في موقع "فيسبوك"، ليعلم أهل القرية أن الطفل هو صاحب المبادرة، وليكون قدوة لغيره من الناس والأطفال.

ويذكر المشارقة أن أهل قرية الصرة يمتازون بالبساطة، ويعتمدون في عيشهم على قطاعي الزراعة وتربية الماشية، غير أن البعض منهم يعملون داخل أراضي عام 1948.

التعليقات