31/07/2014 - 14:27

الحاجة للمقاومة في ظلّ الاستعلاء الاسرائيلي-الصهيوني/ وسيم حجو*

ما هو شكل المقاومة الفلسطينية المطلوبة اليوم ؟ هذا أكبر نقاش يدور في رأسي في الأيام الأخيرة، أنا شخصيًا ضد العنف، ولكن هذا غير مهم حاليًا، السؤال المهم بنظري حاليًا هو إذا ما كانت طريقة النضال غير مسلحة وسلمية، هل سيرفضها الفلسطينيون، الجواب واضح، لا.

الحاجة للمقاومة في ظلّ الاستعلاء الاسرائيلي-الصهيوني/ وسيم حجو*

ما هو شكل المقاومة الفلسطينية المطلوبة اليوم؟ هذا أكبر نقاش يدور في رأسي في الأيام الأخيرة، أنا شخصيًا ضد العنف، ولكن هذا غير مهم حاليًا، السؤال المهم بنظري حاليًا هو إذا ما كانت طريقة النضال غير مسلحة وسلمية، هل سيرفضها الفلسطينيون، الجواب واضح، لا.

لننظر سويًا للحقائق، بدأ العالم بالاهتمام بالقضية الفلسطينية ومتابعتها فقط بعد مقاومة غير سلمية وباسلة، لم يطرح يومًا موضوع الاحتلال أو الحصار على غزة في الشارع الإسرائيلي إلا أثناء الحرب الأخيرة، لذلك إذا كان هدفنا إيصال رسالة للعالم عن القضية الفلسطينية لا مفر لنا من مقاومة تزعزع الشارع الإسرائيلي لتلفت الانتباه.

لنثبت ذلك نفحص مثالًا على نهج سلمي، أبو مازن، رئيس السلطة الفلسطينية الذي يحاول بشتى الوسائل السلمية، هل حصل على مبتغاه من المفاوضات ونهج غصن الزيتون المتخاذل؟ لا لم يحصل على أي شيء من الأهداف التي صرح أنه ينوي التوصل إليها، لم يحقق أي اتفاقية سلام ولم يتوقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية، ولم تتوقف الاعتقالات التعسفية ولا الاعتقالات الإدارية، وكل هذه كانت ضمن أهداف محمود عباس بطرقه السلمية.

علينا كفلسطينيين استيعاب الحقيقة أن المقاومة السلمية فشلت، وأن المقاومة العنيفة والهوجاء بدون اتزان ولا تخطيط فشلت أيضًا، لذلك علينا ابتكار طريقة نضال جديدة مدروسة ومجدية، تدمج بين الطريقتين المذكورتين. لكن علينا تذويت حق المقاومة كواجب في داخلنا.

حتى نوصل تلك الرسالة للعالم، كثير من الأمور علينا أخذها بعين الاعتبار والتعامل معها بحذر وحرفية لتخطيها في سبيل الوصول لمبتغانا، أولها  التعامل مع فئة المتأسرلين والمقتنعين بالرواية الإسرائيلية على اختلاف انتماءاتهم القومية وجنسياتهم، التي تقول إن إسرائيل لا تقتل المدنيين ولا غاية لهم بقتلهم، هذه المجموعة يمكن مواجهتها ودحض ادعاءاتها بالحقائق من العدوان الأخير، ما يربو على 1200 شهيد مدني في غزة أكثر من ربعهم أطفال.

سنواجه أيضًا أولئك الذين يتشدقون بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وعن وجودها، هذا أيضًا ادعاء سخيف يمكن مواجهته بالحقائق، بداية الحرب كانت من جانب إسرائيل وباعترافها، بعد أن اتهمت حماس بخطف ثلاثة مستوطنين بدون دليل او حتى دافع، رغم إنكار حماس وعدم علاقتها بالقضية، لكن إسرائيل اصرت على اتهامها والسبب الأساسي هو ضرب حكومة الوفاق الوطني، وإخراج حماس من الضفة الغربية.

والادعاء الأخير هو أن إسرائيل لا تريد قتل الأبرياء والمدنيين لكن حماس تختبئ خلفهم وتطلق الصواريخ من المدارس والمشافي والمساجد، لا يمكن تصديق ادعاء كهذا بالنظر لتاريخ إسرائيل، العصابات الصهيونية قتلت وهجرت الملايين من أبناء شعبنا منذ عام 1948 حتى اليوم، حاصرت 1,8 مليون إنسان في قطاع غزة منذ 9 سنوات، ولا تزال تستبيح ما تبقى من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية ببناء المستوطنات بالتضييق على سكان القرى ومصادرة أراضيهم، وهذا قسم بسيط من ممارسات الاحتلال.

يأتي كل هذا في سبيل تسويق رواية إسرائيل ودور الضحية التي تحاول اتقانه لتكتسب شرعية لكل أعمالها الفاشية والاستعمارية، وسط صمت عربي ودولي علينا كسره بتحركنا وفق استراتيجية على أرض الواقع مصحوبة بإعلام قوي، خاصة في ظل التكنولوجيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي التي يمكن لنا عن طريقها إيصال صوتنا ورسالتنا للعالم أجمع، عن العدوان الحالي وكل التاريخ.

لذلك علينا التجند سويًا ونشر حقيقة ما يحدث، لن نسمح لأحد بقلب الصراع وتسويقه على أنه بين حماس وإسرائيل، هذه هي البروباغندا الصهيونية بعينها، وضع حماس على لائحة الإرهاب واكتساب شرعية قتل الأطفال والنساء والمدنيين بحجة محاربتها، لن ينسى أحدنا أن حماس ليست وحيدة في غزة، حماس تساندها كتائب مقاومة باسلة تتبع فتح والجبهة الشعبية وغيرها من الفصائل، حماس ليست وحيدة في الساحة فمعها كل شعبنا في الضفة والداخل والشتات.

لا يجب علينا تبرير أعمال حماس، ولا الدفاع عنها فهي ليست في خانة المتهم، وحماس ليست تاريخ المقاومة الفلسطينية وحدها، صحيح أنها الجزء الأكبر والأهم في المرحلة الحالية، ولكننا شعب ذو تاريخ عريق ولا ينسى أيقوناته وأبطاله، لن ننسى أبو عمار وأبو جهاد وأبو إياد، لن ننسى جورج حبش ولا ليلى خالد ولا وديع حداد، لن ننسى عزمي بشارة أو توفيق زياد، حماس، الشعبية، فتح، الجبهة، التجمع، أبناء البلد، الحركة الإسلامية بشقيها، كل هؤلاء ممثلون لشعب فلسطين، كل هؤلاء مع حق الشعب بالمقاومة والتحرر، كل هؤلاء مع أهلنا في غزة وحقهم في المقاومة والحياة على اختلاف أيديولوجياتهم ورؤيتهم وتوجههم السياسي.

طريقنا الوحيد هو المقاومة، كل حسب موقعه وقدراته، علينا تذويت واجب المقاومة في داخلنا، مقاومة الاحتلال والروح الانهزامية، التعامل مع المحتل كمحتل وليس كمؤسسة تمنحنا الهبات والعطايا، التعامل على أننا أصحاب الأرض الأصليين ولا نثقل كاهل أحد، لا أدرى أي الوسائل هي الأنجع للمقاومة، لكن ما انا واثق منه أن علينا أن نقاوم. 

التعليقات