31/07/2014 - 15:27

ولادة/ رازي نابلسي

قد يكون الإنسان الثابت أكثرهم غباء، نعم أنا لا أُخفي عليكم حقدي وغضبي على مجتمعات تقيّم الثابت بلا أي مراعاة لما قد تمر به هذه الكتلة اللحمية من تراكمات، أيام وسنوات من التطوّر. من الغباء أن تبقى ذات الصورة عن ذات الإنسان في مخيِّلتنا وتعاملنا رغم أنه من الممكن، ومع التشديد على "من الممكن"، أن يكون هذا الإنسان أذكى من أن يكون ثابت. لا أخفي عليكم حبّي للإنسان.

ولادة/ رازي نابلسي

قد يكون الإنسان الثابت أكثرهم غباء، نعم أنا لا أُخفي عليكم حقدي وغضبي على مجتمعات تقيّم الثابت بلا أي مراعاة لما قد تمر به هذه الكتلة اللحمية من تراكمات، أيام وسنوات من التطوّر. من الغباء أن تبقى ذات الصورة عن ذات الإنسان في مخيِّلتنا وتعاملنا رغم أنه من الممكن، ومع التشديد على "من الممكن"، أن يكون هذا الإنسان أذكى من أن يكون ثابت. لا أخفي عليكم حبّي للإنسان.

والإنسان، هو من استطاع أن يتطوّر. من القرد، أو الحمار أو البغل يا بغل.
في حال النظر إلى أي انسان، مع التشديد على "إنسان" كصورة ثابته لا تتطوَّر، يغدو لا يختلف عن لوحة قد تُعجبنا فنُعلّقها على حائط ثابت آخر لتبقى الدهر كله، أو لحين يرحمها التاريخ، فتُعجبنا لوحة أخرى، نحملها، لنقم بتعليقها مكان الثابت السابق.

هنا يسكن الفرق بين الثابت، والإنسان.

وهنا يكون الصديق، يسكن في ال لّا ثابت، بتراكمات وحياة وذكريات. تقبل التطوّر وتواكبه، ويقبلها التطوّر فلا تتغيّر مع صديق أجمل، ولا تتحمّل غباء الثابت.
في الصداقة، يحملك، تحملك صداقتك لتتحمّل وتكن عاملًا مساعداً، تُطوِّر ما وجب.

تطويره من الصديق وتحيا لتتلائم، بتبادُل تُساعِد فتُساعَد.
هذا النص الذي هو في غاية الّا نصيّة، هدية.
هدية قد تكون لا طبيعيّة، هدية نابعة من معركتي الحالية مع عزرائيل، ففي هذه اللحظات، تُفارق روحي جسديّ. سكرات الموت تحبس على رؤيتي، وروحي قد ملّت من مسكنيّ.

أرفع رأسي لأكتشف، أن كل من في هذا المكان قد غادروا، وتركوني.
بسكون، تخرج روحي من مسكنها، وتدخل روح جديدة، وبقدر كاف من الطمأنينة تقول: هنيئاً لك يا مسكنيّ، فرب الكون قد أمر، بولادتك الجديدة.

التعليقات