08/03/2012 - 15:27

وغدًا يُؤذّنُ بالعبريّة.. / مجد حمدان

لأنه إذا لم نفعل ذلك، وبقيت "الشبيبة العاملة والمتعلمة" تتواجد وتنشط في بلداننا، فقد يعود هؤلاء الأطفال لرفع العلم الإسرائيلي في يوم الاستقلال، وربما قد يؤذن هذا الشيخ بالعبريّة في يوم من الأيام..

وغدًا يُؤذّنُ بالعبريّة.. / مجد حمدان

- مجد حمدان -

"أتيتُ الشامَ أحمل قرط بغداد السبيّة، بين أيدي الفُرس والغلمانِ مجروحًا على فرسٍ منَ النسبِ، قصدتُ المسجدَ النبويّ لَم أعثُر على أحدٍ منَ العربِ، فقُلتُ أرى يزيدَ لعلّهُ نَدِمَ على قتلِ الحُسين، وجدتهُ ثملا وجيشُ الروم في حلبِ، فرشتُ كرامتي البيضاء في خمّارة الليلِ، صلّيتُ الشجى، وقرأتُ الفاتحةَ على الشُهداء بالعبريّةِ الفُصحى.. فضجَّ الحانُ بالأفخاذِ والطَرَبِ" (مظفر النواب)

 

 

- الشيخ في ندوة عن "قيم الإسلام" بتنظيم الشبيبة العاملة والمتعلمة -
 
"قيم وأخلاق الإسلام".. كان هذا عنوان محاضرة لشيخ دعويّ في نادي "الشبيبة العاملة والمتعلمة" في إحدى القرى العربية في الداخل!

لم يجد هذا الشيخ أي سبب أو حاجز يمنعهُ من إلقاء هذه المحاضرة "الإيمانية الهادفة" (كيف ما ذُكر) في هذا النادي، وقد ساهم هكذا في جعل وجود النادي شيئًا طبيعيًا وليس غريبًا ودخيلًا على البلد.. وهكذا هو الان، تتواجد وتشارك بفعالياته العديد من الأطفال والشباب وخصوصًا طُلاب المدارس.
 
هذه الصورة تستفز كل شاب فلسطيني رافض لكل أشكال الأسرلة والتخاذل، وهو يرى هؤلاء الأطفال يضللون وتشوه هويتهم و"يسرقون" من شعبهم الفلسطيني.
 
بعد محاولات المؤسسات الإسرائيلية المتواصلة لتدمير الحراك الوطني في مجالس الطلاب القطرية والمحلية، فهي تُكثف الآن من محاولات عملها بين الشباب ودخولها للمدارس (في الوقت الذي يُمنع بهِ اتحاد الشباب الوطني من دخولها!)، وهي لا تعمل لوحدها، فهنالك ما يكفي من الانهزاميين والمتواطئين العرب لإنجاح هذه البرامج المؤسرِلة.
 
الشبيبة العاملة والمتعلمة، هي المناخ الأمثل لاحتلال شخصيّة الشاب العربي، وتخريجه بنفسيّة مهزومة، مؤسرلا وفاقدًا لهويته ومنفصلا عن هموم شعبه وبلده.. وهذا هدف الاحتلال، إعادة إنتاج صورة العربي الإسرائيلي التي كسرناها في السابق.
 
لا يُعقل، في ظل هذا الحراك الوطني الشبابي القائم، أن نرى مثل هذه المظاهر، لذلك يجب أن نُطلق نحن، الشباب الفلسطيني (لا أن ننتظر لجنة "المتابعة") وخصوصًا طُلاب المدارس، حملة لمقاطعة هذا الإطار المؤسرل، ونعمل على إخراجه من مدارسنا..
 
لأنه إذا لم نفعل ذلك، وبقيت "الشبيبة العاملة والمتعلمة" تتواجد وتنشط في بلداننا، فقد يعود هؤلاء الأطفال لرفع العلم الإسرائيلي في ما يسمى بـ"يوم الاستقلال"، وربما قد يؤذن هذا الشيخ بالعبريّة في يوم من الأيام.. 

التعليقات