08/02/2013 - 18:49

مبادئنا ليست للبيع/ أزهار عويضة

الطفل الفلسطيني يُناجي الطفل السوري قائلاً: باعوني قبلك، شردوني عن وطني قبلكَ، قتلوا أبي قبل أبيكَ، هدمو حلمي منزلي مستقبلي قبلكَ، أتظن يا خليلي من باع القدس سيشتري لك كرامة دمشق يوماً ما؟ لا تنتظر فمن باعنا لأجل خاطر إمرأة لن يشتريكَ ويشتري كرامة وطن.

مبادئنا ليست للبيع/ أزهار عويضة

أزهار عويضة

قال كارل ماركس مرةً: "إذا أردت أن تكون تافهاً، فما عليكَ إلا أن تُدير ظهركَ لهموم الأخرين".

دائماً تذكر وأنت تجلس بالقرب من مدفأتِكَ بأن هناك من إتخذ الثلج سريرا والغيم الماطر غطائاً من أطفال نساء رجال وشيوخ، دائماً تذكر وأنتَ تجلس على مائدتِكَ بأن هناكَ من يأكل رغيفه صبحاً ظهراً ومساءاً بدماء ذويه، تذكر ضميركَ النائم وأيقظه، ألم يحن موعد الصحوة بعد في صفحتكَ؟

رسالتي إنسانية وقضيتي الوطنية جزء لا يتجزأ من رسالتي الإنسانية، فمن صغري وضعت مبادئي صوب عيني ومشيت بطريقي حسبها وما زلت أُصارع لأجلها بمجتمع غلبه المشروع الصهيوني وأسرل عقله الباطني.

منذ شهر أرسلت لي جهة تُدعى "منتدى الراوي" ببيت الكاتب في دالية الكرمل، بأنهم يسعون لمشروع وقفة تضامن  ضد المذابح التي تُمارس ضد الشعب السوري.

أطفال سوريا الذين يُذبح منهم العشرات في كل يوم، وألاف يُسجلون بالسجلات المدنية بأنهم أيتام الأب ومنهم الأب والأم والأقارب ايضاً، أطفال سوريا المدمَرين معنوياً ومادياً. رحبت بالمشروع وبرحابة صدر تطوعت بمساعدتهم للتنظيم لذلك، فهذا أقل ما يُمكن أن نفعله من اجل شعبنا في سوريا، إعتقدت بأنه مشروع انساني عظيم، ولكن مع الأسف خذلوني فإكتشفت بأنه مشروع مصلحة ومنابر فأنا لست من أصحاب الباحثين عن المنابر، إكتشفت بأنه صفقة صهيونية بأمتياز والمشروع بات لصالح اسرائيل، بمجرد أن  تكتشف بأن في البرنامج سيشارك أعضاء كنيست من أحزاب صهيونية، وكتاب يهود، ويُطلب منك أن تُقدم كلمتكَ قبل مهرجان التضامن حتى تتناسق مع عقل المُنظمين حتى لا تتطرق لجملة تُهين فيها ضيوفهم الصهاينة، وتمنع من القاء كلمتكَ ويُطلب منك تغييرها لأنها تُهين جهتهم الصهيونية، حتى لو لم تكن ذكياً ستفهم بأنها صفقة لصالح اسرائيل.فطبعاً فوراً تراجعت ورفضت التضامن معهم لأن هذا الموقف لا يتماشى مع مبادئي الإنسانية والفكرية ومع ضميري.

انا و الرفاق رأفت آمنه جمال وميسان حمدان وأجود زيدان ونرمين هلون ورأفت حرب، والرفاق في الجولان العربي السوري المحتل رفضنا المشاركة بهذا التضامن ليس لأننا مُتأمرين كما ادعى بعضهم، فنحن متضامنين مع الطفل السوري والشعب السوري من بداية الثورة الشريفة في سوريا، متضامنين روحياً وقلبياً وعقلياً وفكرياً.

لكن عدم مشاركتنا نبع من أنَّ الموقف لا يتماشى مع مبادئنا الإنسانية والفكرية والوطنية، لأننا أصحاب ضمائر صاحية رافضة للإحتلال والذل والمهانة بمختلف أنواعها، لأن قضيتنا قضية حق،فلذلك رفضنا وقوفنا بجانب تُجار الدم الفلسطيني في موقف إنساني يخص الشعب السوري وسوريا الحرة،فسؤالي لكل من شارك في هذا الموقف من كتاب وأُدباء يهود وعرب وأعضاء كنيست، البارحة إسرائيل كانت تسفك الدماء في غزة وتُمارس شتى أنواع الظلم ضد الشعب الفلسطيني والطفل الفلسطيني ولم أرى منكم أي موقف يُعبر عن إستيائكم للقضية، وراح أكتبها بالعامية "ولا عندكو الإنسانية بتخص ناس وناس حسب مصالحكو الشخصية"؟
عن أي موقف انساني تتحدثون ؟

الطفل الفلسطيني يُناجي الطفل السوري قائلاً: باعوني قبلك، شردوني عن وطني قبلكَ، قتلوا أبي قبل أبيكَ، هدمو حلمي منزلي مستقبلي قبلكَ، أتظن يا خليلي من باع القدس سيشتري لك كرامة دمشق يوماً ما؟ لا تنتظر فمن باعنا لأجل خاطر إمرأة لن يشتريكَ ويشتري كرامة وطن.

في حديثٍ لي مع رفيقي الأسير المحرر وئام عماشة إبن الجولان العربي السوري المحتل، قال لي:
" نرفض مشاركة تُجار الدم الفلسطيني بموقف تضامني مع ثورتنا السورية، وقوف هؤلاء بموقف داعم لثورتنا يُضعفنا لا يُقوينا، بأماكن كثيرة لا نراهم يختلفون عن مُجرمي النظام، ومن يُريد أن يقف بوجه الظلم في سوريا عليه أن يقف ذات الموقف في فلسطين، لا أن يكون المجرم أو أداة الجريمة في فلسطين هو ذاته المدافع عن الضحية في سوريا، هذه ثورة كرامة بالرغم من كل المحاولات الساعية لحرفها عن مسارها، ومُشاركة بعض الوجوه المعروفة بدعمها للبطش الصهيوني بحق شعبنا الفلسطيني، بموقف مُتضامن مع أطفال سوريا ما هو إلا صفقة أُخرى من المُتاجرة بدماء الشعوب الساعية للحرية".

وأنا أقول نهايةً خسئتم! مبادئنا ليست للبيع ولا ضمائرنا، فثورتنا العربية في كل العالم العربي ثورة كرامة، لن ندنسها بأي تدخل أجنبي في شؤوننا العربية، تحية فلسطينية من القلب إلى كل أحرار سوريا من رجال ونساء وأطفال.

التعليقات