06/08/2013 - 16:23

لن يـمــــر.../ رأفت عوايشة

أفضل اللحظات كانت تلك وقت المحاكمة حيث إجابتنا على كثير من الأسئلة أهمها " هل يعلم من بالخارج أننا هنا ؟ " "ماذا سيقول أهلنا وأصدقاؤنا وما موقفهم مما حدث معنا ؟ " " ما الخطوة القادمة ؟ " " ماذا حصل بعد اعتقالي ؟" والعديد من الأسئله أجابتها تلك الساعه التي قدمت لنا الاتصال الوحيد بالعالم الخارجي وكان الجواب " نحن معكم فخورون بكم "

لن يـمــــر.../ رأفت عوايشة

رأفت عوايشة لحظة الاعتقال خلال يوم الغضب 7.15 (تصوير أيوب أبو مديغم) -

تلك التجربة بين الضرب والاعتقال  حتى معانقة الأهل والأصدقاء خارج أسوار السجن , بين الألم والكآبة والملل الى الضحك من القلب والفرح والابتسامة الكاملة وتلك اللحظات التي غيرت  سير المظاهرة السلمية  وكانت الباب الى صدمة لم تكن في الحسبان أبعدتنا عن الواقع الذي نعيش فيه يوميًا وأدخلتنا واقعًا جديدًا نراه فقط في الأفلام .

لم يكن الأسلوب الذي تعاملت الشرطة فيه مع المتظاهرين متوقعًا ذلك العنف المليء بالحقد والعنصرية والتعامل الحيواني مع الشباب والفتيات والقاصرين حيث لم يقتصر العنف على لحظة الاعتقال، وهو الجزء الظاهر من العملية لكنه استمر في سيارات الشرطة وأثناء التحقيق من محاولة استفزاز وضرب وشتم, كانت أصعب اللحظات هي تلك التي تشعر فيها أنك وحيد ومعزول عن العالم الخارجي وهو المفعول الطبيعي لل " سجن " وكان الدواء لها هو الوحدة والصداقة التي تأسست بين المعتقلين  في التحقيق والزنزانة ,  التفكير في الساعات القادمة وهل سنقضي ليلتنا في بيوتنا أو في مكان آخر, في المظاهرة التي أخذنا منها ولم نشهد نهايتها في منظر وشكل الشبان الذين تم التنكيل بهم والاعتداء عليهم وكل تلك اللقطات الخارجة عن المألوف، بالنسبة لنا لأنها بالفعل المرة الأولى التي يتعرف فيها جيلنا في النقب على مبدأ الاعتقال السياسي أو الإعتقال على خلفية التظاهر , القياديون الذين تركونا والقياديون الذين بقوا بيننا وعانوا مثلنا، وشريط من اللقطات يمر امام عيون من هم في" الزنزانه " وهي عالم بحد ذاته , مخطط برافر وهل تقدمنا خطوة في طريق النضال ضده أم أننا"خربنا الدنيا " حين اعتقلنا و " صعدنا النضال " .

كل تلك الأفكار والهواجس بالرغم من حدتها بيننا  " مساجين المظاهره "كانت خالية من أي ذرة ندم ولم تحتوي على أي مقدار من الحزن السلبي  " متى المظاهرة الجايه " ؟ سؤال مضحك طرح كثيرا في الزنزانه و " السجن للرجال " عبارة ساخرة تكررت بيننا مصاحبة لضحكات شبابية على أمل الخروج السريع من هذا العالم غير المألوف لنا.

أفضل اللحظات كانت تلك وقت المحاكمة حيث إجابتنا على كثير من الأسئلة أهمها " هل يعلم من بالخارج أننا هنا ؟ "  "ماذا سيقول أهلنا وأصدقاؤنا وما موقفهم مما حدث معنا ؟ " " ما الخطوة القادمة ؟ " " ماذا حصل بعد اعتقالي ؟"  والعديد من الأسئله أجابتها تلك الساعه التي قدمت لنا الاتصال الوحيد بالعالم الخارجي وكان الجواب  " نحن معكم فخورون بكم " 

ضرب وسجن وشروط تعجيزيه حتى لا نشارك في مظاهرات المرة القادمة لم تزد 15 شابًا وفتاة إلا إصرارًا على الوقوف في الصف الأول في المظاهرة القادمة, خاصة بمرافقة البسمة التي زرعت على وجوه الأهل لحظة التحرر من الأسر وحين السماع عن التضامن والتكاتف الذي حظيت به قضيتنا من أهلنا في البلاد من سخنين وأم الفحم والناصرة وغيرها  فأصبحت الرسالة أن جهود شرطتكم ومحاكمكم وسجونكم ضاعت سدى.
 

التعليقات