في سبيلِ حراكٍ أفضل/ عامر قحاوش

      لا شك أنك تزداد فخرًا يومًا بعد يوم ومظاهرة تلو الأخرى لكونك ميقنا أن قضية برافر أصبحت قضيه أساسيه على الأجندة الوطنيه للمجتمع الفلسطيني في الداخل وأصبحت فعلا تأخذ حيزاً أوسع من الحيز الذي كانت تشغله في البدايه، بحيث نجحت القوى السياسية الفاعلة والحركات الشبابية الوطنية في ترسيخ المفهوم بأن برافر لا يخص النقب وحده، وأنه لن يتوقف هناك. فتلاحظ في المظاهرة الأخيرة في عرعرة/عارة  مثلا أن اعداد المشاركين آخذة في الإزدياد وتجاوب الناس يكبر أكثر. وتلاحظ أيضا أن التلاحم والإنسجام بين المتظاهرين يعكس فعلا انتماءهم الوطني والأخلاقي لقضيتهم الواحدة والتي تتلخص في محاولة منع مخطط برافر أن يمر.

كل ما ذكر أعلاه كلام جميل ونأمل فعلا أن يستمر بشكل إيجابي. لكن أعتقد أنه يجب علينا أن نصنع تغييرا معيناً في مظاهراتنا وتظاهراتنا كي تصبح انجع وكي تحقق هدفها بشكل افضل. اذ انه يجب على التظاهره ان تلتزم ببرنامج معين وفي توقيت محدد للبدايه وللنهايه ايضا. خلال هذا الوقت نقوم برفع اللافتات والهتاف من اجل تسجيل موقف جئنا جميعًا من أجله، نقوم بتطبيق برنامج متفق عليه مسبقاً.

فلا يعقل أن ننتظر حتى تتشرذم التظاهرة عبر الغاز المسيل للدموع – ليس خوفاً منه، فاستنشاقه زادني وزاد آخرين كثرين  إصراراً على المشاركه في الحدث القادم – لكن لأني أُفضِلُ أن لا ننجر وراء المندفعين منا بشكل غير مسيطر عليه لقلة الخبرة الموجوده عندهم، أو وراء المستعربين الذين دفعوا التظاهره نحو الاشتباك العنيف وفي نهاية المطاف إلى اعتقال 20 متظاهرًاً ولتفريق التظاهرة عبر الغاز المسيل للدموع، فنكون قد ساهمنا في ردع مَن يجب أن يشاركوا في التظاهرة القادمة مِن أن يشاركوا حرصاً منهم لعدم التعرض لشيء مشابه,

طبعا أنا لا ألقي اللوم على أحد وأعرف أنه في التظاهرة الآخيرة تم اعتقال أغلب المنظمين، وبناء عليه ما كان إلا أن فقدت التظاهرة السيطرة على نفسها بشكل أو بآخر. لكني أكتب هذا لأني أرى أنه يجب على المجموعه المبادره لهذه التظاهرات أن تضع برنامجاً كما ذكر أعلاه، ويا حبذا لو شاركناهم نحن أيضا في إرسال مقترحات عبر شبكات التواصل الألكترونيه، من أجل أن تحقق التظاهره القادمة هدفاً أكبر وتكون ذات صدى وزخم أوسع.