26/12/2013 - 11:51

كراكوز إعلام / أحمد حمدان

فمهما ساءت واشتدّت الرائحة الكريهة المنبعثة فإنّ لهذا الشخص القدرة في كل مرّة أن يجعل لك الأمور أشدّ سوءًا، فدائمًا ما يبعث لك برائحة أشدّ كراهة، وبهذا تكون الرائحة الكريهة المنبعثة من ما تفضّل هذا الأخ هي الطاغيّة المسيطرة وصاحبة الأثر الواضح والصارخ في المنطقة، ومهما كان الحال فمن المستحيل تجاهلها، بل وتزيل من أنفك كل الروائح الكريهة السابقة وتنسيك اياها حتّى أنّك لا تستشعر وجودها بشكل عفوي وتلقائي، فيصبح في مقدوره أن يرفع ويخفّض من شدّة الرائحة وتردّد موجاتها، بل وأكثر عن ذلك.. فهو الآن في مقدوره (بلا حسد) التحكم في معدتك، يستطيع -متى يشاء- أن يجعلك تتقيأ... وإنّه لقادر -حفظ الله قدراته الفذّة- أن يقلب لك بيت الراحة إلى بيت عذاب.

كراكوز إعلام / أحمد حمدان

أحمد حمدان

كُلنا يعرف جيدًا هذا النوع من الناس - يتميّز عادة بالخبث - الذي يحب أن يفرض سيطرته في كل مطرح، هذا النوع أو الصنف -إن أجيز القول- مُيقن ومقتنع أشدّ اقتناع بأنه من الواجب عليه.. بل وملزم  ليس فقط أن يترك بصمة، وإنما أن تكون بصمته الأكثر وضوحًا من بين البصمات، وحين ينجح بذلك... فإن هذا النوع يستحوذ كليًا على ال"منصّة" وتاركًا "الصفر" ل"أصفار" حوله، أي أن لحظة وجوده بين مجموعة من "الأصفار" فإنّك تشعر إنه طاغٍ ومسيطر على المجموعة، سيطرة شاملة، بمعنى أنه قادر -بفضل سيطرته- أن يرفع ويخفّض نسق ورتم فاعليّة وتفاعل المجموعة كيفما يشاء.

ان هذا النوع يخفي حتّى الزوال بعباءة السيطرة خاصّته تأثير باقي أفراد المجموعة حتّى لو كان أحد أفراد المجموعة لديه تأثير مميّز بعض الشيء، أكثر من الصفر قليلا. إن سطوة هذا النوع ملاحظة من أيٍ كان وواضحة كل الوضوح ولا يستطيع أحد انكارها أو تجاهلها، بَل ويجبرك على تجاهل تأثير ونسيان أثر وبصمة البعض الآخر من أفراد المجموعة بشكل عفوي وتلقائي بفضل تأثيره وأثره الطاغي على الجميع، وإن حاول أحدهم منافسته فهذا الصنف لا يعنيه مدى تأثير منافسه فهو دائمًا الغالب.

كم أمقت هذه الفئة، هي ذات الفئة (تشابه حتّى التطابق وتقاطع حتّى التساوي) التي تستشعر وجودها في -أجلكم الله- بيوت الراحة، رغم أنّك لا تراهم، لكن أثناء تواجدك هناك فإنّك تيقن وتسلّم أنَّ  أحدهم موجود هنا...

ومهما ساءت واشتدّت الرائحة الكريهة المنبعثة فإنّ لهذا الشخص القدرة في كل مرّة أن يجعل  لك الأمور أشدّ سوءًا، فدائمًا ما يبعث لك برائحة أشدّ كراهة، وبهذا تكون الرائحة الكريهة المنبعثة من ما تفضّل هذا الأخ هي الطاغيّة المسيطرة وصاحبة الأثر الواضح والصارخ في المنطقة، ومهما كان الحال فمن المستحيل تجاهلها، بل وتزيل من أنفك كل الروائح الكريهة السابقة، وتنسيك إياها حتّى أنّك لا تستشعر وجودها بشكل عفوي وتلقائي، فيصبح في مقدوره أن يرفع ويخفّض من شدّة الرائحة وتردّد موجاتها، بل وأكثر عن ذلك.. فهو الآن في مقدوره (بلا حسد) التحكم في معدتك، يستطيع -متى يشاء- أن يجعلك تتقيأ... وهو قادر -حفظ الله قدراته الفذّة- أن يقلب لك بيت الراحة إلى بيت عذاب، بفضل هيمنة رائحته الكريهة. إنّ شخصا كهذا لا تعنيه شدّة الروائح الكريهة المتواجدة في المنطقة قبل أن ينطق بما تفضّل، فرائحته دائمًا الغالبة، وليست غالبة إلا لكراهتها .

في ظروف عادية يأنف المرء من استخدام واستحضار القاذورات والبذاءات، ولكن في حالة "كراكوز إعلام" فإن أشد بذاءات العالم تتألق إلى جانب بذاءاته.. وهنا... بالضّبط هنا.. أقتبس اقتباسًا شاعرنا المبجّل حفظه الله مظفّر النّواب إذ قال: "إنّ بغايا السياسة أوسخ صنف، وأوسخ منهم بغايا الصحافة".

التعليقات