09/03/2020 - 15:22

دانا سمبولوغلو.. أردنية تنافس الرجال في رياضة كمال الأجسام

تواجه الأردنية دانا سمبولوغلو مجتمعا محافظا عشائريا بممارستها لرياضة كمال الأجسام، واصفة نفسها بأنها صاحبة "إرادة حديدية"، وبهذه الإرادة تتمسك بحلمها في أن تصبح بطلة عالمية في رياضة كمال الأجسام.

دانا سمبولوغلو.. أردنية تنافس الرجال في رياضة كمال الأجسام

دانا سمبولوغلو في عمان ( أ ف ب)

تواجه الأردنية دانا سمبولوغلو مجتمعا محافظا عشائريا بممارستها لرياضة كمال الأجسام، واصفة نفسها بأنها صاحبة "إرادة حديدية"، وبهذه الإرادة تتمسك بحلمها في أن تصبح بطلة عالمية في رياضة كمال الأجسام.

ومارست دانا البالغة 25 عاما رياضة التايكواندو والجمباز والسباحة وكرة القدم وكرة اليد ورقص الباليه، لكنها قررت الاحتراف في كمال الأجسام، الرياضة الذكورية بامتياز في الأردن.

وقالت دانا التي تمارس هذه الرياضة منذ عام 2012 إنها "حبي وشغفي بهذه الرياضة لا يمكن وصفه، هي تسري في دمي وتساعدني على التخلص من كل طاقة سلبية في جسدي وتزيد ثقتي بنفسي".

وأنهت دانا دراستها الثانوية في تلك السنة وسافرت إلى أثينا لدراسة الصحافة، وتقول عن تلك الفترة إن "قبل دخولي الجامعة وخلال دراستي للغة اليونانية كنت أتردد على صالة رياضة قريبة من الجامعة. هناك رأيت أناسا يمارسون كمال الأجسام فأثار ذلك إعجابي فقررت العودة إلى الأردن ودراسة التربية الرياضية في الجامعة الأردنية في عمان والبدء بممارسة هذه الرياضة".

على الرغم من معرفتها بأنها ستكون عرضة لانتقادات كثيرة، لم تتردد دانا في إنشاء صفحة لها على "إنستغرام" تنشر عليها صورها بملابس الرياضة، وهي تتمرن وتبرز عضلاتها خلال مشاركتها في بطولة في الولايات المتحدة. وبات لها نحو ثمانية آلاف معجب على الصفحة.

وتتدرب الشابة المفتولة العضلات نحو أربع ساعات يوميا وبحماس داخل صالة كبيرة في ناد في وسط عمان مجهزة بأحدث المعدات تحت أنظار شبان "فضوليين". وهي قادرة على رفع 120 كيلوغراما من الأثقال، ولم يكن خيارها ممارسة هذا النوع من الرياضة قرارا سهلا.

وتقول بعد أحد التمارين والعرق يتصبب من وجهها إن "كان جزء كبير من الأهل ضدي. كان أشخاص يقولون لي: ماذا تفعلين؟ هل تريدين أن تصبحي رجلا؟"، بينما في الشارع، تقول دانا إنها تتعرض لـ"نظرات" من البعض "غير بريئة تزعجني وتضايقني كثيرا، وأحيانا أضطر لترك المكان الذي أنا فيه بسبب تلك النظرات".

ورأت دانا أن ممارستها لرياضة كمال الأجسام لا يلغي شيئا من أنوثتها، مضيفة باسمة "أنا أواظب على وضع المكياج كأي فتاة". إلى جانب هوايتها، تعمل دانا منذ ستة أعوام في مجال تدريب الشابات والنساء في النوادي الرياضية وفي المنازل، وحتى عبر الإنترنت.

وأوضحت دانا أن "هناك فتيات يخجلن من المجيء والتدرب في الصالات، وهناك نساء لديهن أطفال يفضلن التدرب في المنزل، وأخريات لا يرغبن في أن يتدربن بين الناس".

وطرقت دانا أبواب الاتحاد الأردني لكمال الأجسام لرعاية نشاطها، لكنها لم تفلح. فلا مكان للنساء في سجلات الاتحاد. وبالتالي، فإن مشاركاتها في البطولات الخارجية هي مشاركات فردية، كما أنها غير قادرة على الحصول على أي دعم من أي جهة أو أي شركة راعية. وتشير دانا إلى أن "كمال الأجسام من أكثر الرياضات تطلبا للمال" من ناحية الطعام والمكملات الغذائية والملابس والتجهيزات الرياضية الخاصة ونفقات التنقل والسفر للمشاركة في البطولات.

وقال رئيس الاتحاد الأردني لكمال الأجسام، مأمون تيف إن "رياضة كمال الأجسام تعد الرياضة الثانية من حيث الشعبية في الأردن بعد كرة القدم، وهناك نحو 400 مركز لكمال الأجسام في عموم المملكة، إلا أن تسجيل النساء لا زال أمرا صعبا جدا بسبب تقاليد وعادات المجتمع الأردني".

لكن كل ذلك لا يحبط دانا التي تقول "حلم حياتي أن أشارك" في أكبر بطولة للمحترفات لكمال الأجسام، وهي "مس أولمبيا" التي تقام سنويا في لاس فيغاس في الولايات المتحدة بمشاركة كل بطلات العالم.

وشاركت دانا حتى الآن في بطولتين: الأولى في مسابقة دولية للهواة في كندا في 2018، والثانية في لاس فيغاس في 2019. وتتطلع للثالثة في تورونتو في كندا في أيلول/ سبتمبر المقبل.

هذه البطولة يمكن أن تؤهلها للفوز بما يعرف ببطاقة الاحتراف التي يفترض بعدها أن تجمع عددا معينا من النقاط يخولها المشاركة في"مس أولمبيا".

وتوجه دانا رسالة إلى الفتيات بقولها إن "يجب أن تتغير نظرة المجتمع. الشيء المسموح به للشباب يجب أن يكون مسموحا به أيضا للشابات، فالشباب لديهم أحلام وطموحات والفتيات لديهن أحلام وطموحات"، وتختم دانا بقولها إن "رسالتي للنساء هي: إذا كان عندهن حلم، فعليهن أن يعملن ويحاربن من أجل تحقيقه، وأن يتسلحن بالشجاعة الكافية وعدم الخوف".

التعليقات