01/05/2020 - 12:45

في ظلّ كورونا: فضّ تظاهرات ودعوات لإحياء عيد العمّال إلكترونيًّا

يحلّ الأوّل من أيّار هذا العام هادئًا وباهتًا دون تجمّعات وتظاهرات احتفاليّة إحياءً لعيد العمّال في ظلّ ظروف التباعد الاجتماعي والعزل المنزلي للسيطرة على انتشار جائحة كوفيد-19، فيما دعت بعض النّقابات لإحيائه إلكترونيًّا.

في ظلّ كورونا: فضّ تظاهرات ودعوات لإحياء عيد العمّال إلكترونيًّا

مظاهرة في عيد العمال، اللافتة يسارًا "حياتنا وأرباحك" ويمينًا "الرأسمالية هي الفيروس. الثورة ترياق" (أ ب)

يحلّ الأوّل من أيّار هذا العام هادئًا وباهتًا دون تجمّعات وتظاهرات احتفاليّة إحياءً لعيد العمّال في ظلّ ظروف التباعد الاجتماعي والعزل المنزلي للسيطرة على انتشار جائحة كوفيد-19، فيما دعت بعض النّقابات لإحيائه إلكترونيًّا.

وترزح معظم الدّول في العالم تحت أزمةٍ اقتصاديّة غير مسبوقة بسبب فيروس كورونا المستجدّ، فيما انعكست هذا الأزمة على العمّال، ففي أوروبا لم تتسبب الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بارتفاع أعداد المصروفين من العمل، لكن ملايين الموظفين في بطالة تقنية.

فقد أعلنت فرنسا أن إجمالي الناتج الداخلي تراجع لديها بنسبة 5.8 في المئة في الفصل الأول من العام الحالي وكذلك إسبانيا بنسبة 5.2 في المئة، وإيطاليا بنسبة 4.7 في المئة. وقالت ألمانيا إن عدد العاطلين عن العمل ارتفع بنسبة 13.2 في المئة. وفي منطقة اليورو، تراجع النشاط بنسبة 3.8 في المئة، وفق المكتب الأوروبي للإحصاءات "يوروستات" الذي يحذّر من أن في الفصل الثاني ستكون الأرقام أسوأ.

وفي الولايات المتحدة حيث لا عطلة في هذا العيد الجمعة، قدّم أكثر من 30 مليون أميركي طلبات للحصول على إعانات بطالة منذ منتصف آذار/ مارس، في عدد قياسي.

في المقابل، بدأت شركات عدة بنشر نتائج من بينها المجموعة العملاقة للتجارة الإلكترونية "أمازون"، التي توقّعت عد تحقيق أربح في الفصل المقبل، فيما أعلنت مجموعة "بوينغ" للصناعات الجوية، التي تضررت بشدة بسبب توقف الرحلات الدولية، إطلاق سندات بقيمة 25 مليارات دولار.

ولن يُقام أي تجمّع تقليدي الجمعة لمناسبة عيد العمال وهو يوم عطلة رسمية في عدد كبير من دول العالم (مع استثناءات مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا). إلا أن هذا الأمر غير مسبوق في تاريخ النقابات، الّتي دعت أشكال أخرى من التحرك، عبر تعبئة افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي أو الوقوف على الشرفات وواجهات المباني مع حمل لافتات.

وبحسب نقابات فرنسية عدة، سيحاول العمّال بذلك التذكير بأهمية عمل أشخاص "مخفيين في مجتمعاتنا" على غرار العاملين في مجال الرعاية الصحية وموظفي الصناديق في المتاجر، الذين "يواصلون العمل وفي أغلب الأحيان يخاطرون بحياتهم".

وفي فرنسا، وعدّة دول أخرى، أوقفت الشرطة متظاهرين خلال إحيائهم لعيد العمّال على الرغم من إجراءات العزل المنزلي المفروضة في البلاد، لمواجهة انتشار فيروس كورونا، فيما تستعد فرنسا لمظاهرات "متوحشة".

الشرطة تنتشر لفض المظاهرة (أ ب)

فيما أوقفت الشرطة التركية الجمعة عددا من المسؤولين النقابيين الذين كانوا يتظاهرون في إسطنبول احتفالا بعيد العمال على الرغم من حظر الخروج إلى الشوارع بهدف منع انتشار وباء كوفيد-19. وارتدى المشاركون في التظاهرة أقنعة واقية لكنهم لم يحترموا قواعد التباعد الاجتماعي.

وقد أودى المرض حتى اليوم بحياة ما لا يقلّ عن 230 ألف شخص في العالم منذ ظهوره في الصين في كانون الأول/ ديسمبر، وفق تعداد أعدّته وكالة "فرانس برس" استنادًا إلى مصادر رسمية.

والولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضررًا من المرض بتسجيلها أكثر من مليون إصابة ونحو 63 ألف وفاة. لكن أوروبا دفعت الثمن الأكبر للوباء مع 27967 وفاة في إيطاليا و26711 في بريطانيا و24543 في إسبانيا و24376 في فرنسا. وفي روسيا، أعلن رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين إصابته بالفيروس وتجاوز عدد الوفيات عتبة الألف.

وفي بريطانيا، بلغ المرض ذروته وفق قول رئيس الوزراء بوريس جونسون الذي وعد بخطة رفع العزل الأسبوع المقبل بانسجام مع دول أوروبية أخرى على غرار ألمانيا التي بدأت بسلوك هذا المسار. وتبنت ألمانيا التي خرجت قوية من المعركة ضد الوباء العالمي، سلسلة تدابير جديدة في اتجاه رفع العزل.

وستتمكن الكنائس والمساجد من إعادة فتح أبوابها وكذلك المتاحف والمعارض وحدائق الحيوانات والنصب التذكارية. إلا أن المقاهي والمطاعم ستبقى مغلقة حتى السادس من أيار/ مايو على الأقلّ. أشارت المستشارة أنجيلا ميركل إلى أن مسألة فتح الحدود مع الدول الأوروبية ليست مطروحة في الوقت الحالي، مقابل خطر موجة ثانية من الإصابات.

وألمح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى أنه يُفترض أن يتمّ تمديد حال الطوارئ الصحية أيضًا في بلاده إلى ما بعد السادس من أيار/ مايو. في المقابل، أعلنت كوريا الجنوبية المجاورة الخميس عدم تسجيل أي إصابة جديدة بكورونا المستجدّ للمرة الأولى منذ بدء تفشي المرض على أراضيها.

وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الخميس بنجاح كوريا الشمالية هذا. وقال إن من بين "النماذج الملحوظة" التي تُظهر أنه من الممكن مكافحة كوفيد-19 والتغيّر المناخي سويًّا"، "هناك كوريا الشمالية"، فيما قدم البلد الآسيوي "ميثاقًا أخضر" لإعادة بناء الاقتصاد مع إلغاء محطات كهربائية تعمل على الفحم والحدّ من انبعاثات الغازات الدفيئة.

التعليقات