طلاب عرب في كلية صفد يتركون مساكنهم بعد تهديد العنصريين

"لم تعد العنصرية في صفد تقتصر على المتدينين" يقول أمل "فالشخص الذي قام بتأجيرنا المسكن غير متدين، لكنه خضع لابتزاز وتهديد المتدينين، هذا على الأقل ما قاله هو، لقد جئنا لنتعلم لا لنخوض حربًا، والحقيقة أننا في البداية خشينا على تعليمنا ولم نرد إثارة المشاكل ولذلك لم نقدم شكوى للشرطة، لكننا الآن نعتقد أن علينا أن نتخذ خطوات مدروسة وحاسمة لتنظيم أنفسنا لأنّ الوضع لم يعد يطاق بتاتًا، وقد تدوالنا القضية مع الناشطين الطلابيين خصوصًا مع الزميلة خلود أبو أحمد لنترجم الأمر إلى خطوات فعلية لمواجهة هذا الوضع"، وأنهى أمل حديثه بتساؤل مرّ الطعم "إذا كان حال العنصرية هكذا في المعاهد الأكاديمية فماذا سيكون وضع الشارع؟ إنها مسألة تستحق اهتمام المسؤولين العرب".

طلاب عرب في كلية صفد يتركون مساكنهم بعد تهديد العنصريين

- الطلاب العرب يتركون مساكنهم -

فصل المقال
 
اعتقد الطالب الجامعي أمل زهوة، من قرية بقعاثا الجولانية، والذي يدرس للسنة الثالثة في قسم علم الاجتماع في كلية صفد، أنّه استطاع تجاوز أزمة السكن للطلاب العرب في مدينة صفد، رغم الفتاوى التي تمنع تأجير البيوت والمساكن لهم، وشعر بالراحة بعد أن قام بالفعل بتوقيع عقد الإيجار، وقام بحزم أمتعته وأثاثه ونقلها للبيت الجديد، لكن فرحته لم تطل.
 
فقد فوجئ أمل في مساء اليوم الأول لانتقاله للسكن الجديد بزيارة صاحب المنزل، الذي لم يأتِ ليتمنى له النجاح في سنته الدراسية الأخيرة، بل ليطالبه بإخلاء المكان حالا، رغم توقيعهما لعقد الإيجار وتسديد أمل لكامل المستحقات، مبرّرًا طلبه هذا بأنّه قد تلقى تهديدات وتحذيرات شديدة اللهجة وبالغة الجدية لثنيه الفوري عن تأجير مسكن للطلاب العرب. فلم تبق أمام أمل أية إمكانية سوى حزم حقائبه من جديد لاعنًا العنصرية ومخليًا المسكن، مع زملائه، ليلاً في ظروف صعبة.
 
"لم تعد العنصرية في صفد تقتصر على المتدينين" يقول أمل "فالشخص الذي قام بتأجيرنا المسكن غير متدين، لكنه خضع لابتزاز وتهديد المتدينين، هذا على الأقل ما قاله هو، لقد جئنا لنتعلم لا لنخوض حربًا، والحقيقة أننا في البداية خشينا على تعليمنا ولم نرد إثارة المشاكل ولذلك لم نقدم شكوى للشرطة، لكننا الآن نعتقد أن علينا أن نتخذ خطوات مدروسة وحاسمة لتنظيم أنفسنا لأنّ الوضع لم يعد يطاق بتاتًا، وقد تدوالنا القضية مع الناشطين الطلابيين خصوصًا مع الزميلة خلود أبو أحمد لنترجم الأمر إلى خطوات فعلية لمواجهة هذا الوضع"، وأنهى أمل حديثه بتساؤل مرّ الطعم "إذا كان حال العنصرية هكذا في المعاهد الأكاديمية فماذا سيكون وضع الشارع؟ إنها مسألة تستحق اهتمام المسؤولين العرب".
 
خلود أبو أحمد: نحن 70% من الطلاب إن تركنا الكلية فلن تكون هناك كلية!
 
من جهتها، تتفهّم الطالبة الناشطة خلود أبو احمد، طالبة الحقوق في كلية صفد، والتي تتابع قضايا وهموم الطلاب والاعتداءات العنصرية المتكررة عليهم (في السنة الماضية تم حرق سيارات لطلاب عرب والاعتداء على مساكنهم)، موافقة أمل زهوة وزملائه بالخروج من المسكنهم رغم توقيع عقد الإيجار بسبب التهديد، لكنها تعتقد أنّه كان عليهم أن يبقوا في المسكن مهما كلّف الثمن، وقد قامت بتأمين سكن بديل لهم في الليلة ذاتها.
تعتقد خلود أنّه في مقابل المناخ العنصري يجب على الطلاب العرب التصدي لهذه الظواهر دون خوف أو تهاون، لكنها ترى أنّ الطلاب ينقصهم "التجربة والتسييس" كي يعوا ضرورة العمل الوحدوي والمنظم للدفاع عن الحق في التعليم والمسكن، كما تحتاج القضية إلى تدخّل أكثر جدية من لجنة المتابعة العليا والقوى السياسية العربية لإيجاد بدائل للسكن في البلدات العربية القريبة إلى صفد وتنظيم سفر من وإلى الكلية.
 
في الوقت ذاته تدعو أبو أحمد إلى اتخاذ خطوة مدروسة وموحدة من خلال "التلويح لترك الكلية لأنها بدون الطلاب العرب، الذين يشكلون قرابة  %70 من مجمل الطلاب لن تكون هناك كلية، وبالتالي فإنّ الخاسر اقتصاديًا سيكون سكان مدينة صفد لان الطلاب العرب اصبحوا جزءً من اقتصاد المدينة".
 
___________________________________________________________________________________
 
زعبي: أعمال من نتاج تقاعس الشرطة

في أعقاب تصاعد الهجمة العنصرية الموجهة ضد الطلاب العرب في مدينة صفد وتعرض الكثير منهم لتهديدات مباشرة، أرسلت النائبة حنين زعبي رسالة تطالب رئيس بلدية صفد، ورسالة أخرى مماثلة تطالب بها قائد شرطة المدينة بالتصدي لموجة العنصرية العارمة التي وصلت لمنزلقات خطيرة، معتبرة أن صمتهما حيال ما يحدث يعني إما الرضوخ لليمين الديني المتطرف او التواطؤ معه ومع ممارساته.
 
 
واستعرضت زعبي في الرسالتين حادثة تعرض مجموعة من الطلاب العرب لتهديد مباشر على حياتهم اضطرتهم إلى إخلاء مسكنهم، مشيرة إلى أن حوادث مماثلة تكررت في السابق مرات عديدة وهي تعبر عن ظاهرة خطيرة آخذة في الاتساع تقف البلدية والشرطة إزءها بلا مبالاه لا يمكن تفسيرها إلا أنها رضوخ لليمين الديني المتطرف او تواطؤا معه ومع تلك الممارسات. وانتقدت زعبي بشدة لامبالاه الشرطة إزاء تلك الممارسات الخطيرة، مشيرة إلى أن تقاعس الشرطة عن أداء دورها يسهم في استشراء العنصرية وتنامي قوة اليمين الديني المتطرف الذي يفرض أجواء من الرعب على الطلاب العرب. وأكدت زعبي أنه لا يمكن الاستهانة بممارسات اليمين الديني المتطرف، والأجواء التي يفرضها على المدينة، محذرة من أن التهاون مع تلك الجرائم يقود إلى نتائج خطيرة لا تحمد عقباها.
________________________________________________________________________________
 
أيضا في عرب48:

عــ48ـرب يكشف: "فتوى" عنصرية تُخرج 6 طلاب عرب من شقتهم في صفدhttp://www.arabs48.com/?mod=articles&ID=86375

التعليقات