بعد خوفهم من دخولها لجامعة حيفا؛ زعبي: على كل عنصري أن يخاف من الديمقراطية

وتساءلت زعبي "لماذا كل هذا التواجد الأمني؟ واضح لنا أنه بهدف الترهيب، فالأكاديميا التي ترى أن النقاش والعمل السياسي جزء مركزي من نشاطها ودورها لا تجلب رجال أمن من خارج الجامعة كجزء من عملية القمع الفكري"

بعد خوفهم من دخولها لجامعة حيفا؛ زعبي: على كل عنصري أن يخاف من الديمقراطية

قالت النائبة حنين زعبي خلال مشاركتها في مهرجان للطلاب العرب في جامعة حيفا، إنه من الطبيعي أن يخاف العنصريون منا ومن الديمقراطية، وكل شخص يخاف منا هو يخاف من الديمقراطية.
 
جاءت أقوال زعبي خلال مداخلتها في مهرجان طلابي ضد العنصرية نظمه التجمع الطلابي الديمقراطي، يوم أمس، الاثنين، بعدما قامت إدارة الجامعة باستنفار كامل قوات الأمن بالجامعة واستقدام الشرطة والوحدات الخاصة من خارج الجامعة خصيصا لهذا الحدث، واضعين الحواجز الأمنية أمام المبنى الذي عُقد فيه المهرجان، كما قاموا بمنع العديد من الطلاب العرب من دخول مبنى القاعة بحجة عدم حملهم لبطاقة الطالب.

ورفضت النائبة حنين زعبي الدخول إلى الجامعة بحماية الأمن، ودخلت من طريق أخرى بنفسها مع استقبال الطلاب العرب، مما أدى إلى استنفار الأمن هارعين لتطويقها.

مشاركة واسعة

 وبالرغم من الترهيب الأمني للطلاب، شارك قرابة مائتين طالب عربي في المهرجان الذي تولى عرافته الطالب رائف إغبارية وافتتح بنشيد موطني، ليتلوه من بعد كلمة ممثلة الطلاب العرب في نقابة الطلاب بجامعة حيفا عن التجمع، الطالبة آية جابر التي تحدثت عن الممارسات العنصرية داخل النقابة ضد الطلاب العرب مثل رفض إحياء مناسبات الطلاب العرب، ومنع الموسيقى العربية في الباحة الرئيسية التي تحتكرها النقابة، ورفض طلب توزيع صحيفة عربية وغيرها.

وأكدت جابر أنه "من خلال العمل الطلابي النضالي المشترك، نستطيع تحقيق العديد من الإنجازات، وهنالك الكثير من القضايا يجب أن نفتحها مثل مكانة اللغة العربية في الجامعة وغيرها".

زعبي: نحن نخيف العنصريين

وكانت الفقرة المركزية في المهرجان مداخلة للنائبة حنين زعبي التي وجهت كلامها لأمن الجامعة قائلة: "أرحب بالأمن الذي دخل معنا إلى القاعة، وأقول لهم بما أنه لا يوجد مفهوم للديمقراطية في الأكاديميا الإسرائيلية، فجيد أن تسمعونا نتكلم عن الديمقراطية، كما نقول إن أهم رسالة أننا نناضل ضمن قواعد العمل الديمقراطي، وكل من يخاف منا هو عمليا يخاف من الديمقراطية ومن قيم العدالة والمساواة والحرية، ونحن نخيف العنصريين، وكل عنصري يجب أن يخاف منا، ومن يخاف من خطاب ونضال التجمع الوطني الديمقراطي ومن يخاف من السكان الأصليين الذين يناضلون في وطنهم من أجل العيش بكرامة، فهو العنصري".

وأضافت زعبي "الجامعة يجب أن تكون حامية الخطاب والممارسة الديمقراطية وحامية فكر المساواة المدنية والقومية والتعامل المساوي مع المواطن، وفي الحياة الجامعية نبدأ بممارستنا للمواطنة، ونحن نرى أنه على الجامعة أن تشجع هذه النشاطات ولا أن تحاول إخافتنا".


وتساءلت زعبي " لماذا كل هذا التواجد الأمني؟ واضح لنا أنه بهدف التترهيب، فالأكاديميا التي ترى أن النقاش والعمل السياسي جزء مركزي من نشاطها ودورها لا تجلب رجال أمن من خارج الجامعة كجزء من عملية القمع الفكري".

بناء الشخصية الوطنية

وشددت زعبي في مداخلتها على دور الطلاب في مواجهة هذه السياسات من قبل الجامعة، قائلة "قبل الحديث عن المشاريع التي تستهدفنا مثل سلب الأراضي، يجب أن نتحدث عن مشروع يبني الإنسان غير الخائف، الإنسان غير الذليل، ونحن نرى بالطلاب الجامعيين والشباب نواة التحدي، فهذا الجيل أشعل ثورات في الوطن العربي". وأضافت "نريد أن نبني التحدي لأن السياسات القامعة تبني الخوف، ونحن في التجمع الوطني الديمقراطي قبل أن نحمل فكر دولة المواطنين وفكر إعادة بناء مؤسساتنا الوطنية والحكم الذاتي الثقافي، قمنا ببناء الشخصية التي لا تخاف، لأنه في الخوف والجبن مقتلنا جميعا، وكجامعيين عليكم أن تروا أنفسكم طلائعيين بتقديم نموذج للشخصية الوطنية".

وهنأت زعبي الطلاب العرب في جامعة حيفا وجميع الجامعات على النشاطات الوطنية مؤخرا والمتتالية دعما للأسرى وإحياء يوم الأرض وذكرى النكبة، قائلة "أنتم تمررون من خلال هذه النشاطات أنها جزء لا يتجزأ من حقوقكم داخل الجامعات".

وتحدثت زعبي عن القوانين العنصرية التي سنت في آخر ثلاث سنوات التي تستهدف الفلسطيني في هذه البلاد، معتبرة أن الوسائل الديمقراطية ليست وسائل لتهويد الأرض، لكن هذا ما تقوم به اسرائيل، مضيفة أن الأقلية الفلسطينية في إسرائيل هي أقلية في خطر.


 

تكريم مركز الدائرة الطلابية

من بعدها، تم تكريم مركز الدائرة الطلابية وعضو اللجنة المركزية للتجمع، ممدوح اغبارية، وذلك على نشاطه خلال السنوات الثلاث لأخيرة مع الحركة الطلابية، إذ أكد إغبارية في كلمته على امتنانه وشكره على هذا التقدير، معتبرا أنه سيكون دائما الى جانب الحركة الطلابية في التجمع التي هي أحد أهم روافد الحركة الوطنية في الداخل، والتي تلعب الدور الرئيسي في وضع الخطاب الوطني والقومي للحركة الطلابية عامة.

كما تم شكر مجموعة من الطلاب الذين شاركوا في مهرجان "سوق عكاظ" للفن مؤخرا، وجرى إعطاؤهم شهادة تقدير باسم التجمع الطلابي الديمقراطي من قبل سكرتير التجمع الطلابي أنس الياس.

وكانت الفقرة الختامية وصلة كوميدية مع الفنان نضال بدارنة حول عدة قضايا مجتمعية وسياسية.
 
يُشار الى أن جامعة حيفا ألغت نشاطين للتجمع الطلابي العام الماضي الذي كان من المفترض مشاركة زعبي فيهما.

التعليقات