ورشة الطب العربيّ في جمعية الثقافة العربية تعزّز الارتباط بالأرض وبالموروث الحضاريّ

د. عمر سعيد: "أشجّع طلبة البيولوجيا والكيمياء استكمال دراستهم العليا في تخصصات بموضوع النباتات واستخراج الأدوية منها، لأنّ هناك طلبا للكوادر العلميّة في هذا الحقل، ولأنّ ذلك سيساهم بالحفاظ على تراثنا العربيّ

ورشة الطب العربيّ في جمعية الثقافة العربية تعزّز الارتباط بالأرض وبالموروث الحضاريّ

• د. عمر سعيد: "أشجّع طلبة البيولوجيا والكيمياء استكمال دراستهم العليا في تخصصات بموضوع النباتات واستخراج الأدوية منها، لأنّ هناك طلبا للكوادر العلميّة في هذا الحقل، ولأنّ ذلك سيساهم بالحفاظ على تراثنا العربيّ"

اختتمت جمعيّة الثّقافة العربيّة، يوم الجمعة الماضي، لقاءات ورشة الطبّ العربيّ المخصّصة لطلاب المواضيع الطبيّة من الطّلبة الحاصلين على المنح من الجمعيّة، بدعم من مؤسّسة الجليل-لندن. تضمّنت الورشة 4 لقاءات تثقيفيّة مع الباحث والخبير د. عمر سعيد المختص بالطبّ العربيّ الإسلاميّ.

اللّقاء الأول للورشة كان في رحاب الطبيعة، وتعرّف الطّلبة خلال تلك الجولة على النباتات الطبيّة في بلادنا، تصنيفاتها والفوائد الكامنة فيها. أما في اللّقاء الثاني فقد قدّم د. سعيد محاضرة عن تاريخ الطب العربيّ وأبرز علمائه ومنهاجه وأثره الجلي على تحليل واكتشاف الأعشاب وترقيم الأدوية وتصنيفها، وتأسيسه لمعرفة وأبحاث واكتشافات في مجال الطبّ والأدويّة ساهمت بتأسيس الطبّ الحديث "الغربيّ".

اللّقاء الثالث للورشة كان لقاءً عمليًا في مختبر مشتل "الميسم" في كفر كنا، قام خلاله الطلّاب بتجارب على الأعشاب وتصنيع مستحضرات تجميل طبيعيّة من الأعشاب، أما اللّقاء الرابع والأخير فقد أجري في مقر جمعيّة الثقافة العربيّة في الناصرة، وتركّز بالأبحاث العلميّة الحديثة في مجال الأعشاب وعلاقتها بالطبّ العربيّ، وحثّ د. سعيد طلبة مجالات البيولوجيا والكيمياء استكمال دراستهم العليا للماجستير والدكتوراه في أبحاث وتخصصات بموضوع النباتات واستخراج الأدوية منها، وذلك بسبب الطلب وإمكانات والاستفادة العمليّة والمهنيّة والنقص بالكوادر العلميّة العربيّة بهذا المجال في مجتمعنا، ولأنّ ذلك الاهتمام سيساهم أيضًا بالحفاظ على تراثنا العربيّ العريق والغنيّ في حقل الطبّ الشعبيّ.

وعقّبت الطالبة الطبّ جنى زعبي من الناصرة، التي تدرس الطبّ في جامعة تل أبيب، حول الدورة: لقد تعرفت في هذه الورشة إلى أهميّة النباتات والأعشاب الطبيّة التي استخدمها أجدادنا والعلماء العرب كعلاج للعديد من الأمراض، وهي ذات الأعشاب المستخلصة اليوم بالطرق الحديثة لصنع الأدوية المختلفة. لقد كان لي شخصيّا مهما جدّا أن أحصل على هذه المعرفة من اللقاءات مع د.عمر سعيد، لقد عزّزت هذه المعلومات عندي الشعور بالفخر والاعتزاز بإنجازات العلماء العرب مثل ابن سينا وابن رشد وغيرهم الذين كانوا من مؤسسي الكيمياء والطبّ ولهم فضل عظيم ومكانة رفيعة بهذا الشأن، كما أنني تعرفت خلال اللقاءات إلى خبرة غنيّة للمجتمع الفلسطينيّ تراكمت عبر أجيال التي ارتبطت بالأرض وأعشابها ومنها حصلت على الغذاء والدواء، لقد أعادت الورشة ربطي بأرض الأجداد حضاريًا وعلميًا".

وأكّدت الطالبة رنا طه من جلجولية، التي تدرس الطبّ في معهد التخنيون، حديث زميلتها إذ قالت إن الورشة مع د. سعيد "ساهمت بإثراء معلوماتي حول عالم النباتات وخصائصها الطبيّة، وتعزيز الترابط مع أرضنا وبلادنا من خلال زيادة المعرفة حول نباتاتها، أشكال هذه النباتات، أسماؤها العربية وتراثها، كما فتحت مجالا أمام الإثارة الفكريّة العلميّة التي تدفع الإنسان إلى البحث بهدف تطوير نباتات علاجيّة تعود بالفائدة على الإنسان."

أمّا د.عمر سعيد فقد قال إن "هذه الفعاليّة الرائعة حول الموروث الطبيّ العربيّ الإسلاميّ, وضعتني في مواجهة حقيقيّة مع التساؤل الذي لطالما انتصب أمام ناظريّ، وهو كيف يمكن لنا جذب الاهتمام العلميّ والنفسيّ لطلّاب الطبّ والعلوم الصحيّة من جامعات مختلفة نحو هذا المجال الهام؟ وما هي معايير النجاح في إيصال وتحقيق تلك الرسائل العلميّة والثقافيّة والوطنيّة في وعيهم؟ بذات الوقت شكّلت هذه الدورة، من ناحيتي، تجربة شخصيّة وإنسانيّة مميّزة حيث تعرّفت بصورة قريبة على عيّنة نوعيّة من طلّابنا، فضلًا عن كادر المرشدين والمسؤولين، وقد عملت جاهدّا لتحقيق درجة عاليّة من التواصل المعرفيّ والإنسانيّ معهم وآمل أن أكون وفّقت في تلك المهمة".

التعليقات