التجمّع يختتم معسكره الشبابي بهمّة عالية وتطلّع لتصعيد النضال الشبابي

شمل برنامج اليوم الثاني من المعسكر العديد من الورشات والمحاضرات التثقيفيّة السياسيّة والإجتماعيّة، والتي تطرّقت لخطاب التجمّع. افتتح اليوم الثاني بعرض فيلم "نساء حماس" للمخرجة سهى عرّاف (2009)، وبعدها قدّمت الناشطة النسويّة وعضو المكتب السياسي للتجمّع عرين هوّاري مداخلة حاولت خلالها قراءة الفيلم من خلال مشروع العدالة النسوية والوطنية، وأشارت إلى أنّ الفيلم يظهر من ناحية حضورًا قويًا لنساء حماس في العمل السياسي وفي الحيز العام، ويُظهر قدرة خطابيّة وجُرأة سياسيّة. ولكنها من ناحية ثانية أكّدت أنّنا نولي أهميّة كبرى أيضًا للمشروع الذي تدعو له النساء الناشطات.

التجمّع يختتم معسكره الشبابي بهمّة عالية وتطلّع لتصعيد النضال الشبابي

اختتم التجمّع الوطني الديمقراطي معسكر الشباب القومي الديمقراطي بهمم عالية وتطلّع لتصعيد النضال والحراك الشبابي، وتنظيم العمل في كلّ بلدٍ وبلد ضمن الفروع ومجالس الطلّاب.

شمل برنامج اليوم الثاني من المعسكر العديد من الورشات والمحاضرات التثقيفيّة السياسيّة والإجتماعيّة، والتي تطرّقت لخطاب التجمّع. افتتح اليوم الثاني بعرض فيلم "نساء حماس" للمخرجة سهى عرّاف (2009)، وبعدها قدّمت الناشطة النسويّة وعضو المكتب السياسي للتجمّع عرين هوّاري مداخلة حاولت خلالها  قراءة الفيلم من خلال  مشروع العدالة النسوية والوطنية، وأشارت إلى أنّ الفيلم يظهر من ناحية  حضورًا قويًا لنساء حماس في العمل السياسي وفي الحيز العام، ويُظهر قدرة خطابيّة وجُرأة سياسيّة. ولكنها من ناحية ثانية أكّدت أنّنا نولي أهميّة كبرى أيضًا للمشروع الذي تدعو له النساء الناشطات.

وقالت إنّ النساء القياديّات في الفيلم أكّدن بشكل خاص على دور المرأة الإنجابي وعلى تحجيب المرأة، وأيضا على الاستشهاد كهدف قائم بحدّ ذاته، وقالت: من المُهمّ أن نرى الصوت الذي يدعو للصمود أمام جرائم الاحتلال وحصارها الإرهابي ضد شعبنا في قطاع غزة، وهذا الصوت لا شك أظهرته نساء حماس، ولكن  من ناحية ثانية نحن كمشروع وطني ديمقراطي ونسوي نولي أهميّة كبرى للدعوة إلى مشروع من أجل الحياة الكريمة، فالنضال مهمّ أن يكون من أجل الحريّة والعدالة، والاستشهاد هو حالة فرضها الواقع، وليس هدفًا قائمًا بحدّ ذاته.

وأكّدت هوّاري أنّ  المشروع السياسي يجب أن يكون مشروعًا من أجل الدنيا وليس من أجل الاخرة، فقد أظهر الفيلم قياديّات في حماس يؤكّدن على ضرورة الاستشهاد كونه هدفًا دينيًا وسياسيًا، حيث قالت إحدى القياديّات "بنظرنا القضيّة الفلسطينيّة هي قضيّة عقائديّة". وشدّدت هوّاري على أنّ التجمّع يرى الدولة مشروعًا مدنيًا علمانيًا وليس دينيًا.

افتتحت الجلسة وأدارتها مركّزة إتّحاد المرأة التقدّمي وعضو اللجنة المركزيّة أميمة مصالحة مؤكّدة على أهميّة وجود النساء في النضال الوطني وفي مواقع صنع القرار كشريكات متساويات، كما أشارت أنّه لم يكن صدفة أن وضع التجمّع هذا الموضوع في سلم أولويّاته، حيثُ  كان أوّل حزب عربي وطني ينتخب امرأة للبرلمان، وأكّدت على ضرورة مُشاركة الشباب في دعم حملة التجمّع من أجل وجود أكبر عدد من النساء في المعركة الانتخابيّة المحليّة كمُرشّحات، والعَمل على إنجاحَهُن.

وقدّم النائب د. باسل غطّاس -عضو المكتب السياسي للتجمّع- محاضرة تحت عنوان "خطاب التجمّع: مكامن التجديد والتشديد"، تحدّث بها عن الأسس الفكريّة الأساسيّة في خطاب التجمّع، والأسئلة المطروحة أمام الحزب لتجديد وتطوير خطابه.

خلال حديثه مع الشباب قال غطّاس: "أكبر عدوّ للتحرّر والفكر نفسه هو التعصّب والجمود، وكلّ إنسان يملك القيم الديمقراطيّة يجب عليه محاربة هذه الظاهرة". ودعا الشباب للمساهمة في نقد الحزب بشكل عقلاني، ليستمرّ الحزب في تطوير خطابه وأدائه. وشدّد غطّاس على أنّه لا يُمكن النضال ضد الاحتلال لأجل الحريّة وتجاهل قمع المرأة والتمييز ضدها داخل المُجتمع، وقال "إنسان لا يذوّت القيم التحرريّة بداخله وبداخل مجتمعه لن ينجح في تحقيق الاستقلال".

في القسم الثاني من اليوم، تمّ التركيز على الجانب التنظيمي، أدار الحلقة عضو المكتب السياسي للتجمّع أيمن حاج يحيى، وتحدّث عن الدمج بين الهمّ اليومي والعام والعمل كفرع والعمل بين الشباب في البلاد والمدارس، وتطرّق أيضًا لدور الشباب في الانتخابات المحليّة، ونبذ العائليّة والطائفيّة من قرانا ومدننا العربيّة، وإلى ضرورة محاربة اللا مبالاة والعزوف عن العمل السياسي.

وكسكرتير للرابطة العربيّة للأسرى والمحرّرين، تطرّق حاج يحيى للكلام الذي يدور حول إمكانيّة إطلاق سراح عدد من الأسرى القدامى، وشدّد على ما قاله الأسير كريم يونس "إذا كان ثمن حريتنا التنازل عن الثوابت، فلا نريدها". وتحدّث أيضًا عن دور التجمّع في دعم الحركة الوطنيّة الأسيرة ووقوفه دائمًا بجانبها، وحيّى الحراكات الشبابيّة التي حملت قضايا الأسرى وتفاعلت بسرعة مع نضالاتها خلف القضبان.

اختتم اليوم بعرض فيلم "In The Name Of The Father -1993" (باسم الأبّ)، وبحلقات نقاش حول مضامين المحاضرات والورشات، وبحفل ختامي.

اليوم الثالث (الأخير) في المعسكر تركّز بالأساس حول الحراك والتنظيم الشبابي، خصوصًا في النضال ضد مخطّط "برافر" الاقتلاعي، وعن الاعتقالات والملاحقات السياسيّة.

وقدّم المحامي علاء محاجنة مداخلة عن الاعتقالات والملاحقات السياسيّة، وتحدّث عن الملاحقات السياسيّة في تاريخ الحركة الوطنيّة، وتحدّث عن حقوق المواطن سواء لدى استدعائه للتحقيق أو اعتقاله.

ونوّه المحامي محاجنة إلى أنّ الهدف من حملات الاعتقالات والتحقيقات الأخيرة في الحراك الشبابي ضد مخطّط "برافر"، وفي الجامعات، هو ترهيب الطلّاب وتخويفهم لعزلهم عن المشاركة في المظاهرات وكافّة البرامج والفعّاليّات السياسيّة المُختلفة.

من جانبه تحدث الأمين عضو المكتب السياسي  للحزب جُمعة الزبارقة عن دور الشباب في هذه الفترة التي تواجه فيها الجماهير العربيّة واحدا من أخطر المخططات الاقتلاعيّة، ومخاطر وإسقاطات القانون على المجتمع العربي في النقب، واستعرض الزبارقة خلال محاضرته خلفيّة تاريخيّة للقرى غير المعترف بها في النقب.

في الفقرة الأخيرة، تحدّث عضو المكتب السياسي مراد حدّاد عن الوضع التنظيمي في اتّحاد الشباب، وعن الحالة التنظيميّة للفروع والنهوض اإتّحاد الشباب ليكون الرائد في التصدّي لمشاريع الأسرلة وحمل مشروع التجمّع ونشره بين الشباب. ونوّه الطالب الجامعي طارق خطيب إلى أنّ الشباب الفلسطيني في الداخل يتعرّض إلى حملة تشويه هويّة ممنهجة من خلال مناهج التعليم التجهيليّة، ومخطّطات طمس الشخصيّة والذاكرة الجماعيّة مثل مشاريع التجنيد للخدمة الوطنيّة الإسرائيليّة والخدمة العسكريّة، ما يؤدّي إلى العزوف عن العمل السياسي. وأضاف خطيب أنّ الانخراط في اتّحاد الشباب الوطني والعمل في مجالس الطلّاب هو ما يفرز قيادات شبابيّة وطنيّة، ويفتح المجال للعمل الشبابي أمام أوسع الشرائح من الشباب.

قدّم مركّز برنامج المعسكر خالد عنبتاوي مداخلة عن محاربة "الخدمة المدنيّة" التي تحاول السلطات الإسرائيليّة فرضها على الشباب العرب، وذكّر بأسباب الرفض المبدئيّة والأساسيّة، وعرض حتلنة للتطوّرات الأخيرة في المشروع خصوصًا بعد الائتلاف الحكومي ومشروع قانون "المساواة في العبء".

اختتامًا للمعسكر، وزّعت شهادات للشباب المشاركين، وغادروا الشباب أرض المعسكر على وقع النشيد الوطني الفلسطيني "موطني".
 

التعليقات