باحثات عربيات يعرضن إنجازاتهن استعدادًا لنيل الدكتوراة

عُقد مؤتمرٌ هو الثاني للطالبات الحاصلات على منحة "فيرنر أوطو"، تحت عنوان النافذة الثانية على الباحثات العربيات والذي أقيم في المركز الجماهيري في يافة الناصرة.

باحثات عربيات يعرضن إنجازاتهن استعدادًا لنيل الدكتوراة

صور من المؤتمر في يافة الناصرة

عُقد مؤتمرٌ هو الثاني للطالبات الحاصلات على منحة 'فيرنر أوطو'، تحت عنوان النافذة الثانية على الباحثات العربيات والذي أقيم في المركز الجماهيري في يافة الناصرة.

جاءَت أهمية المؤتمر الذي عقد السبت الماضي، بهدف تعزيز مكانة الأكاديميات والباحثات وجهدهنّ المبذول مِن أجل الحصول على أعلى درجات علميّة خدمةً لمجتمعنا ولأهميّة ومركزيّة التعليم العالي.

وجاء المحور الأول ليعرض وقع المرأة الفلسطينية على المحك. أدارت الجلسة سهى شبل من وزارة التربية التعليم، حيثُ عرّفت بالباحثة عرين هواري وهي طالبة دكتوراة في موضوع الجندر وتدرُس في جامعة بن غوريون، حيثُ عملت كباحثة في مركز مدى الكرمل- المركز العربي للأبحاث الاجتماعية.

تطرقت الباحثة عرين هواري إلى حقبة الحكم العسكري الإسرائيلي الذي امتد من العام 1948 ولغاية العام 1966، والذي كان من بين أهدافه منع عودة اللاجئين الفلسطينيين، وساهم بمصادرة الأرض والموارد والممتلكات الفلسطينية، وكان السعي جادًا من قبل الاستعمار للسيطرة على الحيّز الفلسطيني، وعلى لقمة العيش وكذلك على الحراك السياسي.

ثم عرضت الباحثة همّت زعبي- طالبة دكتوراة في جامعة بئر السبع بحثها الذي تناول 'علاجات الخصوبة ما بين الشخصيّ والاجتماعيّ والسياسيّ- حيثُ تطرقت إلى تجربة النساء الفلسطينيات في مجال الخصوبة واللاخصوبة'. وتطرقت إلى 'معاناة النساء بما يتعلق باللاخصوبة، وهذا لا يعني أنّ الرجل ليس لديه مشاكل بهذا الخصوص، لكنّ الرجُل يخشى محاسبة المجتمع على مشاعره'.

في المقابل اعتبرت صوتها هو صوت النساء اللواتي أجرت معهن مقابلاتها، وهي تشكك أنّ المرأة اختارت اللجوء إلى العلاجات.

من جهة أخرى، ترى زعبي أنّ 'هناك ثلاث خطابات تؤثر على النساء وهي: الخطاب الأبوي الذكوري الذي يرى أنّ أهم شيء للمرأة أن تكون أما ومن بعدها زوجة، ثم الهوس الديموغرافي الإسرائيلي، ونعرف كم هي مهووسة هذه الدولة بمسألة التفوق  بهذا الشأن والمفضّل لديها، أما الخطاب الثالث وهو الخطاب الطبي، الذي تمّ استحداثه في إسرائيل لفرض المشروع القومي، والخطاب الطبّي يعزز أهمية الولادة ومسؤولية المرأة على هذا  الموضوع تحديدًا، لزيادة عدد السكان اليهود والتفوق الديموغرافي في دولة تخشى على نفسها طوال الوقت'.

يشار أنّ همّت زعبي متخصّصة في بحث المجتمع الفلسطيني، النساء الفلسطينيات، المدن الفلسطينية، لاحقًا للنكبة، وفترة الحكم العسكري تحديدًا، وتكتب وتبحث في مجالات النسويّة والنساء، المدينة والتمدُن. ولها العديد من الإصدارات، منها 'تأثير النكبة في مكانة النساء المهجّرات: حالة مهجّرات صفورية والمجيدل في الناصرة'.

وعرض المؤتمر فقرة أخرى عن المرأة العربية في ميادين الأدب، إذ تحدثت كلٌ من د. هيفاء مجادلة التي جالت في الكتابة النسائية المحليّة ورحلة البحث عن الهويّة الذاتيّة والمجتمعيّة، إذ تعيش المرأة العربية عامّة والفلسطينية خاصّة ضمن دوائر ثقافيّة وسياسيّة واجتماعيّة عديدة، عبّر عنها خطاب الأديبة الفلسطينية القصصيّ، الرّوائي والشعري، بدءًا بدائرة الجندريّة التي تُقصي المرأة وتهمّشها بجريرة جنسها البيولوجي، وتفرض عليها أن تعيش في ظلّ مجتمع ذكوري يتنكّر لها، ويُصادر الكثير من حقوقها. ويضاف إلى تلك الدائرة تمييز آخر يقوم على خلفية هوياتيّة، فهي الفلسطينية التي تعيش في مجتمع إسرائيلي يحتلّها ويفرض عليها أن تعيش في إطار تعدديّة ثقافيّة، لغويّة وهويّة ذاتيّة.

د. هيفاء مجادلة أنهت اللقب الأول في أكاديمية القاسمي، مع مرتبة شرف أولى؛ واللقب الثاني في جامعة تل أبيب بدرجة تفوّق في موضوع الأدب العربي الحديث، واللقب الثالث في جامعة حيفا، تخصّص ديداكتيكا اللّغة العربية. محاضِرة في أكاديميّة القاسمي، وكليّة دفيد يلين، وهي باحثة في مجال اللغة العربية أدبًا ونحوًا. وأصدرت كتابًا حول أدب ليلى العثمان عن مجمّع اللّغة في حيفا، ولها عدّة مقالات ودراسات في مجلاّت محكّمة.

تلتها الكاتبة د. راوية بربارة- مفتشة ومركزّة اللغة العربيّة في المجتمع العربي، وكاتبة. محاضرتها جاءَت تحت عنوان: 'حين يقعقع الكعب العالي وتلوّن الأظافر الطويلة، لماذا تكتب المرأة؟'.

وجاءت مُداخلة د. بربارة لتنتقد الأسلوب المهين الذي اعتمده بعض الكتاب والشعراء الذين لا يروْن في المرأة سوى الشكل الخارجي لذا استعمل بعض الكتاب مقولة 'النساء تقعقع بالكعب العالي وتلوِّن الأظافر الطويلة'، وحينَ كتبت المرأة كانَ يستهجِن الرجال أنّ المرأة قادرة على أن تكون مُبدعة، وكأنما لا يؤمن الرجال أنّ المرأة قادرة على تشكيل ذاتها الحقيقيّة بفعل الكتابة، ونجد الرجل لا يراها إلاّ جسدًا ناميًا يُطلق هو عنان أفكاره ليتكلّم بلسانها، فنجده قلقًا من كتابتها ينعته بأدب الكعب العالي والأظافر الطويلة ساخرًا من قدراتها، إذ قال محمود عبّاس العقاد إنه أدبٌ نسويٌ، قصد الاستخفاف به، لكنّ المرأة انتجت أدبًا عرّى حقائق كثيرة وكسر التأطير المفروض على النص الأدبيّ لغةً ومضمونًا وأسلوبًا، فتفوّقت لأنها تكتب من خلال التجربة، وتثبت حضورها المستمرّ، ففعل الكتابة عندها هو انعتاق وانطلاق وهذا ما ستطرحه المحاضِرة مع شواهد وأمثلة.

د. راوية بربارة، من مواليد الناصرة عام 1969، تقيم في قرية أبو أسنان. حاصلة على الدكتوراة في اللغة العربية، متفوقة عميد الطلبة في دراستها للقب الثاني، حاصلة على اللقب الأول في اللغة العربية وآدابها وفي طرائق التدريس من جامعة حيفا. مفتشة مركّز للغة العربية في المجتمع العربي، وعملت مفتشة مركزة للأدب العربي، ومفتشة مناهج الأدب، ومركزة إرشاد في المرحلتين الابتدائية والإعدادية ومرشدة في المرحلة الثانوية، ومرشدة في قسم المناهج التعليمية، ومعلّمة للغة العربيّة ومحاضرة في كلية يد نتان، وكليّة أورانيم وجامعة حيفا.

وقدمت د. ريما أبو جابر- برانسي تقدِّم مداخلة قيّمة عن الأدب النسوي فتقول تحت عنوان الأدب النسويّ بين الزعزعة- مؤتمر 'النافذة الثانية على الباحثات العربيّات'.

تتساءل برانسي: 'إلامَ يعود الخلاف حول التسميّة والسجال حول قبول مصطلح أو رفضه؟ سمّوه بالأدب النسويّ، والنسائيّ، وأدب المرأة، وأدب الأنثى، كما أنّ لمَ يُصنّف الأدب ولا يُشار إلى فنون نسويّة أخرى؛ كالنحت النسويّ والعمارة النسويّة، والهندسة النسويّة، والموسيقى النسويّة والتشكيل النسويّ وغير ذلك من فنون؟'.

وتتطرق ريما برانسي إلى الأدب النسويّ والذي يعتبره البعض أنه مساويًا لأدب الثرثرة، والأظافر الطويلة والكعب العالي. وتساءلت: 'هل فعلًا كان ما أتت به المرأة مجرّد إضافات؟ وما الّذي أضافته الأنثى للأدب بصفتها أنثى؟ وهل هناك فروق جوهريّة تستدعي الانتباه إلى الحدود بين الإبداعَين؟ ألا يمتاز الرسم النسويّ بما يمتاز به النصّ النسويّ؟؟ ألا يحملُ نفس الرسالة؟'.

وعلى المستوى الثقافيّ تساءلت قائلة: 'هل للمرأة أساليب وطُرُق تعبيرٍ تميّزها ولها علاقة ببيئتها الثقافيّة؟ أمّا لغويًّا فنسأل: هل للمرأة لغة أنثويّة وخطابٌ وضميرٌ وسردٌ أنثويٌ رومانسيّ خاصّ يختلف عن لغةِ الرّجل؟ وهل الأدبُ النسويّ أدبُ انتهاك؟ هل هو أدب زعزعةٍ للمعاني المطروحة على قارعة الطريق؟ هي مجموعة أسئلة حول الأدب النسوي'.

قصص نجاح

خلال جلسة نقاش حول المرأة بين العلم والعمل- في إطار قصص نجاح لباحثاتنا العربيات، حيثُ تحدثت كلٌ من بروفيسور منى مارون، رئيسة قسم بيولوجيا الأعصاب وباحثة فيه- من جامعة حيفا، وبروفيسور أليانور صايغ- حداد وهي متخصِّصة في علم اللسانيات ورئيسة قسم اللسانيات والأدب الإنجليزي- في جامعة بار إيلان.

جلسة أخرى حول المرأة في البحث الأكاديمي- وأدارت الجلسة: د. ريما أبو جابر برانسي. وجاءت فكرة العلاقة بين رأس المال الاجتماعي والشبكات الاجتماعية والتورط بحوادث الطرق في المجتمع العربي. وتحدثت د. سميرة عبيد من كلية عيمك يزراعيل، قسم التمريض، ومكتب وزارة الصحة في لواء الشمال- مسؤولة عن قسم تطوير وتعزيز الصحة.

اقرأ/ي أيضًا| الناصرة: 54 عاما بين القرشلة والكعك الشامي

التعليقات