غزة بين عودة المدارس والعيد

مع بدء العام الدراسي الجديد وحلول عيد الأضحى قريبا، يمر المواطن الغزي بأصعب فتراته، معنويا وماديا.

غزة بين عودة المدارس والعيد

(أ ف ب)

مع بدء العام الدراسي الجديد وحلول عيد الأضحى قريبا، يمر المواطن الغزي بأصعب فتراته، معنويا وماديا.

فعلى غرار العادة، لم تلوح أجواء العيد وفرحة العودة إلى مقاعد الدراسة في الأفق، بل هيمنت مشاعر الألم والغضب على الجو العام.

فقد فاقمت إجراءات السلطة الفلسطينية في رام الله، من خصم لجزء من رواتب موظفيها بغزة، وإحالة الآلاف منهم للتقاعد المبكر، من تردي الأوضاع الاقتصادية التي خلفها الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ نحو 10 سنوات.

ويقول زكريا حبوش، بائع حقائب ومستلزمات مدرسية "إن هذا أسوأ موسم مدرسي يمر عليه منذ سنوات، فحركة الشراء ضعيفة للغاية ومازالت البضاعة مكدسة عندي، ولم أبع سوى شيء بسيط".

ولفت إلى أن الناس أصبحت تبحث عن أرخص البضائع، حتى تتمكن من شراء المستلزمات لكافة أبنائها.

ويصادف اليوم الأربعاء أول أيام العام الدراسي الجديد في قطاع غزة.

وقالت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار (غير حكومية) إن أكثر من ٨٠٪‏ من سكان قطاع غزة "يعتمدون بشكل رئيسي على المساعدات الإغاثية لتسيير أمور حياتهم الصعبة والمعقدة في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية".

ولا تعرف السيدة رنا إبراهيم (32 عامًا)، كيف ستوفر لأبنائها متطلبات المدرسة والعيد، وتقول: "أنا محتارة من أين سأشتري لهم ملابس العيد والمدرسة، والموسمين في نفس الوقت تقريبًا، وكيف سأدبر المال لذلك".

وتابعت، "زوجي من موظفي السلطة المخصوم من رواتبهم، وما يتبقى لنا من نقود نحاول أن نوفر به الاحتياجات الأساسية للمنزل".

أما الشاب قاسم طه، وهو أب لأربعة أبناء، فقد أرسل طفليه إلى المدرسة، بزيهم المدرسي القديم، لعدم قدرته على شراء آخر جديد.

وأضاف طه الذي فقد عمله منذ ثلاثة أشهر في إحدى الشركات الخاصة لإفلاسها، "أشعر بالحزن لأجلهما، لكنني غير قادر على تلبية رغبتهما".

ويعتمد طه في توفير متطلبات أسرته اليومية، على بعض المساعدة من عائلته وعائلة زوجته، إلى حين حصوله على فرصة عمل أخرى.

أما الشاب عمار عليّان، والذي يعمل في محل لبيع ملابس الشباب والرجال، فقد انخفض راتبه للنصف، بعد أن أصبح يداوم في عمله ثلاثة أيام في الأسبوع، لقلة حركة الشراء.

ويقول:" إنه وضع سيء جدًا، لم نشهد أي من المواسم بهذا السوء، ربما يمر علينا يوم كامل دون أن نبيع قطعة واحدة".

وأضاف:" خسرنا هذين الموسمين (العيد وافتتاح العام الدراسي)، وأتوقع أن تتجه الامور نحو الأسوأ، ولا يوجد زبائن للآن يقصدون المحل لشراء ثياب العيد".

ويصادف الأول من شهر سبتمبر/أيلول القادم، أول أيام عيد الأضحى، في غالبية الدول العربية والإسلامية.

ويعاني قطاع غزة أزمات معيشية وإنسانية حادة، جراء خطوات اتخذها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، منها تقليص رواتب موظفي الحكومة في غزة، وإحالة الآلاف منهم إلى التقاعد المبكّر.

وبرر عباس هذه الإجراءات، برغبته في دفع حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تحكم غزة منذ عام 2007 لتسليم الحكم إلى الحكومة، والموافقة على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية.

ويعتمد اقتصاد غزة بشكل كبير على رواتب الموظفين الشهرية التي تدفعها الحكومة في الضفة الغربية.

ويعاني قطاع غزة ارتفاعا كبيرا في معدلات البطالة، خاصة بين الشباب، حيث يعاني البطالة نحو 60 % من هؤلاء الشباب، و53 % منهم خريجو جامعات، بحسب إحصاءات فلسطينية رسمية.

التعليقات