تصاميم "زاد الخير" تهب الحياة لضحايا سوريا

في مخيم الزعتري، في محافظة المفرق الأردنية شمال شرق الأردن، سطع نجم زاد الخير الزعبي (19 عامًا)، التي لم يمنعها صغر سنها وويلات الحروب في البحث عن ابتكار خاص، تقلل أوجاعًا يومية يعيشها الكثير من سكان الأردن.

تصاميم

(الأناضول)

في مخيم الزعتري، في محافظة المفرق الأردنية شمال شرق الأردن، سطع نجم زاد الخير الزعبي (19 عامًا)، التي لم يمنعها صغر سنها وويلات الحروب في البحث عن ابتكار خاص، تقلل أوجاعًا يومية يعيشها الكثير من سكان الأردن.
نجحت زاد الخير، بعد جهدٍ طويل، في ابتكار تصميمات خاصة لملابس يرتديها مصابو الحرب في سوريا، الذين بُترت أطرافهم جراء قذائف نظام الأسد.

وعملت زاد الخير مع عديد من المنظمات الدولية العاملة في المخيم، مما خولها للالتقاء بالأمين العام السابق بان كي مون، خلال زيارته المخيم في نهاية آذار/ مارس 2016، لتتحدث معه باسم اللاجئين السوريّين في المخيم.

مراسل الأناضول، التقى زاد الخير في أحد بيوت اللاجئين الذين كانوا على جدول زيارتها في مدينة المفرق، واستمع منها إلى دورها في تخفيف معاناة أبناء بلدها، الذين قضت الحرب على أحلامهم.

وقالت زاد : "جئت للمخيم عام 2012، وأعيش ضمن بيئة اللاجئين الصعبة، التي يصعب على أي أحد التكيف معها".

وتابعت "منذ سنوات أسمع معاناة اللاجئين، وأبحث عن أي مجال لإيصال صوت السوريين، الحمد لله أنه يعطينا الفرص، فعندما التقيت بان كي مون تحدثت له عن وضعنا وكيف كانت رحلة اللجوء صعبة".

وزادت "أحاول مع بعض الأشخاص توصيل صوت السوريين الذين يصعب عليهم إيصال صوتهم".

ومضت "كثيرون من اللاجئين تضرروا في الحرب وأصيبوا، فعملت مع أحد زملائي على مشروع نصمم من خلاله ملابس تسهل عليهم ارتداءها وخلعها"

واستدركت "نحن نعمل على تصميم نماذج كالقمصان ذات الأزرار المغناطيسية وسراويل ذات سحابات خاصة أيضاً"

وأردفت "كثير من اللاجئين المصابين بحاجة لمساعدة خارجية، ونعمل على مد يد العون لهم لنكون أبناء مجتمع فاعلين قادرين على صنع حياة أفضل.

الناشط الإغاثي الأردني حامد السلمان، والذي رافق زاد الخير في جولتها، يقول للأناضول "سعداء لوجود زاد الخير معنا، وأن تتحدث باسم السوريين، وهي حالة غريبة أن تكون فتاة بهذا العمر تتحدث عن وضع السوريين، مشروعها جيد يهتم بذوي الاحتياجات الخاصة".

وأضاف "نتمنى من المنظمات الدولية أن تتبنى مشروعها وتأخذه بعين الاعتبار لكف المعاناة عن المصابين من اللاجئين السوريين".

وأوضح أن "زاد لا تزال في الثانوية العامة وتجيد اللغة الانجليزية بطلاقة، هي فعلا زاد الخير، ونتمنى أن يستمر التعاون معها".

من جانبه، أعرب اللاجئ السوري وليد أبو سليمان (45 عاماً)، عن سعادته لزيارة زاد لهم، مؤكداً أنه "على يقين بأنها ستوصل صوت اللاجئين السوريين للمسؤولين. حتى ينتبهوا لنا".

وأوضح، في حديثه للأناضول، "مشروع زاد فكرة ممتازة جدا، وإن شاء الله يلقى النجاح ويتكاتف الجميع لإنجاحه".

زاد حملت على عاتقها أن تكون صوت اللاجئين السوريين في الأردن للعالم، متجاهلةً مقياس العمر، فقد التقت سيدة آيسلندا الأولى في المخيم وأعادت كرتها مع بان كي مون، عندما زارت المخيم في سبتمبر / أيلول عام 2017.

وتعد المفرق الأردنية من أكثر محافظات المملكة استقبالاً للاجئين السوريين؛ بحكم قربها الجغرافي من أراضي السورية الجنوبية، حيث يبلغ عددهم فيها، وفق إحصائيات رسمية، نحو 86 ألفًا و471 لاجئًا.

ويُعد مخيم الزعتري أكبر مخيمات اللجوء الخاصة بالسوريين في الأردن، ويضم نحو 80 ألف لاجئ سوري.

ويرتبط الأردن مع سوريا بحدود طولها 375 كلم، ما يجعل المملكة من بين الدول الأكثر استقبالا للسوريين، بعدد بلغ 1.3 مليونا، نصفهم يحملون صفة "لاجئ".
 

التعليقات