100 ألف طفل عامل في لبنان وسط أخطار الإرهاب والمخدرات

أكثر من مئة ألف طفل يعملون في لبنان البالغ عدد سكّانه نحو أربعة ملايين نسمة، في مجالات منها الزراعة المصانع، وتصليح الدواليب، بينما يتسوّل أكثر من 15 ألف طفل 5ي الشارع وبين السيارات

100 ألف طفل عامل في لبنان وسط أخطار الإرهاب والمخدرات

(تويتر)

أكثر من مئة ألف طفل يعملون في لبنان البالغ عدد سكّانه نحو أربعة ملايين نسمة، في مجالات منها الزراعة المصانع، وتصليح الدواليب، بينما يتسوّل أكثر من 15 ألف طفل في الشارع وبين السيارات؛ وفق ما أظهره تقرير لوكالة أنباء "الأناضول" بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، الّذي يصادف في 12 حزيران/ يونيو.

صعوبات اقتصادية

ورصد التّقرير طفلًا يدعى محمد ويبلغ من العمر 7 سنوات، والّذي حرم من دخول المدرسة بسبب وضع أسرته؛ ويعمل محمد في ترتيب الألعاب الّتي كان يفترض أن تكون للعبه، إذ يضعها على رفوف المحل، حتى يأتي أطفال آخرون مع عائلاتهم ليشترونها.

لم يذهب محمد إلى المدرسة بسبب صعوبات ماليّة تعانيها أسرته دفعت والده إلى تشغيله في محل للألعاب؛ ونقلت "الأناضول" عن الأب قوله إنّه ليس "سعيدًا بعمل ابني، وعلى يقين بأن مكانه في المدرسة، لكن الظروف منعتني حتى من تسجيله في المدارس الحكومية" مبيّنًا أنّ "المبلغ الذي يحصل عليه من محمد يساعده في تأمين قوتهم اليومي".

وقال الأب: "لا أحب أن أرى أطفالي يعملون، لكن ليس لدينا خيار آخر.. وعندما يصبح لدينا قدر أكبر من المال، سيترك محمد العمل، ويكمل تعليمه"؛ أمّا صاحب محل الألعاب الّذي يعمل فيه محمد فقال إنّ قبوله لتشغيل الطفل جاء لكي "أحميه من الشارع، ويساعد عائلته في تأمين مبلغ، ولو بسيط، كل آخر شهر".

من عمالة الأطفال إلى الإجرام والإرهاب

فيما اعتبرت مديرة المشروع الوطني لمكافحة التسول في وزارة الشؤون الاجتماعية، سيما منذر، أنّ "الأطفال هم ضحية المجتمع.. مكافحة الإرهاب تبدأ بمعالجة حالات البؤس وعمل الأطفال"، مبيّنةً أنّ "عدد الأطفال العاملين في لبنان بلغ مئة ألف طفل يعملون في ظروف صعبة للغاية دون أي رقابة تذكر".

توضيحية (Pixabay)

وحذّرت منذر من أنّ "بعض من نراهم في الشارع سيتحولون بشكل أو بآخر إلى الجريمة أو المخدرات أو الإرهاب أو الثلاثة معًا"، موضحةً أنّ هناك كثر من 15 ألف طفل في الشارع، قرابة 76% منهم هم من الجنسية السورية".

وبحسب منظمات دولية فإن الأطفال الأكثر عرضة للمخاطر هم اللاجئون، إضافة إلى المنتمين إلى أقليات تتعرض للاضطهاد والتمييز.

ودعت منذر إلى "التعاون بين وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارات العدل والداخلية والتربية، للحد من هذه المشكلة وتداعياتها الخطرة على الأطفال بشكل خاص، ومجتمعنا عامة"، معتبرةً أنّ ظاهرة عمل الأطفال، "التي لا تسيء إلى لبنان كدولة فحسب، بل إلى الإنسانية جمعاء".

وبيّنت مديرة المشروع الوطني لمكافحة التسول في وزارة الشؤون الاجتماعية اللّبنانيّة، أنّ هناك خطّة عمل موحدّة قد وضعت لمكافحة الظاهرة، وأوضحت: "سنقوم بدورات تدريبية للعاملين والمعنين حول كيفية التعامل مع طفل الشارع واستقطابه والعمل معه".

كما سيقوم المشروع بتقديم "دورات مهنية لتعليم هؤلاء الأطفال مهنا يستطيعون أن يكسبوا عيشهم منها، دون اللجوء إلى الشارع، وذلك بالاشتراك مع الجمعيات الأهلية والمنظمات الدولية"، عدا عن العمل على الجانب النّفسي والصّحي لأطفال الشوارع عن طريق حافلة متنقلة تدخل الأحياء الفقيرة"، بحسب منذر.

توضيحية (Pixabay)

مشكلة أمميّة

وتسعى الأمم المتحدة، في اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، إلى نشر التوعية عن دائرة الفقر، التي تتشكل باستمرار، عندما يُضطر الأطفال إلى العمل، وتضييع فرص التعليم؛ فبحسب بيانات الأمم المتّحدة، هناك ما يزيد عن 280 مليون طفل بين الخامسة والـ17 من العمر منخرطون في سوق العمل في العالم.

وأكثر من 152 مليونا من هؤلاء الأطفال هم ضحايا لممارسات غير مشروعة أبرزها العمل القسري، العبودية والدعارة؛ فيما يؤدي 85 مليونا من هؤلاء الأطفال أعمالًا في بيئات خطيرة، تؤدي غالبًا إلى إصابات وأذى جسدي أو نفسي، كما يلقى 22 ألف طفل مصرعهم سنويا خلال العمل، بحسب منظمة العمل الدولية.

ويشكل الذكور 58% من الأطفال في سوق العمل، وتقول منظمة العمل الدولية إن العمل في صفوف البنات قد تكون شائعة مثل نسبتها بين الذكور، لكن لا يتم الإبلاغ عنها، كما في حال عمل صغيرات كخادمات في المنازل.

التعليقات