أسبوع الاقتصاد الوطني: جمعية الثقافة العربية تنظم بازارا شعبيا في حيفا

نظمت جمعية الثقافة العربية في حيفا، أمس الأحد، بازارا شعبيا في ساحة المركز الثقافي ضمن فعاليات أسبوع الاقتصاد الوطني، عرض فيه منتوجات لشركات ومصانع فلسطينيّة في البلاد.

أسبوع الاقتصاد الوطني: جمعية الثقافة العربية تنظم بازارا شعبيا في حيفا

البازار الشعبي في حيفا، أمس (عرب 48)

نظمت جمعية الثقافة العربية في حيفا، أمس الأحد، بازارا شعبيا في ساحة المركز الثقافي ضمن فعاليات أسبوع الاقتصاد الوطني، عرض فيه منتوجات لشركات ومصانع فلسطينيّة في البلاد.

وزار "عرب 48" البازار الشعبي وسلط الضوء على أهمية تنظيم برامج داعمة للمنتوجات الوطنية والمحال التجارية العربية.

وتحدث عضو جمعية الثقافة العربية، مصطفى ريناوي، عن هدف البرنامج، مؤكدا أن "الغاية الأساسية تعطيل سلاح التهديد الاقتصادي والتلويح بالعقوبات التي تطال كل من يتضامن مع أبناء وطنه ومقدساته. لقد بدأت الفعاليات باكرا منذ ساعات الفجر، وشهدنا إقبالاً منقطع النظير من أهالي حيفا والمنطقة الذين وصلوا إلى البازار".

مصطفى ريناوي

وأضاف ريناوي أن "السوق من تنظيم جمعيتنا ضمن حملة أسبوع الاقتصاد الوطني جاء كرد فعل طبيعي على مقاطعة الإسرائيليين للتجار العرب الذين شاركوا في الإضراب الذي شهدته المناطق العربية ردا على الحملة العسكرية الهمجية على قطاع غزة، وكان الإضراب نتيجة لتضافر الجهود الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لوقف العدوان السافر. الحملة شملت قطاعين، قطاع المصانع الكبيرة كمصانع حيفا والطيرة وأم الفحم. هذا البرنامج جاء لترجمة فعلية للمشاريع السياسية الوطنية ولتحويلها إلى أفعال على أرض الواقع من خلال الحملات الإعلامية الداعية للالتفاف نحو الصناعة المحلية، وحث المصنعين والمحال التجارية إلى تخفيض أسعار منتجاتهم قياسا على البضائع المنافسة لجذب المستهلك العربي، وهذا ما أكد عليه د. باسل غطاس ود. ريا الصالح في محاضرتيهما، بأن الفرصة كانت مواتية وسانحة لتحويل هذا التوجه إلى أفعال ملموسة، سيما بعد التضامن الوطني الكبير نتيجة الأحداث الأخيرة، وهذا ما كان ليحدث في فترات سابقة، كما أن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من المبادرات الهادفة إلى بلورة الاقتصاد الوطني وتوعية المواطن العربي إلى أهميته في الحفاظ على الهوية".

ديالا مع طفليها كريستيان وحلا متري

شهد البازار مبادرات للأطفال في عرض منتوجات خاصة بهم وبيعها بهدف التبرع بالأرباح لصالح فقراء ومحتاجين، كما أشارت أم كريستيان وحلا متري السيدة ديالا، وقالت إنه "وصلنا للمشاركة كزبائن للمعرض، ولكن أطفالي اقترحوا بيع منتجات خاصة بهم من إكسسوارات وأغراض أخرى ومن ثم التبرع بالأرباح لريع محتاجين في المدينة، بعض المنتوجات من صناعتهم. مهم جدا مشاركة الأطفال في أطر العمل الوطني المشترك الثقافي الاقتصادي وفي مختلف المجالات. نحن نتيح مساحة لأطفالنا للتعرف على قيم من خلال المشاركة كالتكافل الاجتماعي والوطني، وأهمية المبادرات التي تعود بالفائدة لمجتمعنا الفلسطيني". أما عن حلا فقالت إنها "رسمت علم فلسطين على جدار ساحة المركز الثقافي تحيطه الأيادي المتراصة، والتي ترمز لوحدة الشعب الفلسطيني في شتى البقاع".

ومن بين المصانع التي شاركت في البازار، شارك مصنع جت للألبان والعديد من أصحاب الشركات والمصانع الذين عرضوا منتوجاتهم المحلية.

سمير قحاوش من مصنع النزهة بأم الفحم

وقال أحمد وتد من مصنع جت للألبان إنه "أتينا للمشاركة في فعاليات سوق المنتجات الوطنية دعما لهذه الحملة المهمة وللتعريف بمنتجاتنا، قدمنا خلاله بعض الأطعمة للمشاركين بشكل مجاني، للتعرف على المنتوج من خلال تجربته. أرى أن مبادرة تنظيم برامج لدعم الاقتصاد الوطني يجب أن تكون على مدار العام، لإكساب المستهلك العربي الثقة بالمنتجات الوطنية الفلسطينية المحلية، وتوعيته بأهمية الاقتصاد الوطني وإكسابه ثقافة اقتصادية وطنية. نحن لم نأت فقط لبيع منتوجاتنا، لكن الهدف الأسمى هو توجيه الرأي العام العربي لهذه المبادرات الهامة القائمة على الاكتفاء الذاتي وصولاً لتجسيد الانتماء الوطني وتجذيره".

أحمد وتد من مصنع جت

وقال عامر قحاوش من مصنع النزهة في أم الفحم، إنه "وصلنا من مصنع النزهة في أم الفحم للمشاركة في هذا البرنامج الاقتصادي الوطني، وبالتالي دعم المجتمع العربي، للتعرف على المنتجات المحلية الفلسطينية، لنبني اقتصادا وطنيا فلسطينيا حتى نواجه التحديات التي نتعرض لها في حياتنا. الاقتصاد القوي هو ركيزة نتكئ عليها، إذ أن المصالح والمصانع المحلية الوطنية هي أول ما يدعم أبناء شعبنا في أزماته، فلهم الحق بالتعرف على تلك المنتوجات التي لا تقل جودة عن منتوجات الشركات الأخرى المنافسة".

شادي سلامة من حيفا

لم تتغيب إصدارات الكُتّاب والأدباء الفلسطينيين عن البازار الشعبي، وعن ذلك قال شادي سلامة الذي عمل في زاوية بيع الكتب وقصص الأطفال، إنه "نظراً للأحداث الأخيرة التي شهدتها غزة وباقي المناطق الفلسطينية، كان لزاما علينا تعزيز الاقتصاد الوطني الفلسطيني وصولا لوحدة الشعب على المسارات المختلفة، وها نحن أنا وأصدقائي نتناوب على بيع الكتب في هذه الاحتفالية، فالكتاب عبارة عن مرآة تعكس حياتنا ومسيرتنا وتاريخنا وسيرورتنا، فالتاريخ هو طريقنا للحاضر والمستقبل".

ملك زعبي من الناعورة تشارك الأطفال في التعبير عن انتمائهم لوطنهم

وعبّرت ملك زعبي من الناعورة عن سعادتها بالبرامج الوطنية والاقتصادية، وقالت إنه "أحب المشاركة في كافة الأنشطة الوطنية في المدن الفلسطينية. كزائرة للمعرض رأيت أن أعبر عن رأيي برفض القمع والكبت الذي فرضته الشرطة علينا من خلال اعتقالها وقمعها لنا في مشاركتنا في المظاهرات الأخيرة رفضا لتهجير أهلنا في الشيخ جراح والاعتداءات على المسجد الأقصى والحرب في غزة. أنا هنا لأقول نحن باقون من خلال الرسم وكتابة الشعارات الوطنية".

الطفلة حلا متري تعبر عن دعوتها للوحدة الفلسطينية من خلال الرسم

التعليقات