"امنح كتابك حياة جديدة" مشروع لتخفيف الأعباء المادية في أم الفحم

في محاولة لمساعدة الأهالي على توفير الكتب للطلاب، عشية بدء العام الدراسي الجديد، افتتح "حراك الشباب الفحماوي"، للعام الثاني على التوالي مشروع تبادل الكتب في أم الفح.

(عرب 48)

في محاولة لمساعدة الأهالي على توفير الكتب للطلاب، عشية بدء العام الدراسي الجديد، افتتح "حراك الشباب الفحماوي"، للعام الثاني على التوالي مشروع تبادل الكتب في أم الفحم، وذلك لتخفيف الأعباء المادية عن الأهالي في المدينة والمنطقة المجاورة، في حملة أُطلق عليها "امنح كتابك حياة جديدة".

وجاء المشروع في ظل ارتفاع أسعار الكتب والقرطاسية، ويوفر الكتب للمراحل التعليمية المختلفة وحتى كتب امتحان "البسيخومتري"، ويقام المشروع منذ عامين في المركز الجماهيري بأم الفحم.

ووفقا للمعلومات المتوفرة فإن 16 ألف طالب وطالبة من رياض الأطفال وحتى الثانوية يستعدون للعودة إلى المدارس في أم الفحم.

وقال القيادي في "حراك الشباب الفحماوي"، كرم جبارين، لـ"عرب 48" إن "حراك الشباب الفحماوي مجموعة شبابية تأسست عام 2018 تضم شبانا من أم الفحم ومنطقة وادي عارة، إذ نقوم على نشاطات سياسية واجتماعية ووطنية بالأساس، وذلك على أصعدة عدة بينها السياسية، والتعليمية، والتبرعات، وأيضًا الوطنية".

تقليد سنوي

وعن مشروع تبادل الكتب، قال جبارين إن "المشروع مستمر لعامه الثاني على التوالي، إذ أن المشروع انطلق بسبب الحاجة للكتب خاصة في ظل ارتفاع الأسعار الذي نشهده، وهذا المشروع يوفر الكتب منها الصالحة للاستعمال وأيضًا الكتب الجديدة، بالإضافة إلى ذلك تعزيز مفهوم التعاون بين أبناء البلد بمعنى ما لا تحتاجه أنت يحتاجه غيرك، وأيضًا أطلقنا على الحملة اسم امنح كتابك حياة جديدة، وذلك لتعزيز مفهوم النعمة، وضرورة استعمال الكتب وتدويرها كالبلاستيك والمواد الأخرى".

كرم جبارين

وأضاف جبارين أن "المشروع مستمر لمدة أسبوعين، إذ بدأ منذ يوم 17 الشهر الجاري وحتى نهاية الشهر الجاري، فيما أن التحضيرات للمشروع بدأت قبل أسبوع من الافتتاح واستقبال الأهالي، وأيضًا التواصل مع المحلات والمركز الجماهيري والجمعيات بدأ قبل أشهر، وسنعمل على أن يكون المشروع سنويًا قُبيل بدء كل عام دراسي".

مشروع لكل فئات المجتمع

وعن الفئة المجتمعية التي يقصدها المشروع، أوضح جبارين أن "المشروع يستهدف كل فئات المجتمع ولا يقتصر على فئة معينة، وبإمكان كل شخص أخذ وتبديل الكتب، وأيضًا العائلات المتعففة التي من الممكن أن تستفيد من المشروع بإمكانها أخذ وتبديل الكتب، إذ أن المشروع للعامة ولا يستهدف فئة معينة بالمجتمع".

وبخصوص الصعوبات بسبب تبديل الكتب من قبل وزارة التربية والتعليم، كشف جبارين بأن "صعوبات جمة تواجهنا بسبب تبديل الكتب المتواصل من قبل وزارة التربية والتعليم، إذ أنه في كل مرة يتم وضع مناهج جديدة، وعلى الرغم من أن الكتب جديدة فالأهالي يجبرون على شراء كتب بديلة، ونحن في المشروع نحاول توفير جميع الكتب لكل المراحل التعليمية بالإضافة إلى كتب البسيخومتري".

دعم منقطع النظير

وعن الدعم للمشروع من قبل المؤسسات والأهالي في أم الفحم، قال جبارين إن "العديد من أصحاب المكتبات في أم الفحم توجهوا لنا من أجل التبرع بالكتب والقرطاسية ومستلزمات الطلاب، على الرغم من أننا عشية افتتاح المدارس وهذا موسم ربح للمكتبات، بالإضافة إلى ذلك فإن كل مكتبة توجهنا قدمت الدعم للحملة".

وأكد أن "العديد من الجمعيات الخيرية في المجتمع العربي توجهت إلينا من أجل التبرع بالكتب، إذ أن جمعيتي 'فكر بغيرك' و'أمانينيا'، زارتا المشروع وقدمتا كمية كبيرة من الكتب والقرطاسية، وهذا التواصل والتكاتف والتعاضد بين المؤسسات وأصحاب المحلات في المجتمع العربي وأم الفحم تحديدًا يثلج الصدر".

وختم جبارين بالقول إن "أم الفحم بلدة مليئة بالخير والطاقات الإيجابية على الرغم من كل الأحداث التي تحصل والإحباط الذي نعيشه أحيانًا بسبب الجريمة، لكن هناك بالمقابل طاقات طيبة وعدد من المتطوعين في المدينة، يريدون الخير ويعملون من أجله".

إقبال واسع

وفي سياق إقبال الأهالي، قالت المتطوعة تالا جبارين، لـ"عرب 48" إن "الإقبال من قبل الأهالي ممتاز، إذ يستقبل المتطوعون الأهالي منذ الظهر ولغاية المساء يوميًا، ويجري تبديل الكتب أو إعطائهم الكتب التي تنقصهم دون تبديل، إذ يوجد في المكان فائض من الكتب لكل المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية بالإضافة إلى كتب بسيخومتري".

وعن أهمية التطوّع، قالت جبارين إن "التطوع عمل إنساني بالأساس، إذ يعود التطوع بالفائدة على المتطوّع الذي يكسب العديد من المهارات المختلفة عن طريق التطوّع، ومنها المتعة، والتعامل مع الناس، وتحمل المسؤولية، وكسب معلومات جديدة، وعلاقات اجتماعية، وتحوّل الشخص إلى ناشط وقيادي، بالإضافة إلى التنظيم وأيضًا صقل شخصية الواحد منا".

قيمة التطوع

وأوضحت جبارين أن "التطوع ضروري لكل فئات المجتمع، إذ أنني طالبة جامعية وأتطوع في حراك الشباب الفحماوي، بالإضافة إلى ذلك هناك العديد من المتطوعين من مختلف الفئات العمرية من أم الفحم، وهناك عدد من المتطوعين من الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعية أيضًا، وباعتقادي التطوع ضروري وهام ويعود بالنفع والفائدة على المجتمع".

تالا جبارين

وأشارت إلى أن "التطوع كذلك يمنح العديد من الأمور الهامة للأجيال الصاعدة بينها قيمة العطاء، والعمل الجماعي، وتعزيز الانتماء، إذ أن الحالة النفسية التي يعود بها المتطوع إلى بيته تكون مميزة، بسبب تعامل وتقدير الناس للمتطوعين، صحيح أننا نبذل جهدا كبيرا في التطوع، لكن الإضافة النوعية للشخص لا توصف".

وختمت جبارين بالقول إن "التطوع خلال الأسبوع أو حتى اليوم لعدة ساعات يضيف الكثير للإنسان، وهناك ضرورة للتطوع. وبالمناسبة نستقبل في المشروع كافة الأهالي دون استثناء، حتى لو كان الإنسان الزائر لا يملك كتبا وقرطاسية. الأهم أن نوفرها لمن يحتاجها ونساهم في خدمة مجتمعنا".

التعليقات