تعليم مجاني من 0 - 3 أعوام حقيقة أم وعود انتخابية؟

كتب الناطق بلسان جمعية "نموّ" في حيفا، الصيدلي إبراهيم غطّاس، هل ستقوم الحكومة بتخصيص 14 - 20 مليار شيكل سنويّا لهذا الهدف بطريقة منصفة، أم ستبقى التصريحات الفضفاضة غطاء لتسريب الميزانيات في المجال لمجموعات محدودة محدّدة مسبقّا؟

تعليم مجاني من 0 - 3 أعوام حقيقة أم وعود انتخابية؟

توضيحية (إعلام جمعية نمو)

بالتزامن مع فتح باب التسجيل في الحضانات قام وزير التربية والتعليم الجديد، يوآف كيش، بالتصريح أن التعليم المجاني لأجيال 0 - 3 ليست وعودات انتخابية، بل ستنفّذ.

السؤال الذي يطرح نفسه هل هناك خطوات عملية نحو ذلك، ولمن، كيف ومتى؟

خلفية

تم يوم 19 تموز/ يوليو 2009، إقرار القرار الحكومي رقم 602 القاضي بإضافة ميزانيات بمئات الملايين سنويًا لبناء حضانات وتمويل رسوم تعليم الأطفال، لتشجيع دخول النساء إلى مجال العمل، وبالفعل وخلال الـ13 عاما تم صرف مئات الملايين سنويًا.

آخر المعطيات المنشورة تشير إلى أنه في 2021 فقط تم صرف 1,109,948,547 شيكلا، وفي 2022 تم صرف و732,449,000 شيكل أيضًا لتمويل رسوم التعليم بالحضانات. ومع ذلك فإن التمويل الحكومي بالحضانات ما زال 18% من مجمل تكلفة الحضانات، مقارنة بـ71% في دول OECD، و147,400 طفل، من أصل 548 ألف طفل، ما يوازي 27% فقط في حضانات مموّلة، ولا زال عدد الحضانات الممولة 2,030 حضانة فقط، ثلث العدد المطلوب، يشمل الـ350 حضانة رسمية التي تم تمويلها بين السنوات 2015 - 2020.

الصيدلي إبراهيم غطّاس
الناطق بلسان جمعية "نموّ" في حيفا

وما الوضع عند العرب؟

بحسب القرار الوزاري، كان من المفترض أن يتم تخصيص 25% من ميزانيات بناء الحضانات للأطفال العرب. في الواقع 8% من ميزانية تمويل رسوم التعليم تعطى للأطفال العرب، على الرغم من أن نسبتهم توازي 24% من مجمل الأطفال 0 - 3 سنوات في الدولة. وفقط 13% من الأطفال العرب تتوفر لهم حضانات مموّلة في بلداتهم العربية.

ماذا عن حيفا؟
حسب المعطيات التي كشفتها جمعية "نموّ" فإن 18 % من الأطفال بأجيال 0 - 3 سنوات في المدينة هم عرب (2680 طفلا). يوجد في المدينة 36 حضانة مموّلة، ولا واحدة منها خصّصت للأطفال العرب، وبالواقع يحرمون من الشروط التربوية من ناحية ومن التمويل برسوم التعليم من الناحية الأخرى.

وماذا حديثّا؟

في شهر تموز/ يوليو 2021 قررت الحكومة نقل مسؤولية الحضانات من وزارة العمل لوزارة التربية والتعليم، مع بداية 2022 تماشيّا مع الأهمية التربوية لجيل الطفولة المبكرة والأبحاث التي أثبتت أن الاستثمار في الطفولة المبكرة قيمة صحية اجتماعية تربوية واقتصادية جمّة وأن مقابل كل شيكل يستثمر في التربية بجيل الطفولة المبكرة متوقع أن ينتج فائدة اقتصادية مستقبلية بقدر 4.8 شيكل للمدى البعيد. بالإضافة للفائدة الاقتصادية المباشرة بدفع دخول النساء لمجال العمل.

ماذا بعد؟

"كيش" ليس الوزير الأول الذي يصرّح عن نيته تمويل الحضانات بشكل كامل، فقد سبقه عديدون بذلك حتى أنه قدمت اقتراحات قانون سابقة على ذلك، وبرنامج تمويل بناء الحضانات الرسمية ورسوم التعليم منذ 2007 أو أبكر. ليبقى السؤال الأهم: هل ستقوم الحكومة بتخصيص 14 - 20 مليار شيكل سنويّا لهذا الهدف بطريقة منصفة، أم ستبقى التصريحات الفضفاضة غطاء لتسريب الميزانيات في المجال لمجموعات محدودة محدّدة مسبقّا تبعّا للإيديولوجيا السياسية واتفاقات تشكيل الحكومة وأولويات التنظيم الديمغرافي، لما في هذه الخطوة من تأثير على تدعيم/ تحديد النسل.

التعليقات