18/03/2012 - 13:16

خلود تخطو «خطوة» نحو الأمام

"يُعتبر تعليمي سبب من أسباب ثقافتي، اقرأ كثيرًا من الكتب، أحاول المشاركة في برامج تثقيفية، كالندوات والمحاضرات المختلفة، التي تبحث في قضايا شعبنا".

خلود تخطو «خطوة» نحو الأمام

- خلود الزيناتي (تصوير: محمد بدارنة) -

تحكي لنا خلود الزيناتي عن تجربتها كناشطة ومتطوعة في مجموعة ”خطوة ”في اللد والرملة عن طموحها في مستقبل مهني ومساهمة مجتمعية وعن التعليم كرافعة للحلم 

 

كان لقائي بالشابة خلود الزيناتي في مدينة اللد يومَ رافقتني في جولتي لبعض معالم مدينتي اللد والرملة، ولم يَكُن مِن الصعبِ أن ألمسَ خلال حديثي معها، روحُ الحماسِ والاهتمام مِنها بما يجري في محيطها، فكانت تؤكِد مِن حيثُ تدري أو لا تدري، أنها "صاحبةُ شخصيةٍ قوية"، و"باحثة عن التغيير" في مجتمعها، وفوق ذاك هي "متطوعة" بكل ما في الكلمة مِن معنىً، ففيها روحٌ شبابية، تسعى إلى التغييرِ، الآتي مِن "خطوة"، ليكتملَ مشروع التطوُع في مجتمعنا.
 
خلود طالبة جامعية عمرها 24 عامًا، تدرس العلوم السلوكية (سنة ثالثة) وتعملُ في إحدى روضات مدينة اللد، خمسة أيامٍ، أما في يوم الجمعة فتعمل في مستشفى بني براك، والسبت موظفة في مكتبة ستماتسكي".
 
خلود واحدة مِن أفراد مجموعة خطوة، وهي مجموعة شباب من اللد والرملة تعمل على التنمية الذاتية للشباب من خلال برامج الإرشاد والتوعية ونشر روح التطوع وتنظيم الأنشطة الاحتجاجية.
 
ما الحاجة إلى خطواتٍ كهذه، التطوع والتنمية الذاتية؟!
"نشعرُ أنّ اللد والرملة تنقصهما الكثير من المراكز الشبابية (شبانًا وشابات)، وينقص شبابنا الكثير من الوعي لروح العطاء والتنمية والتطور، وقد وجدنا لمجموعتنا "خطوة" دعمًا كبيرًا مِن قبل كثيرين، خاصة أننا نسعى إلى محاربة الظواهر السلبية والعنف، وسياسات الإقصاء وهدم البيوت، وإلى تطوير الاتجاهات الإيجابية لدى شبابنا".
 
كيف يتقبل المجتمع خطوتكم؟!
"على صعيدٍ شخصي فإنّ عائلتي تدعمني، وتأمل أن تراني في مكانةٍ مجتمعية مهمة، لكن بالمقابل فإنّ بنات مجتمعي يواجهن اضطهادًا كبيرًا، وظلمًا، وعنفًا وقتلاً دون وجه حقِ، وكثيرات لا ينجحن بالخروج من إطارها الضيّق وأن يجدن عملاً يطورهن ويزيد منِ طموحهن المستقبلي".
 
هل تلمسين تغييرًا في مجتمعنا؟!
"للأسف، ورغم أنّ هناك تغييرات إيجابية عامة، لا زلتُ أرى الفتاة العربية في اللد والرملة مُحاصرة ومكبوتة، ونحنُ كمجموعة شبابية نحاول أن نبني إطارًا معيّنًا للفتيات اللداويات والرملاويات، ليجدن مكانًا مفتوحًا لتطوير ذاتهن، ونحنُ نحتاج لِمثل هذه الأطر الداعمة. نعمل في "خطوة" أكثر على تحريك الفتيات، نريهم الجوانب الأخرى للحياة".
 
كيف يؤثر عمل الفتاة والمرأة على حياتها، برأيك؟!
"تستطيع المرأة من خلال خروجها للعمل أن تكوّن نفسها، وتنمي ذاتها وتصقل شخصيتها، وأقيس الأمر عليّ أنا فالعمل أعطاني الكثير من الأمور الإيجابية، زادَ من ثقافتي ووسع مداركي، وجعلني صاحبة شخصية قوية وجعلني أطمح لتحقيق أهدافٍ ايجابية أخرى".
 
- تصوير: محمد بدارنة -

"بالإضافة إلى الاستقلال المادي فإنّ المرأة العاملة تصبح مسؤولة أكثر عن نفسها، غير مرتبطة بالآخرين، وعندها تستطيع أن تُصدر قرارات اجتماعية منِ مكانٍ واثق، وخروج المرأة للعمل، يفيدها في تكوين ذاتها، بحيثُ تؤكِد أنها ليس فقط نصف المجتمع بل هي أساسه".
 
ما الفرق بينك وبين والدتك؟!
"ما مِن شك أنّ هناك تفاوت واضح بين جيلي وجيل أمي، هناك فرقٌ كبير بين ما يعيشه اليوم من تغييرات يختلف عن حياة امي قبل سنوات، كان همُ الأمهات تزويج بناتهن، لكنّ الأمور تتغير، وما تقبله أمه بشأن الزواج أرفضه أنا، حتى أنّ امي بدأت تفهمني وتتفهم أفكاري".
 
ما الذي تشكو منه النساء في مجتمعنا برأيك كناشطة ومتطوعة؟
"يشكو مجتمعنا من نقص الدعم للنساء، وتغيير تفكيرهن تجاه الزواج المبكّر، وقلما نلمس طموحًا لدى فتياتنا في منطقتي اللد والرملة، إنها مشكلة جدية، فالعادات والتقاليد حصرتهم لدرجة الاختناق".
 
ماذا تهدفين من وراء زرع بذور التطوع؟!
"همي الأساسي من التطوع، هو تغيير مجتمعي إلى الأفضل، رفع نسبة التعليم وزيادة الاهتمام بالتطوير الثقافي، بتكوين الذات، وأيضًا بنشر رسالة التطوع في اللد والرملة".
 
كيفَ تعملين على بناء شخصيتك؟
"يُعتبر تعليمي سبب من أسباب ثقافتي، اقرأ كثيرًا من الكتب، أحاول المشاركة في برامج تثقيفية، كالندوات والمحاضرات المختلفة، التي تبحث في قضايا شعبنا". 
 
هناك اتهامات كثيرة للسلطات بأنها تعمل على هدم المجتمع العربي في اللد والرملة، كيف ترين ذلك؟!
"نعم، لكن ليس في اللد والرملة وحدها... فالحكومة معنية بأن تكون هذه المناطق فقط متضررة، بل إنها تسعى إلى جعل المواطنين العرب جميعًا في الحضيض بسبب عدم محاربة آفة المخدرات، والعنف القتل، وما مِن شك أنّ الحكومة لا تشغل بالها بمحاربة الظواهر العنيفة والمميتة في مجتمعنا، وبالتالي ينتج وضع لا نجد مَن يُساند أصحاب البيوت المعرّضَة للهدم".
 
ما هو طموحك المستقبلي؟!
"أن أكون مميزة بعملي، أن أصل لمكانة مرموقة، وأن يكون لي شأنٌ في مجتمعي، أفيد من خلاله النساء، كأن أكون مسؤولة عن جمعية تدعم الفتيات ليس فقط من ناحية نفسية بل ايضًا من ناحية اجتماعية ونواحٍ أخرى كثيرة".

التعليقات