13/12/2012 - 11:46

لقاء: ثوري على كل سُلطة

لقاء مع المجموعة الطلابية النسوية في الجامعة العبرية "ثوري على كل سُلطة"

لقاء: ثوري على كل سُلطة

لقاء مع المجموعة الطلابية النسوية في الجامعة العبرية "ثوري على كل سُلطة"

 

كيف بدأت مجموعة ثوري على كل سلطة؟

ريهام نصرة:
"مجموعة "ثوري على كل سُلطة" (ثوري) هي مجموعة طلابية نسوية، تضم طالبات ناشطات من مختلف التّوجهات السّياسية والحزبية تجمعهن الرؤيه النّسوية الرّديكاليّة. وقد استهلت المجموعة نشاطها في الجامعة العبرية في القدس في السنة المنصرمة. حيث شعرنا ان هناك حاجة ماسة لخلق حيز نسوي، طلابي، فلسطيني لطرح معالجة وتحليل مواضيع اجتماعية- سياسية مختلفة من منظار مغاير لما كان عليه في الساحة الطلابية حتى الآن، وهو المنظار النقدي النسوي.

وهكذا وبمناسبة يوم المرأة العالمي اجتمعنا بهدف تخطيط لفعالية طلابية منها بدأت ولادة مجموعة "ثوري ع كل سلطة". وكان القاسم المشترك لجميعنا استياؤنا من تحويل يوم المرأة ليوم احتفالي محدود وفارغ من مضامينه الثورية والنقدية للواقع. كما استفزتنا الطقوس الاحتفالية الاعتيادية كتوزيع الورد والهدايا دون أي رسالة احتجاجية حول الوضع المجتمعي- السياسي القائم والذي فيه تقمعن النساء يوميًا ويتجلى ذلك في عدة أصعدة ومنها التمييز الممنهج ضد النساء، القتل بما يسمى "على شرف العائلة"، مكانة الناشطات في الأحزاب والحركات السياسية الخ. في لقائنا تبلور نقاش حول وضعنا كنساء فلسطينيات في إسرائيل، وحول مصدر القمع، فهل ينبع من جهازي الشرطة والقضاء المعتمدان سياسة التقاعس المقصود؟ وماذا عن مسؤولية المجتمع الأبوي عن الجريمة؟ مجتمع الذي يقدم التبريرات للجناة أو يلتزم الصمت في أحسن الأحوال.

كما وجدنا أنّ هناك علاقة مباشرة بين اشكال القمع وبالتالي تمحور النشاط حول أشكال العنف والاضطهاد اليومي الذي تتعرض له المرأة عامة والمرأة الفلسطينية خاصة، بداية من قمع أبسط الحريات اليومية وحتى ارتكاب أبشع الجرائم كالعنف الجسدي والجنسي والقتل بحجة ما يسمى "شرف العائلة"، ومن هنا اتينا باسم النشاط "حريتي ممارسة يومية". وقد اشتمل النشاط على تجسيد لمشاهد تمثّل حالات قمع النساء، حيث وضعنا في مكان مركزي في الحرم الجامعي اشباه جثث تجسد النساء اللواتي قتلن على شرف العائلة وقد رفعنا شعارات باللغتين العربية والإنجليزية منها: "الساكت على الجريمة شريك فيها" ، و"كيف بامكانك ان تكوني نسويّة وتدعمي الاحتلال بذات الوقت؟" كما تم سرد قصص حقيقية لضحايا الاضطهاد المزدوج الذي تتعرض له المرأة الفلسطينية من المجتمع وسلطات الاحتلال.

هذه الفعالية تطلبت منا دراسة الموضوع والتفكير بطرق ابداعية لعرضه، وقد جذبت هذه التجربة العديد من الطلاب والطالبات مما شجعنا ان نستمر. كما أننا من خلال هذه الفعالية وجدنا ان الحيز الذي خلقناه (مجموعة ثوري) مميز جدًا وواعد وذا أهمية لنا وللطلاب".

ماذا يميز مجموعة ثوري عن مجموعات طلابية اخرى؟

حلا مرشود:
لقد أوجدنا مجموعة ثوري لطرح مواضيع مختلفة على الساحة الطلابية الفلسطينية في الداخل خاصة، ولشريحة الشباب والشابات عامة، ابتداءً من إعطاء مناسبات سياسية واجتماعية بعدًا مغايرًا، مثال على ذلك: فعالية مناصرة الأسرى السياسيين خلال خوضهم معركة الأمعاء الخاوية والتي أتت لتسلّط الضوء على معلومات حول الوضع غير الإنساني الذي يعاني منه اسرانا وأسيراتنا في السجون الاسرائيلية. فقمنا بتصوير طالبات وطلاب رافعين شعارات حول وضع الاسرى في السجون، فتطرقنا لوضع القاصرين والقاصرات، لأسعار الكنتينا الباهظة، لخاصية اضطهاد الأسيرات ولأهمية المصطلحات – مثال على ذلك هو استعمال "اسرى سياسيين واسرى حرب" وليس "سجناء امنيين". من ثم قمنا بنشر هذه الصور في صفحة المجموعة "ثوري على كل سلطة" الفيسبوكية، حيث لاقت تجاوب محلي وعالمي كبير والذي فاق توقعاتنا فقد ذكرت المبادرة في نشرة الأسرى كما وقامت مجموعة متضامنين امريكيين، وبعد التوجه الينا، بمبادرة لنشاط مشابه. من الجدير بالذكر ان جميع فعالياتنا تتميز بطرقها الإبداعية، الخلاقة وغير المنتشرة في الساحة الطلابية في الداخل الفلسطيني.

من جهة اخرى نسعى لتسليط الضوء على مواضيع ما زالت "تصنّف" ضمن الممنوعات، كالنّدوة التي قمنا بالمبادرة إليها تحت عنوان "بالعربي كوير" مع مداخلة لمديرة جمعية القوس، حنين معيكي، حول تاريخ الجنسانية والمثلية الجنسية – من نمط حياة إلى هوية. لقد لاقى النشاط تجاوب ملحوظ من الطلاب، بعدد الحضور والتفاعل خلال الامسية. فنحن في ثوري نرى أنّه قد أتى الوقت لأن تتعدى الأطر الطلابية مواضيع النشاطات "الكلاسكية" وتطرح المواضيع "الأصعب" على الساحة الطلابية والتي ايضا تخص حياتنا اليوميه وهويتنا كأفراد ومجتمع.

لقد ذكرتن المصطلح "نسويّة راديكالية" عدة مرات، فماذا تقصدكن بذلك؟

ريهام نصرة:
نحن كمجموعة ما زلنا ندرس نظريات النسوية المختلفة العربية والغربية، وبهذا المصطلح لا نقصد اننا ننتمي للتيار النسوي الدريكالي، بل اننا نستمد منه نقطة انطلاقنا وهي ان علاقة القوة غير المتساوية من أساسها بين الرجل والمرأة في المبنى المجتمعي الهرمي الذكوري غير محصورة في المضمار الجندري، بل فهو طريقة تفكير ومنطق تتجسد بعلاقات مختلفة بين مجموعات مهيمنة مقابل مجموعات مقموعة والديناميكية بينهما. كما أننا نرى ان القيم النسوية والتي فيها هناك اهمية لخلق الحيز للمجموعات المقموعة للتعبير عن نفسها وكسر الخطاب المهيمن. فالمصطلح راديكالي ينبثق من كلمة "جذور" أي اننا نسعى لتغيير جذري خارج الأنظمة المفروضة علينا. نرى ان تطبيق هذه الأفكار يتم عبر التفاعل مع حاجات وتساؤلات الطلاب والطالبات خاصة والمجتمع عامة. مثالا على ذلك، هو نشاطنا الأخير تحت عنوان "قولوا للمخابرات" حول تنظيم المظاهرات، الاعتقال السياسي للطلاب والتحقيق المخابراتي. فقد اتت هذه الفعالية بصدد الاعتقالات الاخيرة، العنف الشرطوي والملاحقات السياسية للطلاب خاصة في المظاهرات الطلابية ضد العدوان على غزة.

هل تقتصر نشاطاتكن الطلابية على الحيز الجامعي في العبرية فحسب؟

حلا مرشود:
كما سبق وذكرنا فعاليتنا ليست محصورة داخل اسوار الجامعة فحسب، بل اننا نستغل منصات الاعلام الاجتماعي عبر الشبكات الالكترونية والتي اصبحت جزء هام من طرق التواصل مع شريحة الشباب. بالاضافة نرى ان هناك أهمية للمبادرة لفعاليات خارج الحرم الجامعي، وقد لمسنا هذه الأهمية في فعاليتنا "الأرض لمن يفلحها"، والتي تخللت نشاط قطف زيتون في قرية دورا القرع، الواقعة في قضاء رام الله. خلال النشاط شهدنا عن كثب  خطر الاستيطان الصهيوني المستمر ومعاناة اهل القرى المجاورة بما يخص سلب ومصادرة الأراضي; قضية تخصنا جميعًا كفلسطينيات. وبالتالي فان حصر النّشاط الطّلابي في الحرم الجامعي يعطي انطباعًا خاطئًا عن ماهيّة النّشاط السّياسي-الاجتماعي الذي نسعى إليه، ويخلق فصلًا اصطناعيًّا ووهميًّا بين فئة الطلاب وفئات أخرى في المجتمع، ممّا يضرّنا جميعا.

التعليقات