بان كي مون لن يضغط على إسرائيل ويؤكد على الإعتبارات الأمنية الإسرائيلية..

-

بان كي مون لن يضغط على إسرائيل ويؤكد على الإعتبارات الأمنية الإسرائيلية..
كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه منذ مدة طويلة لم يكن للأمم المتحدة سكرتير عام مؤيد لإسرائيل مثل بان كي مون. فمنذ أن تسلم مهام منصبه، قبل شهرين، وجه التوبيخ للرئيس الإيراني لإنكاره المحرقة (الهولوكوست)، وأعطى مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، داني غيلرمان، خلافاً للمتبع، رقم هاتفه الجوال. وخلال هذه الفترة القصيرة التقى بخمسة إسرائيليين، داليا إيتسيك وشمعون بيرس وتسيبي ليفني وعمير بيرتس وكرنيت غولدفاسر زوجة الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حزب الله، كما وافق على إجراء مقابلة صحفية لصحيفة إسرائيلية "يديعوت أحرونوت" تمهيداً لزيارته إلى إسرائيل ليشرح فيها مودته لإسرائيل.

وفي مقابلته مع الصحيفة، قال بان كي مون إنه يحترم حكومة الوحدة الفلسطينية، إلا أنه أضاف أنه يجب عليها الاعتراف بشروط الرباعية الدولية الثلاثة. وقال " بالنسبة لي ليس الحديث عن شروط، وإنما عن مبادئ يجب على الحكومة الفلسطينية أن تعمل بموجبها". كما أشار إلى أنه لا ينوي الاجتماع بأي من قادة حركة حماس.

ولدى سؤاله عن كيفية التقدم في عملية السلام في ظل الخلاف حول قضية اللاجئين والقدس، قال إنه على علم بالخلافات وأنه يجب اتخاذ خطوات لبناء الثقة وصولاً إلى الاتفاق. ويجب على المجتمع الدولي أن يأخذ دوره في عملية السلام. وخلص إلى القول بأنه يجب على الطرفين إبداء المرونة.

وتابعت الصحيفة أن تصريحات بان كي مون يجب ألا تقلق وزارة الخارجية الإسرائيلية، خلافاً لفترة كوفي أنان، التي اضطر فيها مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة إلى الصعود مراراً إلى مكتب السكرتير العام للأمم المتحدة بعد كل تصريح لم يناسب إسرائيل.

وجاء أن بان كي مون بدأ بتطوير علاقاته مع إسرائيل قبل تسلمه لمهام منصبه. فقد سبق وأن زار إسرائيل في العام 2005، وكان بذلك أول وزير خارجية كوري جنوبي يزور إسرائيل.

كما أشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تعتقد أن هناك سببين لجعل كوريا الجنوبية تظهر اهتماماً بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني في الآونة الأخيرة؛ الأول هو رغبة كوريا الجنوبية بتطوير علاقاتها التجارية مع إسرائيل، والثاني بهدف احتلال مكانة دولية كدولة معنية، ومن هنا فهي تحافظ على توافق في سياستها مع سياسة الولايات المتحدة بكل ما يتصل بالصراع في الشرق الأوسط.

كما نقلت الصحيفة عن مصدر في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن بان كي مون، وخلافاً لكوفي أنان، لن يمارس أية ضغوط على إسرائيل، ولا ينوي فرض اتفاقيات على إسرائيل لا ترغب بها، وأن الإعتبارات الأمنية هي الأمر الحاسم، برأيه، في كل اتفاق يتم التوقيع عليه بين إسرائيل والفلسطينيين.

ولفت مراسل "يديعوت أحرونوت" إلى أن السكرتير الجديد للأمم المتحدة لا يزال يحتفظ في مكتبه بصورة تجمعه مع عائلات الجنود الإسرائيليين الأسرى. وفي هذا الشأن قال بان كي مون أنه يتابع تنفيذ القرار 1701، وأنه أنهى لتوه تقريراً يؤكد على وجوب إلتزام إسرائيل وسورية ولبنان بالقرار بشكل كامل، وخاصة في ما يتصل بتهريب الأسلحة.

وأضاف أنه يشعر بالتعاطف مع الجنود الأسرى، وأنه يبذل كل ما بوسعه من أجل إطلاق سراحهم، ولهذا فهو ينوي طرح الموضوع لدى زيارته إلى لبنان، رغم أنه واثق من عدم الحصول على أنباء جيدة بهذا الشأن.

ورداً على سؤال مراسل "يديعوت أحرونوت" بشأن العمليات التي قد تلجأ إليها الأمم المتحدة في حال رفض إيران وقف برنامجها النووي، قال إن العمليات سوف يقررها مجلس الأمن. وأنه يبادر إلى إجراء محادثات مع كبار المسؤولين الإيرانيين ومع عناصر في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأضاف أن مجلس الأمن جدي في مسألة العقوبات التي يفرضها على إيران. ورفض التنبؤ بما ستؤول إليه الأوضاع في حال فشلت المفاوضات مع إيران.

وفي نهاية اللقاء، قال السكرتير العام للأمم المتحدة إنه يشعر بمودة تجاه إسرائيل، لجملة من الأسباب، من بينها التشابه الذي يجمعها مع كوريا الجنوبية من جهة المستوى الأخلاقي..

التعليقات