"فقدان هيبة الردع في الجنوب"..

-

في مقالة نشرتها صحيفة "هآرتس" اليوم، الخميس، كتب عاموس هرئيل وآفي يسسخاروف، أن العملية التي نفذت في "ناحال عوز" يوم أمس الأربعاء، تؤكد على أن إسرائيل تجد صعوبة في وضع أساس لميزان ردع فاعل إزاء الفصائل الفلسطينية التي تنطلق من قطاع غزة.

وجاء في المقالة أنه حتى لو لم تقم حماس بإطلاق صواريخ باتجاه النقب، فإنها تواصل النزال مع قوات الجيش على طول السياج الحدودي، ولا تفعل شيئا للجم الفصائل الفلسطينية الأصغر، والتي تقوم بإطلاق الصواريخ أو إرسال عناصرها لتنفيذ عمليات. وخلافا للوضع على الحدود مع لبنان، منذ الحرب الأخيرة، فإن الساحة الجنوبية لم تشهد يوم هدوء واحد في السنتين الأخيرتين.

وبحسب الكاتبين، فإنه بدون الردع الكافي، فإن الجيش يجد صعوبة في منع، بشكل مطلق، التسلل عبر السياج الحدود أو تنفيذ عمليات قنص وزرع عبوات ناسفة بالقرب من السياج. ومن بين عشرات المحاولات لتنفيذ عمليات، يجب الافتراض أنهم من الممكن أن ينجحوا في تنفيذ عملية واحدة خلال فترة زمنية معينة، وخاصة إذا كان الحديث عن عملية مخططة ومنسقة، مثلما حصل في "ناحال عوز" يوم أمس.

ويتابع الكاتبان، أنه جرت في السابق محاولة للاحتفاظ على "حزام أمني"، يمتد إلى عمق كيلومتر غرب الجدار الحدودي، بحيث يمنع الفلسطينيون من دخوله. ولكن ذلك لم يحصل على أرض الواقع، وفقط في الأسبوع الأخير أطلقت النيران باتجاه مرافقي الوزير آفي ديختر، وباتجاه المستوطنين في حقول "عين هشلوشا"، كما تم الكشف عن نفق بالقرب من السياج شمال قطاع غزة، ونفذت عملية الأمس أيضا.

وبحسبهما، فإن ذلك نتيجة للجم العمليات الهجومية للجيش في "الحزام الأمني غرب الجدار. فعندما كانت هذه العمليات كثيفة، تقلصت العمليات التي تقع على طول الجدار. وفي الشهر الأخير، وعلى خلفية التفاهمات غير المباشرة التي توصلت إليها مصر، فقد قام الجيش بتقليص نشاطه في هذه المنطقة. ولذلك فمن الصعب إحباط العمليات في ظل عدم إنشاء "العمق" المطلوب من الجانب الفلسطيني من السياج الحدودي.

وينضاف إلى ذلك، فشل آخر موضعي وخطير. فبالرغم من نظام المراقبة، المكلف، والذي نشر على طول الحدود، وخاصة بالقرب من المعابر، فقد تمت معاينة دخول منفذي العملية متأخرا. وتمكن المنفذون الأربعة من عبور السياج بدون أي عائق، وقتل إسرائيليين عن طريق إطلاق النار من مسافة قصيرة. وكفر الجيش عن قصوره برد فعل سريع، حيث قامت دبابة وفرقة مشاة بمطاردة المجموعة، وتمكنت من قتل إثنين من منفذي العملية في داخل قطاع غزة. ولاحقا، واستنادا إلى معلومات استخبارية، قام سلاح الجو بقصف مركبتين تقلان عددا من المشاركين في تنفيذ العملية.

ويضيفان أن عدد المقاومين الفلسطينيين المشاركين في العملية، وإطلاق قذائف الهاون بكثافة للتغطية على العملية، يؤكد أن المنظمات الفلسطينية خططت لعملية كبيرة ومدوية. ولا يزال من غير الواضح أن الهدف كان عملية خطف أو تنفيذ قتل في مستوطنة قريبة. وربما يكون رد الفعل السريع هو الذي منع وقوع حالة أخرى مشابهة لغلعاد شاليط.

التعليقات