"صواريخ روسية لسورية لمنع التدخل العسكري الجوي الغربي"

"موسكو تدرس من جديد تزويد سورية بالصواريخ لسببين؛ الأول من أجل ردع الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي عن التدخل العسكري الجوي في سورية، والثاني لردع الولايات المتحدة عن تزويد أسلحة للمعارضين"

كتب المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي في موقعها على الشبكة اليوم، الخميس، أن تقديرات الغرب تشير إلى أن مخاوف روسيا من التدخل العسكري الأمريكي والغربي في سورية هو الذي دفع موسكو إلى "سحب ورقة الضغط الفعالة لديها"، وهي تزويد الجيش السوري بصواريخ "أس 300"، باعتبار أن هذه الصواريخ قادرة على إصابة طائرات وصورايخ بالستية عن بعد بما يصعب عمل قوات أجنبية في سورية.

وأشار بن يشاي إلى ما نشر في "وول ستريت جورنال" بأن سورية دفعت مقابل جزء من تكلفة المنظومة الصارويخة، وأنه في أعقاب ذلك توجهت إسرائيل إلى المستويات العليا في روسيا والولايات المتحدة لوقف تزويد سورية بالصواريخ.

وكتب أنه "من الجائز جدا الافتراض بأن المحادثة الليلية التي أجراها رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو تركزت في هذا الشأن.

وأضاف أن التوجه الإسرائيلي قد تم خلال الساعات الثمانية والأربعين الأخيرة لأجهزة أمنية ودول لها اتصالات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومع البيت الأبيض. وأنه من المرجح أن يكون أوباما قد هاتف نتانياهو للتحدث في هذا الشأن، وأن الرئيس الأمريكي قد تعهد بممارسة نفوذه.

كما أشار بن يشاي إلى أن صواريخ "أس 300" هي صواريخ روسية لاعتراض الطائرات القتالية التي يزيد ارتفاعها عن 100 كليومتر، إضافة إلى الصواريخ البالستية.

وكتب أنه من غير المعروف أية نموذج صواريخ تنوي روسيا تزويد سورية به، بيد أنه من المعروف أن سورية كانت قد طلبت في السابق تزويدها بصواريخ "أس إيه 10". وفي حينه توجه كل من إسرائيل والولايات المتحدة إلى الكرملين، في أعقاب التوجه تم تجميد الصفقة. وأشارت إلى أن قبرص حصلت على مثل هذه الصواريخ، في حين أن إيران تحاول منذ سنوات الحصول على صواريخ مماثلة ولكنها أحدث، وهي من طراز "أس 400".

وتابع أن تقديرات الغرب تشير إلى أن روسيا ترغب في نهاية المطاف التوصل إلى صفقة مع الولايات المتحدة ومع حلف شمال الأطلسي تتضمن "عدم تزويد المعارضة بالسلاح وعدم التدخل العسكري في سورية، مقابل عدم تزويد الجيش السوري بالصواريخ".

وأشار إلى أن روسيا كانت قد وقعت على صفقة مع إيران لتزويد الأخيرة بالصواريخ، وأنه جرى تدريب إيرانيين على تفعيلها في روسيا، إلا أن زيارة بوتين إلى إسرائيل، وضغط الولايات المتحدة المباشرة أدى إلى تجميد الصفقة.

وأشار أيضا إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة تعتقدان أنه في حال تزويد إيران بصواريخ "أس 400" عندها لن يكون بالإمكان تهديد إيران عسكريا بضرب منشآتها النووية، وذلك لأن هذه الصواريخ قادرة على إصابة الطائرات عن بعد 156 كيلومترا، حتى لو كانت على ارتفاعات منخفضة نسبيا. كما أن هذه الصواريخ قادرة على اعتراض صواريخ بالستية. وفي النهاية استجابت روسيا لطلب إسرائيل والولايات المتحدة وجمدت الصفقة في إطار جهودها لإقناع إيران بالتخلي عن "البرنامج النووي العسكري".

وتابع أن الأمر كان مماثلا بالنسبة لتزويد سورية بصواريخ "أس 300/أس إيه 10"، حيث أن إسرائيل أبلغت روسيا بأن تزيد سورية بهذه الصواريخ "يحيد قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها، وذلك لأنها ستكون قادرة على استهداف الطائرات الإسرائيلية ليس فقط فوق سورية ولبنان، وإنما عندما تحلق الطائرات من أي قاعدة عسكرية إسرائيلية في مركز البلاد وشمالها".

وخلص إلى القول بأن "موسكو تدرس من جديد تزويد سورية بهذه الصواريخ لسببين؛ الأول من أجل ردع الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي عن التدخل العسكري الجوي في سورية، والثاني لردع الولايات المتحدة عن تزويد أسلحة للمعارضين".

التعليقات