قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التذكير بان الترسانة الكيميائية للنظام السوري ظهرت كبديل للسلاح النووي الاسرائيلي، مضيفا ان اسرائيل لم تكن في حاجة الى هذا السلاح, وقال في مداخلة امام منتدى فالداي في شرق روسيا والذي يجمع قادة سابقين وصحافيين وخبراء اجانب وروسا ان "التفوق التكنولوجي لاسرائيل في ذاته ينفي حاجة هذا البلد الى سلاح نووي".
واكد الرئيس الروسي ان "قضية انتشار اسلحة الدمار الشامل تظل حاضرة واكثر من حاضرة"، مشددا على وجوب "العمل على نزع صفة النووي عن مناطق معينة، وخصوصا الشرق الاوسط".
وفي محادثة جرت في اعقاب الندوة قال بوتين لأحد المشاركين في المؤتمر، ان اسرائيل سوف تضطر نهاية الى نزع سلاحها النووي مثلما تتنازل سوريا في هذه الايام عن سلاحها الكيماوي، لأن اسرائيل ليست عضوة في نادي الدول الخمس صاحبة الحق، حسب الأمم المتحدة في امتلاك السلاح النووي.
"هارتس" التي أوردت أقوال بوتين في موقعها على الشبكة، اليوم الجمعة، تحت عنوان "ورقة بوتين: الكيماوي السوري ومفاعل ديمونا في مكيال واحد"، قالت، ان هذه الأقوال لا تأتي من فراغ فقد سبقها تصريحين من مسؤولين كبار في الكرملين تحدثا في المؤتمر. ونقلت على لسان سفير اسرائيل في موسكو ايلي مغين، انه يعطي أهمية كبيرة لتصريحات بوتين ويعتقد أن روسيا تحاول جر النووي الاسرائيلي الى طاولة المفاوضات الشرق أوسطية الشريكة بها، منوها الى امكانية ان يشكل ذلك نقطة تحول في علاقة روسيا باسرائيل ، التي حافظت حتى الان على علاقات سليمة معها.
مغين يرى أن النووي الاسرائيلي هو ورقة جديدة في لعبة البوك التي تديرها موسكو قبالة الأمريكيين في موضوع السلاح الكيماوي السوري، مشيرا الى تداعيات على الساحة الايرانية، خاصة في ضوء الرسائل المتبادلة بين الغرب والرئيس الايراني الجديد، حيث يحاول بوتين جذب ايران مجددا عن طرق وضع ورقة النووي الاسرائيلي على الطاولة.
بالمقابل نقلت "هارتس" عن فيطالي ناومكين، مستشار الاكاديمية الروسية للعلوم، قوله، ان بوتين لا ينوي خلق علاقة بين السلاح الكيماوي السوري والسلاح النووي الاسرائيلي، وأن اقوال بوتين تعبر عن رؤيا طالما تبنتها روسيا وهي جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل ولم يربط بين نزع السلاح الكيماوي السوري بنزع السلاح النووي الاسرائيلي ومؤكدا ان السلاح الكيماوي السوري ستتم مصادرته بدون شروط.
بوتين أبدى ترددا في قال ان ليس واثقا من نجاح المبادرة الروسية الخاصة بوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية، ونجاح الجهود الرامية الى إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتخلي عن السلاح الكيميائي بالكامل، وه ما اعتبره بعض المراقبين تراجعا عن الالتزام والضمانات الروسية بهذا الشأن. لكنه أشار الى أن هناك العديد من البوادر الإيجابية في هذا الاتجاه، حيث وافقت دمشق بلا شروط على تسليم مخزونها من الأسلحة الكيميائية وتعد نفسها عضوا في منظمة حظر الاسلحة الكيميائية منذ بعثها برسالة بهذا الشأن الى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية.
وقال الرئيس الروسي إن جميع الدول التي تشارك في عملية تسوية النزاع السوري تتحمل المسؤولية، وليس روسيا وحدها. جاء ذلك ردا على سؤال حول ما إذا كانت موسكو تخشى من المسؤولية في حال فشل مبادرتها بشأن السلاح الكيميائي السوري.
وقال بوتين: “لدينا نفس الحقوق والالتزامات التي لجميع شركائنا المعنيين بالمناقشات بشأن سورية”. وتابع أن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق جميع هذه الدول بما فيها روسيا، مشددا على أنه في حال فشل الجهود الرامية إلى التسوية السلمية في سورية، فانه ستكون هناك عواقب وخيمة جدا.
التعليقات