"هارتس": الفلسطينيون واسرائيل بدأوا بتحضير لوائح الدفاع لحالة فشل المفاوضات

"هارتس" تشير الى ان التصعيد ليس بعيدا، فقد حذر منه رئيس "الشاباك" السابق يوفال ديسكين، في المؤتمر الذي انعقد بمناسبة الذكرى العاشرة لمبادرة جنيف، حيث قال ان التوتر في الضفة يتم بناؤه تدريجيا في الاشهر الاخيرة ويمكن ان ينتهي الى اشتعال واسع بسبب حادث محلي، مثلما حدث في الانتفاضة الاولى التي اندلعت قبل 26 سنة بعد حادث سيارة في قطاع غزة.

تحت عنوان " اسرائيل والفلسطينيون يحضران لوائح دفاع لساعة استعدادا لفشل المفاوضات"، تناولت صخيفة "هارتس" ما وصفته بالفجوة العميقة التي كشف عنها الامريكيون في مواقف الطرفين حول قضايا الحل النهائي وفي مقدمتها مسألة الترتيبات الامنية في غور الاردن، في اعقاب انسحاب اسرائيل من غالبية اراضي الضفة الغربية، ففي حين يقترح الامريكيون تقليص القوات الاسرائيلية تدريجيا خلال عشر سنوات، الى جانب تطوير جمع المعلومات الاستخبارية الاسرائيلية وابقاء تمثيل اسرائيلي على المعبر الحدودي، يكون شفافا.

اسرائيل من جهتها تعارض هذا الاقتراح، الذي يبدو ان كيري والين يذهبان باتجاهه، فنتنياهو يتخوف من فرص نجاة النظام الاردني على المدى البعيد. وبالرغم من نجاح نظام الملك عبدالله في عبور عاصفة الربيع العربي، فانه غير محصن الى الابد، خاصة وانه يواجه مليون ونصف لاجئ سوري وعراقي الى جانب التوتر مع السكان الفاسطينيين وحركة الاخوان المسلمين، الامر الذي يهدد بقاء النظام على المدى البعيد وهو ما يخيف اسرائيل .

بالرغم من ذلك فان التسوية المتعلقة بمنطقة غور الاردن، ليست هي من يحتل الحيز الاهم في الخطاب الاسرائيل،ي الذي يركز على الرفض الفلسطيني للاعتراف باسرائيل كدولة يهودية والاعلان عن نهاية الصراع والمطالب المتبادلة، الى جانب ابراز التحريض في جهاز التعليم الفلسطيني وهو ما يبدو في هذا التوقيت مصطنعا ومفتعلا.

السؤال الذي سيطرح في الاونة القريبة هو أي طريق سيسلكه الامريكيون؟ هل سيصرون على محاولة فرض تسوية دائمة على الطرفين، ام سيقترحوا مكانها تسوية مرحلية، او انهم سيغادرون المفاوضات ويقصروا الطريق امام تجدد التصعيد في الضفة الغربية. فالفجوة القائمة بين اسرائيل والفلسطينيين في القضايا الجوهرية- القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات، بقيت كبيرة ولكن الاكبر والاكثر اهمية منها هي عدم الثقة المتبادلة، اذ ان كل طرف لا يثق ان الطرف الاخر مستعد لتقديم التنازلات المطلوبة منه للتوصل الى تسوية دائمة.

"هارتس" تشير الى ان التصعيد ليس بعيدا، فقد حذر منه رئيس "الشاباك" السابق يوفال ديسكين، في المؤتمر الذي انعقد بمناسبة الذكرى العاشرة لمبادرة جنيف، حيث قال ان التوتر في الضفة يتم بناؤه تدريجيا في الاشهر الاخيرة ويمكن ان ينتهي الى اشتعال واسع بسبب حادث محلي، مثلما حدث في الانتفاضة الاولى التي اندلعت قبل 26 سنة بعد حادث سيارة في قطاع غزة.

وتلفت الصحيفة الى معطيات المتعلقة بالضحايا في الجانب الاسرائيلي، حيث قتل منذ شهر ايلول الماضي مواطن وثلاثة جنود، في حين ان عدد القتلى في الجانب الفلسطيني والذي بلغ منذ كانون ثاني الى أب الماضي 15 فلسطينيا واسرائيلي واحد، ارتفع منذ ايلول وحتى الاسبوع الماضي الى 11 فلسطينيا اضافيا كان اخرهم فتى في الـ 14 من عمره من مخيم الجلزون، وهو ارتفاع ينسجم مع تزايد حالات القاء الحجارة والزجاجات الحارقة في شوارع الضفة.

ديسكين لا يتحدث بناء على احاسيس داخلية، انتفاضة ثالثة ما زالت خطرا ملموسا حتى لو كان الجمهور الفلسطيني لا يريدها بسبب الثمن الذي دفعه في الانتفاضات السابقة، تقول " هارتس".

صحيح ان نتنياهو استخدم سياسة حذرة تجاه ما يجري في سوريا وتداعياته على الحدود مع اسرائيل وتجاه غزة، حيث اختار عملية محدودة ولم يتورط في عملية برية.

كما ان النظام المصري الجديد ساعد في ضبط حماس، الا ان اغلاق الانفاق والتهديدات المتواصلة تجاه حكومة حماس التي تسود عيشة الغزيين وتمنع حاليا قيام حماس بأي عمل عسكري ضد اسرائيل، من شأنها ان تنقلب ضد اسرائيل خلال وقت قصير، فوقوع غزة بين فكي كماشة النظام المصري الجديد واسرائيل، يحولها الى برميل بارود سينتهي بالاشتعال ومن الصعب التنبؤ متى تقرر حماس ارخاء الرسن للفصائل التي ترغب بتجديد اطلاق النار ضد اسرائيل، او اتباع طريقة اخرى كمحاولة اشعال الضفة الغربية الواقعة تحت سيطرة غريمتها- السلطة الفلسطينية.

هذا في حين يبقى السؤال الاهم هو، ماذا يختار الامريكيون، فرض حل ادائم على الاطراف او اقتراح حل مرحلي، ام انهم سيغادرون المفاوضات ويقصروا الطريق لتجدد التصعيد في الضفة الغربية.  

التعليقات