تحليل إسرائيلي: الانتفاضة الثالثة اندلعت قبل 10 شهور وبقيادة عباس

وهي خلافا للانتفاضة الأولى ليست جماهيرية، وخلافا للانتفاضة الثانية لا يوجد فيها عمليات تفجيرية، وبدأت منذ انهيار المفاوضات المباشرة وتجري على نار هادئة

تحليل إسرائيلي: الانتفاضة الثالثة اندلعت قبل 10 شهور وبقيادة عباس

اعتبر محلل إسرائيلي أن الانتفاضة الفلسطينية الثالثة اندلعت منذ عشرة شهور، بقيادة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، وهي خلافا للانتفاضة الأولى، "انتفاضة الحجر"، ليست جماهيرية، وخلافا للانتفاضة الثانية لا يوجد فيها عمليات تفجيرية، وبدأت منذ انهيار المفاوضات المباشرة وتجري "على نار هادئة".

وكتب المحلل الأمني والعسكري لموقع "يديعوت أحرونوت" الالكتروني، رون بن يشاي، اليوم الثلاثاء، أن المواجهات بين الفلسطينيين وقوات أمن الاحتلال الإسرائيلي شبيهة بمميزاتها بفترة نهاية "انتفاضة الحجر"، كونها تشمل إلقاء حجارة وزجاجات حارقة وحرق إطارات ومواجهات في الحرم القدسي، وتشمل بين الحين والآخر عملية بواسطة استخدام سلاح أو عبوة أو عملية دهس. والأمر الجديد الآن هو استعمال المفرقعات، وهي "الرد الفلسطيني على القنابل الصوتية" التي تطلقها قوات الاحتلال.

ورأى بن يشاي "رغم أن أحداث الصيف الأخير، بدءا من خطف وقتل الفتية من غوش عتصيون، ومرورا بالقتل الانتقامي للفتى محمد أبو خضير في القدس، وحتى عملية ’الجرف الصامد’، سرّعت الأحداث ورفعت مستوى ألسنة النيران، لكن الانتفاضة مندلعة هنا قبل ذلك".

وأضاف المحلل أن الرئيس الفلسطيني هو الذي بادر إلى هذه الانتفاضة، وكتب: "رغم أنها بدأت بمبادرة أبو مازن، فإنه خلافا للانتفاضتين السابقتين، هذه المرة يهتم اليمين المتطرف – القومي الإسرائيلي طوال الوقت بصيانتها بواسطة استفزازات من جانبه. وهذا يساعد أبو مازن ورجاله على إخفاء دورهم في تحريض الشارع الفلسطيني ويسمح لهم بأن يستخلصوا من حالة الغليان أكبر قدر من النجاعة السياسية والإعلامية".

ووصف بن يشاي الانتفاضة الثالثة بأنها "انتفاضة شعبية"، معتبرا أنها عنصر هام في الاستراتيجية الفلسطينية ما بعد انهيار المفاوضات المباشرة، وأن "أبو مازن بادر إليها لكي تشكل خلفية إعلامية للحملة السياسية التي يخوضها في الحلبة الدولية. وبواسطة انتفاضة – لايت في القدس والمناطق (المحتلة) يحاول رئيس السلطة الفلسطينية إنتاج عناوين وأجواء إعلامية تحض المجتمع الدولي على الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود العام 1967 ومن دون أن يضطر الفلسطينيون للمساومة مع إسرائيل ولو حتى على مطلب واحد، وخاصة ليس على حق العودة، أو السيطرة المطلقة على جبل الهيكل (أي الحرم القدسي) أو على الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية".

من الجهة الثانية، استبعد بن يشاي تصاعد ما يسميه بالانتفاضة الثالثة، لعدة أسباب أولها أن "الشاباك والجيش الإسرائيلي، بالتعاون مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، حطموا حتى النهاية قواعد الإرهاب" في الضفة الغربية؛ السبب الثاني هو أن الشارع الفلسطيني ما زال مرتدع من القمع الإسرائيلي الوحشي للانتفاضة الثانية؛ السبب الثالث هو أن قوات الأمن الإسرائيلية اكتسبت خبرة في محاربة المواجهات وتفريق أو احتواء الاحتجاجات الفلسطينية.

واعتبر بن يشاي أن عباس ونتنياهو "هما زعيمان ضعيفان وهما لا يبادران أو يقودان خطوات. وليس قادرين على التعامل مع التحديات المركزية والجوهرية الماثلة أمامهما وغالبيتها ناتجة عن أحداث الصيف الفائت وهما خائفان ويعملان من أجل بقائهما السياسي".

وأضاف أن "نتنياهو يغازل اليمين الديني القومي والحريديم، وأبو مازن يعبر عن تماثل تجاه منفذي عمليات إرهابية، والإدارة الأميركية فقدت قدرتها على دفع الجانبين للعمل بمنطق ووفقا لمصالح شعبيهما" ليصل بن يشاي إلى الاستنتاج بأن هذا الحال أدى إلى انتفاضة ثالثة يسعى عباس ونتنياهو إلى عدم تحويلها إلى "حريق شامل".
 

التعليقات