04/03/2019 - 19:22

أعداد المرضى أكبر من قدرة المستشفيات الاستيعابية

تعج مستشفيات البلاد بأعداد كبيرة من المرضى تفوق قدرتها الاستيعابية، حيث تستقبل بعض مستشفيات البلاد ضعفي طاقة استيعابها، لتملأ أسرّة المرضى الأروقة والممرات وقاعات الطعام أحيانا، يأتي ذلك بالتزامن مع فترة التغيرات المناخية التي تكثر فيها نزلات البرد والالتهابات

أعداد المرضى أكبر من قدرة المستشفيات الاستيعابية

(عرب 48)

تعج مستشفيات البلاد بأعداد كبيرة من المرضى تفوق قدرتها الاستيعابية، حيث تستقبل بعض مستشفيات البلاد ضعفي طاقة استيعابها، لتملأ أسرّة المرضى الأروقة والممرات وقاعات الطعام أحيانا، يأتي ذلك بالتزامن مع فترة التغيرات المناخية والمرحلة الانتقالية من السنة التي تكثر فيها نزلات البرد والالتهابات الفيروسية لدى الكبار والصغار، وعلى الرغم من أنه في معظم الأحيان تكون هذه الحالات بسيطة وتأثيراتها عابرة، لكن في حالات أخرى يضطر المريض إلى المكوث في المستشفى لعدة أيام، خاصة كبار السن والذين يعانون من حساسية مفرطة، أو خلفيات مرضيّة أو أمراض مزمنة.

د. ألبير شقحة (عرب 48)

وفي حديث لموقع "عرب 48"، قال مدير قسم الطوارئ في مستشفى العائلة المقدسة في الناصرة، د. ألبير شقحة، "نحن نعمل في فترة صعبة جدا بسبب عدد المرضى الذي وصل اليوم إلى 150% من المعدل الطبيعي، حيث يصل إلى قسم الطوارئ يوميا ما بين 120 – 150 مريضا، معظمهم يعانون من ضيق تنفس والتهابات في الجزء العلوي من مجرى التنفس، وفي حالات أخرى تكون الالتهابات قد تجاوزت القسم العلوي إلى الرئتين، وخاصة المرضى الذين يعانون من التهابات مزمنة في الرئتين، فإنهم في هذه الفترة يصلون إلى المستشفى بحالات أكثر خطورة من سائر المرضى، لذلك يكون الضغط مضاعفا على طاقم العاملين في قسم الطوارئ".

وأضاف د. ألبير شقحة، أن نحو 40% من مجمل المرضى الذين يصلون إلى المستشفى، يضطرون لالتزام السرير والبقاء في المستشفى لعدة أيام؛ ويقول د. شقحة إنه "عندما نقرر إبقاء المريض في المستشفى نصطدم بمشكلة أماكن الاستيعاب وقدرة المستشفى على استيعابه، فنحن نرفض تسريح مريض هو بحاجة للعلاج، لذلك فإننا نقوم بأقصى جهد لإجراء الترتيبات اللازمة له وهو في قسم الطوارئ لكي يتم استيعابه في الأقسام المختصة. كما أننا نحاول قدر الإمكان، الامتناع عن تحويل المرضى إلى مستشفيات أخرى إلا في حالات الضرورة القصوى، وهو أمر نادر الحدوث نظرا للتعاون بين قسم الطوارئ وسائر أقسام المستشفى، فضلا عن أننا نقوم في هذه الفترة بتعزيز قسم الطوارئ بأطباء وممرضين لإعطاء رد مناسب لكل توجه".

وشهد مستشفى العائلة المقدسة، خلال الفترة الماضية، الكثير من التحسينات وأعمال التطوير وافتتاح غرف عمليات وولادة من الأحدث في البلاد، بحسب شقحة، ما أدى إلى زيادة في عدد المرضى الذين يقصدون المستشفى. ويقول د. شقحة "أعمل في المستشفى منذ 10 سنوات، وعدد المرضى الذين يصلون إلى غرفة الطوارئ تضاعف أربع مرات خلال هذه الفترة. وتعود الأسباب في ذلك إلى تطور العلاجات، وزيادة ثقة المرضى بالمستشفى، وزيادة ثقة الأطباء في المؤسسات الصحية المختلفة بالمستشفى، حيث أصبحوا يرسلون مرضاهم إلينا، وأخيرا الزيادة الطبيعية في عدد السكان. واليوم يجري التخطيط لتوسعة قسم الطوارئ".

وردا على سؤال حول ما يميز هذه الفترة المناخية (الانتقالية) التي ترافقها كثرة الأمراض، قال "في هذه الفترة تنشط الكثير من الفيروسات، تماما كما هو حال الإنسان، يشعر بالبرد وبالدفء كذلك هي الفيروسات، وفي هذه الفترة تنتشر الفيروسات التي تسبب الالتهابات في مجرى التنفس و‘الإنفلونزا‘، وهي أنواع بل عشرات الأنواع من الفيروسات التي تسبب أنواعا من مختلفة من الإنفلونزا. وحتى لو حصل المريض على التطعيم مسبقا فإن هنالك أنواع من الفيروسات التي يعجز التطعيم عن مواجهتها".

من قسم الطوارئ - مستشفى العائلة المقدسة (هرب 48)

وحول طاقة استيعاب المستشفى، أوضح د. شقحة أن "المستشفى يستطيع يقدم خدماته الطبية لـ 120 – 150 مريضا كل 24 ساعة، وفي هذه الأيام يستقبل المستشفى نحو 120 مريضا يوميا غالبيتهم الساحقة من سكان مدينتي الناصرة ونتسيرت عيليت والقرى المجاورة لهما".

وبالنسبة للمستشفيات الأخرى، يقول د. شقحة، إنه على الرغم من حالة الضغط التي يعمل فيها المستشفى، إلا أنه أفضل حالا من المستشفيات الأخرى وخاصة المركز الطبي "هعيمك" في العفولة، ومستشفى "رمبام" في حيفا، التي يصل فيهما عدد المرضى إلى ضعفي طاقة استيعابها.

من جهة أخرى يناشد الأطباء المواطنين عدم التوجه إلى أقسام الطوارئ عندما لا تكون الحاجة تستدعي ذلك، وإفساح المجال أمام المرضى الذين يعانون من حالات صعبة وخطيرة لإيجاد أماكن لهم في المستشفيات.

 

التعليقات