09/10/2022 - 09:17

أثر التغيرات المناخية على مرضى الحساسية الصدرية

يعرف التغير المناخي بأنه عبارة عن مجموعة من التحولات والتغيرات طويلة الأمد في الطقس والحرارة والهطولات المطرية التي تسبب ظهور أشكال جديدة ومختلفة من المناخات قد تستمر لفترات زمنية طويلة أو

أثر التغيرات المناخية على مرضى الحساسية الصدرية

(توضيحية - unsplash)

ماهي الحساسية الصدرية؟

تعرف الحساسية الصدرية أيضا بالأزمة الصدرية وهي نوع من الاضطرابات التنفسية والالتهابات التي تنتج بسبب مادة تسمى "الهستامين" يتم إفرازها عند التعرض لبعض العوامل الخارجية أو ما يسمى "المثيرات الخارجية" مثل الغبار والرمل وبعض الروائح أو العطور أو استنشاق الهواء الذي يحتوي حبوب الطلع في فصل الربيع بالإضافة لبعض الأدوية.

وتتسبب هذه المادة بحدوث ردود فعل من قبل القصبات الهوائية وتؤدي إلى انتفاخها وانقباض عضلات جدرانها بالإضافة لزيادة في كمية إفراز المخاط وكل ذلك يشكل عائقا كبيرا لمرور الهواء ما يسبب صعوبة في القدرة على التنفس بشكل سليم. تصيب هذه الحساسية كافة الأعمار وتشمل أعراضها سيلانا أنفيا وصعوبة في التنفس بشكل خاص في الليل بالإضافة للشعور بالإرهاق ونوبات متكررة من السعال والعطاس وسماع صوت يشبه الصفير من الصدر عند التنفس. ويتم علاجها بإعطاء أدوية موسعة للقصبات الهوائية.

ما هو التغير المناخي؟

ما هو التغير المناخي؟

يعرف التغير المناخي بأنه عبارة عن مجموعة من التحولات والتغيرات طويلة الأمد في الطقس والحرارة والهطولات المطرية التي تسبب ظهور أشكال جديدة ومختلفة من المناخات قد تستمر لفترات زمنية طويلة أو قصيرة، ولهذه التغيرات نوعان أولهما التغيرات طبيعية الحدوث حيث تكون أسبابها لا علاقة لها بتدخل الإنسان مثل تغيرات الدورة الشمسية أو البراكين والزلازل أو الإشعاع الشمسي.. إلخ. أما النوع الآخر فهو التأثيرات التي تحدث نتيجة الأنشطة البشرية وتطور أساليب حياة الانسان على حساب الطبيعة والمناخ الذي يسبب تلوثا بيئيا بجميع أشكاله البري والجوي والمائي، فالقطع الجائر للأشجار وبناء أعداد هائلة من المصانع والتخلص من مخلفاتها في الماء واستخدام الوقود الأحفوري وحرقه أو حرق مشتقاته بالإضافة لاستهلاكه في السيارات وعمليات البناء والصناعة يؤدي هذا كله إلى زيادة نسبة الغازات الدفيئة في الأرض مثل ثاني أوكسيد الكربون والميثان. وهذا التغير السلبي في الحرارة والمناخ يؤدي بدوره لانتشار الأمراض والجفاف وذوبان الجليد في القطبين والفيضانات وندرة وانقراض عدة أنواع نباتية وحيوانية.

آثار التغيرات المناخية على أمراض الحساسية الصدرية

أثر الجفاف المتزايد وارتفاع درجة الحرارة على مرضى حساسية الصدر

إن ارتفاع درجات الحرارة نتيجة ازدياد نسبة الغازات الدفيئة بالجو من المعروف أنه يسبب الجفاف ويسرع من انتشار التصحر للعديد من المناطق كما ذكرنا سابقا، وهذه التغيرات تعد خبرا سيئا للجميع وبشكل خاص لمرضى الحساسية الصدرية حيث أن الجفاف لن يسبب لهم ضربات الشمس فقط، إنما سيعرض الشعب الهوائية في جهازهم التنفسي للجفاف وبالتالي ستفقد من ليونتها ويؤدي ذلك إلى نقص الأكسجين الواصل للرئتين والمخ وهذا يسبب حدوث ضيق في التنفس وقد يسبب الإغماء. لذلك فإن الحفاظ على رطوبة الشعب والقصبات الهوائية في الأجواء الجافة والحارة أمر بغاية الضرورة لمرضى الحساسية الصدرية ويتم ذلك بشرب الكثير من الماء والسوائل وتجنب الأطعمة المهيجة للجهاز التنفسي كالأطعمة الحارة.

أثر الغبار والعواصف الترابية والرملية على مرضى الحساسية الصدرية

أثر الغبار والعواصف الترابية والرملية

أيضا العواصف والرياح المحملة بالأتربة والغبار وبعض الحشرات مثل البق المنزلي لا تقل خطورة عن درجات الحرارة المرتفعة فهي تسبب مباشرة تهيج الصدر حيث يتعامل معها جهاز التنفس كمواد دخيلة ويقوم برد فعل يتسبب بإفراز مواد مثل الهستامين وضيق التنفس وزيادة حساسية وانقباض القصبات والشعب الهوائية والشعور بالتعب وعدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية المختلفة بشكل طبيعي. ولأنه كلما ازدادت نسبة الأتربة المحملة بالجو أثناء العواصف زادت شدة الحساسية، ينصح بعدم مغادرة المنزل أو ارتداء الكمامة إذا اضطر المريض للخروج.

تأثير تلوث الهواء على مرضى الحساسية الصدرية

الهواء الملوث هو عامل خطير جدا على جميع مرضى الجهاز التنفسي وبشكل خاص مرضى الحساسية الصدرية بسبب إمكانية احتوائه على نسبة قد تكون عالية جدا من المواد الغريبة والغازات الضارة والمواد العالقة مثل أحادي أوكسيد الكربون والأوزون وثاني أوكسيد الكبريت وثاني أوكسيد الكربون والبخار الكيميائي وغيرها العديد من الشوائب. وهذه المواد والغازات جميعها سببا رئيسيا في الحساسية والتهاب المجاري التنفسية وتهيج الصدر والرئتين. حيث بالإضافة للمشاكل التنفسية فإن الهواء الملوث من الممكن أن يسبب العديد من الأمراض التي يكون بعضها مزمنا وخطيرا مثل الانسداد الرئوي والتهاب الشعب الهوائية المزمن.

تأثير تباين (تذبذب) درجات الحرارة على مرضى الحساسية الصدرية

إن تغير درجات الحرارة بين ارتفاع وانخفاض حيث تحدث هذه التقلبات بسبب تغير حرارة الأرض وزيادة نسبة غاز ثنائي أوكسيد الكربون يسبب الكثير من المخاطر الصحية على مرضى الحساسية الصدرية وبشكل أكبر على الفئة المهملة للعلاج، لأن التغيرات الجسمية التي التي تكون مترافقة مع التغيرات الحرارية تشكل عدة عوامل خطرة جدا في حال لم يتم السيطرة عليها بالعلاج المناسب وتلك المخاطر تتمثل بتورم الأغشية المخاطية التنفسية وزيادة معدل الإصابة بالحساسية ونوبات الربو والإنفلونزا والتنفس عن طريق الفم، فبالتالي لا تتم تنقية الهواء وتعديل درجة حرارته كما يحدث في الأنف فيسبب الهواء البارد تهيج وضيق الشعب والقصبات التنفسية وزيادة إفراز المخاط.

أيضاً إن زيادة غاز co2 يزيد نسبة إنتاج حبات الطلع وانتشارها في الهواء الملوث لمسافات كبيرة وتفاعلها معه يجعل منها عاملا آخر للتهيج الصدري. والجدير بالذكر أيضا أن الجو المتقلب يسبب المزاج المتقلب الأمر الذي يخلف الكثير من الأمراض كضعف المناعة والحساسية وذلك بسبب التوتر ونوبات القلق والخوف.

مظاهر التغير المناخي

إن الخلل الذي تسببه التغيرات المناخية يؤدي للعديد من المخاطر والمشاكل مثل:

ارتفاع درجات الحرارة

يسبب التغير المناخي ارتفاعا ملحوظا بدرجة الحرارة المسببة للجفاف وزيادة مساحة المناطق الجافة الأمر الذي يؤدي لاندلاع الحرائق الكبيرة وانتشار الأمراض والأوبئة المتعلقة بالحرق وبالطبع فإن درجات الحرارة المرتفعة ستعود بالضرر على حياة الإنسان وتعرقل العمل والتنقل.

عواصف شديدة وانتشار الجفاف

إن التغيرات والفروقات الحرارية أثرت بشكل كبير على مستوى الهطول المطري أو الثلجي حيث سببت هذه العواصف القوية العديد من الفيضانات والكوارث كتدمير البيوت والمدن وحدوث كوارث وانهيارات في البنية الأرضية والبنية التحتية وبالتالي حدوث خسائر مادية وبشرية هائلة. ولكن من جهة أخرى، فإن نسب الهطول المتأثرة بالفروقات الحرارية قد تقل لدرجة ندرة وجودها في بعض المناطق أي ستتسبب بحدوث جفاف بسبب قلة المياه وتجتاح العواصف الرملية والترابية مساحاتٍ واسعة مسببة العديد من الأمراض التنفسية وقد تزيد من مساحات الصحراء في العالم.

نقص وسوء التغذية

إن ازدياد الجفاف واتساع الصحراء مع درجات الحرارة المرتفعة سيؤدي إلى نقص في التنوع الغذائي وانتشار سوء التغذية، حيث تتضرر العديد من المزارع والأراضي الزراعية المخصصة للمواشي ومصايد الأسماك والحيوانات البحرية بهذه التغيرات بشكل خطير جدا بحيث يخفض ذلك كثيرا من مستوى الإنتاج وبالتالي سنواجه مشكلة نقص في الغذاء ومشاكل غذائية متفاقمة.

تدني الأوضاع الاقتصادية وانتشار ظاهرة النزوح

إن جميع العوامل التي ذكرت سابقا تسبب الكثير من الخسائر المادية والبشرية وبالتالي تدهور الوضع الاقتصادي وتؤدي لانتشار "النزوح" سواء كان بسبب الفقر أو خسارة المنازل نتيجة الكوارث الطبيعية.

التعليقات