07/02/2023 - 12:36

دراسة: كيف تخزّن الذكريات المؤلمة في الدماغ؟

استخدم الباحثون فئرانًا مصمّمة بخلايا عصبيّة، مرّت بتجربة صدمة كهربائيّة من قبل، ويشكّل ذلك حدثًا مؤلمًا بالنسبة لهذه الفئران، وب الباحثون أنّ ذكريات الخوف والصدمة مخزّنة في مكان ما في الدماغ

دراسة: كيف تخزّن الذكريات المؤلمة في الدماغ؟

(Getty)

في تقرير نشره موقع "ساينس أليرت"، حول نتائج دراسة جديدة، قال علماء من جامعة كاليفورنيا في الولايات المتّحدة الأميركيّة، إنّهم استطاعوا تحديد "التجسيد الماديّ للمخاوف البعيدة" في جزء بارز من الدماغ. وتفتح هذه الدراسة بابًا، حول فهم المزيد عن كيفيّة تضمين الذكريات المؤلمة، حيث يمكن أن تستمرّ ذكريات الأحداث الصادمة في الظهور في الدماغ لفترة طويلة بعد مرور اللحظة، ممّا يؤدّي إلى حالات مثل اضطراب ما بعد الصدمة.

تلعب منطقة الحصين في الدماغ دورًا مركزيًّا في تكوين الذاكرة. واستخدم الباحثون فئرانًا مصمّمة بخلايا عصبيّة، مرّت بتجربة صدمة كهربائيّة من قبل، ما يشكّل حدثًا مؤلمًا بالنسبة لهذه الفئران.

وتستجيب الفئران المعدّلة وراثيًّا للصدمة الكهربائيّة، على أنّها ذكرى خوف. ولاحظ الباحثون تجمّد الفئران عند إعادتهم إلى موقع التجربة حيث تمّ صعقهم بالكهرباء في المرّة الأولى، وهو ما يشير إلى أنّ ذكريات الخوف المخزّنة في مكان ما في الدماغ، قد استرجعت بالفعل، وهو ما أظهرته الدراسة من عيّنات الدماغ التي كانت متّصلة بشكل وثيق بين مجموعة صغيرة من الخلايا العصبيّة المرتبطة بالذاكرة، في المنطقة المسؤولة عن اتّخاذ القرار والسلوك المعرفي.

ويقول عالم الأعصاب جون هيونغ تشو، المشارك في البحث، إنّ دوائر ذاكرة الفصّ الجبهي هي التي يتمّ تعزيزها تدريجيًّا بعد الأحداث الصادمة، ويلعب هذا التعزيز دورًا مهمًّا في كيفيّة نضوج ذكريات الخوف إلى أشكال مستقرّة في القشرة الدماغيّة للتخزين الدائم".

وتابع "باستخدام آليّة مماثلة، يمكن أيضًا تخزين الذكريات البعيدة الأخرى الخالية من الخوف بشكل دائم".

وفي عام 2021، تحدّثت تقارير صحافيّة عن تمكّن علماء بريطانيّين من التوصّل إلى اكتشاف، يمكن بفضله مسح الذكريات السيّئة من دماغ الإنسان، وذلك بعد اكتشاف بروتين في الدماغ، قد يعمل كمؤشر حيويّ للذكريات المرنة، ما يجعل من الممكن تحديد الذكريات التي يمكن نسيانها، وأيّها عالق لأيّ سبب كان، والقدرة على مسحها.

وقال القائمون على البحث، بحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانيّة، إنّ الذكريات طويلة المدى تنقسم إلى فئتين، الذاكرة القائمة على الحقائق، مثل الأسماء والأماكن والأحداث، والذاكرة الغريزيّة مثل العواطف أو المهارات، وحسب هذا البحث، فإنّ الباحثين يعتقدون أنّه يمكن تعديل الذكريات الغريزيّة، ما يعني أنّه يمكن علاج الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، بحسب التقرير.

وفي عام 2004، تمكّن باحثون في نيويورك، من علاج الحيوانات ومساعدتها على نسيان الصدمة المكتسبة، حيث تمّ تدريب الفئران على ربط جهاز النقر بصدمة كهربائيّة خفيفة، للربط بين النقر والخوف المتسبّب من الصدمة.

وقالت الدكتورة آمي ميلتون، الباحثة الرئيسيّة في الدراسة "هذه آليّات معقّدة حقًا، علينا أن نضع في اعتبارنا أنّ هذا عمل حيوانيّ، إنّ أدمغة البشر متشابهة، لكنّها أكثر تعقيدًا بكثير"، وأشارت إلى أنّ النتائج التي توصّلوا إليها، لا تعني أنّه يمكن اختبار الذكريات التي يراد محوها، لكن هذا "يعطي الأمل في التمكن مع مرور الوقت، من تحديد العوامل التي تجعل الذكريات قابلة للتعديل في الحيوانات، وترجمتها إلى مرضى بشريين".

التعليقات